دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

غزة.. بشاعة القصف تستهدف وجه الطفلة سجى (تقرير)

- سجى جنيد، 4 سنوات، تعرضت لحروق شديدة شوّهت وجهها جراء غارة إسرائيلية على منزلها.

Mohamad Majed Mustafa Haboush  | 28.03.2024 - محدث : 28.03.2024
غزة.. بشاعة القصف تستهدف وجه الطفلة سجى (تقرير)

Gazze

غزة/ الأناضول

- سجى جنيد، 4 سنوات، تعرضت لحروق شديدة شوّهت وجهها جراء غارة إسرائيلية على منزلها.
- أثناء وجودها في مستشفى الشفاء بمدينة غزة شمال القطاع لتلقي العلاج، تعرضت سجى للحصار لمدة 3 أيام دون توفر أي علاج أو غذاء لها.
- والد الطفلة الجريحة نقلها مشيًا على الأقدام لمدة 8 ساعات متواصلة للوصول إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة.

لم يعد وجه الطفلة سجى جنيد، ابنة السنوات الأربع، يشعّ بابتسامتها الجميلة المعتادة التي كانت تعتبر سمة مميزة لها، فقد حلّت محلها ندوب حروق تركتها غارة إسرائيلية خلال الحرب على غزة، لتغطي ملامحها بحزن وألم.

والأناضول زارت الطفلة سجى وهي على سرير علاجها في مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع، حيث ترقد مضمّدة الرأس، بينما يظهر وجهها الصغير غارقا بندوب الحروق.

دمية تحاول إعادة بسمة سجى

تلك الندوب، بمظهرها الذي غيّب جمال وبراءة الطفولة، لم تكن مجرد علامات على جسد الطفلة سجى، بل شكَّلت آثارًا مؤلمة حفرت في روحها الصغيرة ستصاحبها مدى الحياة.

بجانب سجى، يقف والدها بلال جنيد، حاملاً في يديه دمية صغيرة، ترتدي فستانًا أحمر، جلبها لتسلية طفلته أملا في تشتيت ذهنها عن معاناتها.

وعلى الرغم من الألم الذي يعصف بجسده وروحه جراء ما حدث لابنته، إلا أن بلال يظل على الدوام مصممًا على جلب السعادة لها، حتى لو كانت لحظات قصيرة.

ومع ألمها الشديد وندوب الحروق التي تعلو وجهها، يبقى حال الطفلة دون إطلاق ابتسامتها المعهودة بسبب آلام الحروق التي غطت وجهها الصغير.

ويحاول والدها الذي يتأملها بعمق بكل الإمكانيات لإخراجها من دوامة الآلام والمعاناة إلى لحظات سعادة وأمل، رغم الصعوبات التي تواجههم، وخاصة خلال رحلة علاجها الذي لم يعد متوفرًا في القطاع بسبب الحصار والحرب الإسرائيلية الشرسة.

نزوح شاق بحثا عن علاج

يقول بلال في حديث للأناضول: "تعرّض منزلنا للحريق بسبب غارة إسرائيلية في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ما أدى إلى اشتعال النيران بجسم طفلتي واحتراق منطقة الرأس بشكل كامل وهي نائمة على سريرها".

وأضاف: "نُقلت طفلتي إلى مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، لكن نقص العلاج دفعني لنقلها إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، التي حاصرها الجيش الإسرائيلي واقتحمها بعد أيام من وصولي لها".

وأكمل بلال: "بعد مرور 3 أيام دون تقديم العلاج لطفلتي في مستشفى الشفاء، وفي ظل استمرار الحصار، اضطررنا للتوجه نحو جنوب القطاع بتوجيه من الجيش".

الأب الحزين على حال طفلته، أوضح أن رحلة النزوح إلى جنوب القطاع كانت شاقة للغاية، حيث سار مشيًا على أقدامه لمدة 8 ساعات، حاملاً سجى، حتى وصل إلى مستشفى دير البلح وسط القطاع.

ويتمنى الفلسطيني أن تنتهي الحرب وتعود طفلته للّعب كباقي أطفال العالم، وأن تحصل على العلاج في الخارج، نظرا لاستحالته في ظل الدمار الذي لحق بالمنظومة الصحية في غزة.

وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، هناك 11 ألف جريح بحالة خطيرة بحاجة ماسة للعلاج خارج القطاع، جراء الحرب على غزة.

وفي انتهاك للقوانين الدولية، تقيّد إسرائيل وصول المساعدات إلى غزة، لاسيما برًّا، مما تسبب في شح إمدادات الغذاء والدواء والوقود وبمجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين في القطاع المحاصر منذ 17 عاما، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني بأوضاع كارثية.

وخلّفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا بالبنية التحتية ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.