دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل

عامان من الإبادة الإسرائيلية.. دماء ودمار في كنائس غزة (إطار)

- الجيش الإسرائيلي قصف مرارا كنائس العائلة المقدسة، والقديس برفيريوس، والمعمداني على مدار أشهر الإبادة

Mohamed Majed  | 06.10.2025 - محدث : 06.10.2025
عامان من الإبادة الإسرائيلية.. دماء ودمار في كنائس غزة (إطار)

Gazze

غزة / محمد ماجد / الأناضول

- الجيش الإسرائيلي قصف مرارا كنائس العائلة المقدسة، والقديس برفيريوس، والمعمداني على مدار أشهر الإبادة
- الاستهداف الإسرائيلي أسفر عن دمار في الكنائس وقتلى وجرحى بين نازحين لجأوا إليها هربا من قصف دموي

في غزة توجد كنائس عتيقة شهدت قرونا من العبادة والتعايش، لكن حالها تغير منذ أن بدأت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين قبل عامين.

فبين جدران ما تبقى من هذه الكنائس يعيش مئات النازحين الفلسطينيين، طلبا للأمان من قصف إسرائيلي دموي، ضمن حرب الإبادة التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية.

وحتى هذه الأماكن المقدسة لم تسلم من الهجمات الإسرائيلية على مدار 24 شهرا، إذ طالها القصف والدمار، ما أوقع قتلى وجرحى، بينهم أطفال ونساء.

وعلى مدار عامين من الإبادة، استهدف الجيش الإسرائيلي 3 كنائس في قطاع غزة أكثر من مرة، وفق أحدث إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي.

ففي يوليو/ تموز 2025 قصف الجيش الإسرائيلي كنيسة العائلة المقدسة شرق مدينة غزة، فقتل 3 نازحين وأصاب آخرين، بينهم الأب جبرائيل رومانيللي كاهن رعية الكنيسة.

وبهذا الاستهداف أسكتت إسرائيل أجراسا اعتادت أن تعلن الفرح والقداسة.

وتحولت ساحات كنائس العائلة المقدسة والقديس برفيريوس والمعمدانية إلى مشاهد دماء ودمار، في واحدة من أبلغ صور مأساة المدنيين تحت وطأة حرب الإبادة.

وفي هذا الإطار يرصد مراسل الأناضول الكنائس المستهدفة إسرائيليا منذ بداية حرب الإبادة:

** كنيسة العائلة المقدسة

تعرضت لقصف إسرائيلي مرات عدة خلال الحرب؛ ما أسفر عن ضحايا مدنيين.

وعن نشأة الكنيسة، حسب البطريركية اللاتينية في القدس، فقد بلغ عدد المسيحيين اللاتين في غزة نحو 71 شخصا في فبراير/ شباط 1881.

وآنذاك بدأ التخطيط لبناء كنيسة ومدرسة، إضافة إلى شراء قطعة أرض لإقامة مزار يخلد مرور العائلة المقدسة في غزة أثناء رحلتها إلى مصر.

وفي 1879 وصل الكاهن النمساوي الأب جورج غات إلى غزة، واشترى ثلاثة بيوت قديمة لبناء كنيسة مكانها، لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى (1914- 1918) حال دون إنجاز المشروع.

ومع "نكبة" العام 1948 ووفود مهجّرين فلسطينيين إلى غزة، بينهم عدد كبير من الكاثوليك، عاد الاهتمام ببناء كنيسة كبرى، فشيد الأب حنا النمري كنيسة "العائلة المقدسة" عام 1965.

ويطلق الفلسطينيون مصطلح "النكبة" على اليوم الذي أُعلن فيه قيام إسرائيل على معظم أراضيهم بتاريخ 15 مايو/ أيار 1948 بعد أن ارتكبت العصابات الصهيونية مجازر بحقهم وهجرتهم من ديارهم.

وتعد الكنيسة من أهم المراكز الدينية للمسيحيين في غزة، حيث تستخدم للصلاة وتقديم الدعم الروحي للمجتمع المسيحي الفلسطيني.

كما أنها كانت مركزا ثقافيا ومجتمعيا ينظم العديد من الأنشطة الدينية والاجتماعية في المنطقة.

** كنيسة القديس برفيريوس

أقدم كنيسة في غزة، وثالث أقدم كنيسة في العالم.

يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الخامس الميلادي، وتقع في حي الزيتون بمدينة غزة، وسميت نسبة إلى القديس برفيريوس، حيث تضم قبره.

ولأكثر من مرة تعرضت الكنيسة لاستهداف إسرائيلي مباشر، الأول في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما تسبب بدمار كبير.

وبعد تسعة أيام، استهدفها الجيش الإسرائيلي مجددا، ما تسبب بانهيار مبنى في الكنيسة بالكامل، وخلف قتلى وجرحى بين نازحين مدنيين كانوا بداخلها.

** كنيسة المعمداني

تتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس المحتلة، وتم تأسيسها عام 1882 على يد بعثة تبشيرية تابعة لإنجلترا.

هذه الكنيسة وسط مدينة غزة تخدم 200 شخص، وتتكون من 6 طوابق بينها: الأول والثاني مكتبة بها كتب، والرابع مخصص للتوعية، والخامس صالة ضيوف واجتماعات، والسادس قاعة عبادة.

وارتبط اسم كنيسة المعمداني بمجزرة مروعة، إذ تعرضت ساحة المستشفى المعمداني، وهي جزء من مباني الكنيسة، لقصف إسرائيلي في 17 أكتوبر 2023.

وأسفر هذا القصف عن مقتل نحو 500 فلسطيني من مرضى ونازحين كانوا في المستشفى.

وإضافة إلى الكنائس، دمرت إسرائيل عشرات المساجد في غزة بشكل كلي، وألحقت أضرارا كبيرة بعشرات أخرى، وفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره فيينا).

واستهداف دور العبادة ينتهك حقا أساسيا مكرسا في القانون الدولي لحقوق الإنسان، وهو الحق في حرية الدين والمعتقد وعدم التعرض لدور العبادة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت 67 ألفا و139 قتيلا، و169 ألفا و583 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın