"ليلة من الجحيم".. بروقين الفلسطينية تحت اعتداء المستوطنين (تقرير)
** فلسطينيون من أهالي البلدة شمالي الضفة للأناضول: نحو 200 مستوطن هاجموا البلدة وأحرقوا مركبات وحاولوا حرق منازل

Ramallah
سلفيت / قيس أبو سمرة / الأناضول
** فلسطينيون من أهالي البلدة شمالي الضفة للأناضول:- نحو 200 مستوطن هاجموا البلدة وأحرقوا مركبات وحاولوا حرق منازل
- الهجوم يأتي بعد ساعات من انسحاب الجيش من البلدة عقب عملية عسكرية استمرت 9 أيام
رغم ما عاشته بروقين غرب مدينة سلفيت من ويلات عملية عسكرية إسرائيلية استمرت 9 أيام، شهدت البلدة الواقعة شمالي الضفة الغربية المحتلة، مساء الخميس "ليلة من الجحيم" تحت وطأة اعتداءات نفذها مستوطنون.
ووصف أهالي بروقين في أحاديث للأناضول، ما عاشوه الليلة الماضية بأنه كان أشبه بالـ"جحيم" بعدما فوجئوا بمهاجمة نحو 200 مستوطن متطرف لبلدتهم.
وأشار السكان الفلسطينيون إلى أن المستوطنين أشعلوا النيران في 5 مركبات، وحاولوا حرق منازل لولا تصديهم لهم.
يأتي الهجوم على البلدة بعد ساعات من انسحاب الجيش الإسرائيلي منها عقب عملية عسكرية استمرت 9 أيام، على خلفية مقتل مستوطنة في 14مايو/ أيار الجاري.
ورغم انسحابه من البلدة يغلق الجيش الإسرائيلي مدخل بروقين الرئيسي وبلدة كفر الديك المجاورة، فيما تتواصل أعمال الحفر لإقامة مستوطنة جديدة لا تبعد عنها عشرات الأمتار.
- "تبادل أدوار"
وقال الفلسطيني عدي صبرة (33 عاما)، إن "نحو 200 مستوطن هاجموا الحي الذي يسكنه، وألقوا زجاجات حارقة على المركبات ثم المنازل".
ولفت في شهادته للأناضول، إلى أن النيران "كانت تندلع في كل مكان بالحي" جراء اعتداء المستوطنين الذين أحرقوا مركبته.
ومن أمام منزله الذي تضرر إثر نيران استهدفت واجهته الخارجية، أضاف صبرة: "الهجوم جاء بعد حصار وعملية عسكرية إسرائيلية استمرت 9 أيام".
وتابع المواطن الفلسطيني أن "الجيش خرج من البلدة وجاء المستوطنون، وكأنهم يتبادلون الأدوار والتنسيق فيما بينهم".
وأوضح أن الهجوم نفذ بينما كانت قوات من الجيش الإسرائيلي تعتقل عائلة في أحد أحياء البلدة، وفق شهادته.
ورأى أن الهجوم "محاولة للترحيل القسري" لسكان البلدة، في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار إلى أن أعمال التجريف من أجل بناء إسرائيل مستوطنة جديدة، تكاد تصل إلى منزله.
وتابع: "يسرقون الأرض والآن يريدون تهجيرنا من بيوتنا".
** "كتلة نيران"
من جهته، قال بدر صبرة (54 عاما) إن سكان بروقين "عاشوا ليلة من الجحيم بوصول المستوطنين إلى الحي وشروعهم في حرق المركبات".
وأضاف للأناضول: "أحرقوا مركبة نجلي وأتت النيران على أجزاء من مركبتي، وإخوتي خسروا مركباتهم.. الحي كان عبارة عن كتلة من النيران".
وأصيب صبرة وابنته وشقيقة في الهجوم، مبينا أنه "لولا فزعة السكان والتصدي للمستوطنين لأحرقت جميع منازل البلدة".
وأردف: "هؤلاء (المستوطنون) لا رحمة في قلوبهم يهاجمون عائلات آمنة في بيوتهم".
ويصف صبرة المشهد و"كأنه يوم القيامة، الناس عاشوا في ذهول".
أما حسني سمارة (62 عاما)، الذي التقته الأناضول وهو يقف أمام مركبته التي أحرقت بالكامل بفعل هجوم المستوطنين، فقال إنه "لولا لطف الله لأحرق المنزل والعائلة".
وبين أن البلدة "هبت عن بكرة أبيها للتصدي للهجوم، ولولا لذلك لفقدنا أرواحنا".
وأشار إلى أن قوات من الجيش الإسرائيلي وصلت الموقع للتحقيق بعد أن غادر المستوطنون، معتبرا أن "كل ذلك بلا فائدة".
وأعرب الفلسطيني سمارة عن مخاوفه من تكرار اعتداءات المستوطنين، قائلا: "نعيش حالة من اليقظة والحذر".
** تنديد فلسطيني
بدورها، نددت وزارة الخارجية الفلسطينية، الجمعة، باعتداءات المستوطنين في بلدة بروقين وطالبت بتحرك دولي لردعها.
وقالت في بيان وصل الأناضول، إنها "تدين بشدة عدوان المستوطنين الليلة الماضية على بلدة بروقين، وارتكابهم جرائم حرق عدد من المنازل والمركبات والممتلكات الفلسطينية تحت إشراف وحماية جيش الاحتلال (الإسرائيلي)".
وأبرزت الخارجية الفلسطينية أن "جرائم عصابات المستوطنين منظمة ومخطط لها في محاولة لتهجير شعبنا".
وأكدت أن ما حدث في بروقين "جزء من جرائم التهجير والضم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وشكل من أشكال العقوبات الجماعية والتطهير العرقي الذي ترتكبه دولة الاحتلال وحكومتها المتطرفة، من خلال توزيع للأدوار بين مليشيا المستوطنين وجيش الاحتلال".
وذكرت أنها "تواصل اتصالاتها وتحركاتها مع الدول ومؤسسات ومجالس الشرعية الدولية للدفع باتجاه تدخلات عاجلة لوقف انتهاكات وجرائم الاحتلال ومستوطنيه".
والخميس، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني عبر بيان، بأن طواقمه تعاملت مع 8 إصابات بالحروق، نتيجة حرق المستوطنين المنازل في بلدة بروقين، وتم علاجهم ميدانيا.
وسبق ذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي، ظهر الخميس، من بلدتي بروقين وكفر الديك المجاورة لها، بعد عملية عسكرية استمرت 9 أيام، تخللها قتل شاب فلسطيني، وحملة اعتقالات وتحويل منازل لثكنات عسكرية، بحجة البحث عن منفذ عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل إسرائيلية وإصابة زوجها.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 969 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.