فرنسا: توقع وقف إطلاق نار دائم بغزة دون أفق سياسي "وهم"
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قال إن اعتراف فرنسا الكامل بدولة فلسطين في سبتمبر سيكون رفضا لمنطق الحرب ودعوة للسلام

Istanbul
إسطنبول/ الأناضول
قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الاثنين، إن توقع وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، دون رؤية سياسية واضحة لمستقبل القطاع، هو "مجرد وهم بعيد المنال".
جاء ذلك في كلمة خلال مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية.
وقال نويل بارو: "من الوهم الاعتقاد بأن وقف إطلاق النار يمكن أن يدوم دون رؤية عامة لما ستكون عليه غزة بعد الحرب، ودون أفق سياسي وبديل للحرب الدائمة".
وأكد بارو أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني "لا يمكن حله بالوسائل العسكرية".
وشدد على أن حل الدولتين يبقى السبيل الوحيد القابل للتطبيق نحو السلام.
وأضاف أن حرمان الشعوب من حق تقرير المصير "يؤدي حتمًا إلى الاستياء والعنف والحرب".
وأكد أن فرنسا لطالما دعمت حل الدولتين، مستشهدًا بمواقف قادة فرنسيين سابقين مثل شارل ديغول، وكذلك إيمانويل ماكرون، الرئيس الحالي.
وانتقد بارو أيضًا توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وهجمات المستوطنين المتطرفين، وتصويت الكنيست (البرلمان) الأخير لصالح الضم الكامل للأراضي المحتلة.
وقال: "فكرة الدولتين تبتعد أكثر فأكثر، ولا يُمكننا الاستسلام لهذا الوضع، ولا يُمكننا الانتظار أكثر من ذلك".
وأكد بارو أن "اعتراف فرنسا الكامل بدولة فلسطين في سبتمبر/ أيلول المقبل سيكون رفضا لمنطق الحرب ودعوة للسلام".
وحثّ الدول الأخرى على أن تحذو حذوها، محذرًا من أن "تأجيل الاعتراف حتى نزع سلاح حماس يضع القرار في أيدي الحركة"، وفق تعبيره.
ولفت إلى أن "فرنسا عازمة على كسر دوامة العنف في الشرق الأوسط".
واختتم بارو كلمته بمناشدة إسرائيل الاستجابة للدعوات الدولية، ورفع الحصار عن غزة، والعودة إلى المفاوضات".
وفي وقت سابق اليوم، انطلق المؤتمر الوزاري الدولي لتنفيذ حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية)، مساء الاثنين، في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية، برئاسة سعودية فرنسية.
وكان من المقرر عقد "مؤتمر فلسطين الدولي" في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بين 17 و20 يونيو الماضي، لكن عقب الهجمات الإسرائيلية على إيران، التي بدأت في 13 يونيو بدعم أمريكي، واستمرت 12 يوما، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأجيل المؤتمر.
وأعربت كل من إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة عن رفضهما إقامة مؤتمر دعم حل الدولتين.
وتشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.