دولي, التقارير, إسرائيل

حرائق إسرائيل.. جدل مشتعل وتخبط بالاتهامات (تقرير إخباري)

تثير الحرائق التي اندلعت الأربعاء، في غابات شمال غرب القدس جدلا واسعا في إسرائيل حول هوية المتسبب بها، لكنها في الوقت ذاته تكشف النقاب عن عمق الخلافات السياسية الداخلية.

Abdel Ra'ouf D. A. R. Arnaout  | 01.05.2025 - محدث : 01.05.2025
حرائق إسرائيل.. جدل مشتعل وتخبط بالاتهامات (تقرير إخباري)

Quds

القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول

- الرئيس هرتصوغ: هذا الحريق جزءٌ من أزمة المناخ التي لا يجب تجاهلها
- يديعوت أحرونت: رغم التحذيرات المتكررة فشلت إسرائيل بالاستعداد لحرائق الغابات
- موقع واللا: تخفيض ميزانية مكافحة الحرائق لصالح أحزاب الحكومة، لكن الجميع مسؤولون باستثناء نتنياهو
- نجل نتنياهو يلمح إلى تورط اليسار في إشعال الحرائق لإجهاض الاحتفال بما يسمى "يوم الاستقلال"

تثير الحرائق التي اندلعت الأربعاء، في غابات شمال غرب القدس جدلا واسعا في إسرائيل حول هوية المتسبب بها، لكنها في الوقت ذاته تكشف النقاب عن عمق الخلافات السياسية الداخلية.

وتتباين الإجابات على سؤال "من المتسبب باندلاع الحرائق؟" وفقا لهوية المجيب، إذ يقول اليمين المتطرف في إسرائيل إن من يقف وراء إشعالها "هم الفلسطينيين"، أما بالنسبة لنجل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فإنه يتهم المعارضة الإسرائيلية.

ولكن بالنسبة للرئيس الإسرائيلي نفسه فإن "تغير المناخ هو السبب"، في حين يوجه محللون إسرائيليون الاتهام للحكومة ورئيس الوزراء نتنياهو.

ولكن الثابت حتى الآن هو ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الخميس، قائلة: "في هذه المرحلة لا توجد نتائج قاطعة تشير إلى حدوث حريق متعمد".

وتجري سلطات الأمن تحقيقات لتحديد سبب اندلاع النيران في ذات المنطقة التي شهدت الأسبوع الماضي حرائق مشابهة وإن كانت أقل شدة.

الحرائق اندلعت في أحراج بين مدينتي تل أبيب والقدس (وسط)، ولا تزال مشتعلة في 9 بؤر، وتسببت في إخلاء 10 بلدات ومستوطنات.

وتمددت الحرائق جراء ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية في المنطقة الحرجية، وتوقعت هيئة الأرصاد الإسرائيلية استمرار انتشار النيران خلال الساعات القادمة بسبب الرياح.

وحسب تقديرات أولية لـ"الصندوق القومي اليهودي"، التهمت النيران 11 ألفا و700 دونم حتى الساعة 19:00 (ت.غ)، وفق "يديعوت أحرونوت".

** جدل حول المتسبب بالحرائق

ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري، الخميس، عن الرئيس إسحاق هرتصوغ قوله بمراسم جرت بمقر الرئاسة: "هذا الحريق جزءٌ من أزمة المناخ التي لا يجب تجاهلها. إنها تتطلب منا الاستعداد لمواجهة تحدياتٍ جسيمةٍ وهامة، واتخاذ قرارات وتشريعات مناسبة".

ويصطدم هذا التصريح مع مزاعم، لم يتم إثباتها بعد ويحاول اليمين الإسرائيلي المتطرف نشرها منذ مساء أمس بأن الحريق متعمد.

بينما ألمح يائير، نجل رئيس الوزراء نتنياهو، إلى احتمال تورط اليسار الإسرائيلي في إشعال الحرائق لإجهاض الاحتفالات بما يسمى "يوم الاستقلال".

وعبر منصة "إكس" قال يائير المقيم بالولايات المتحدة: "هنالك أمرٌ مثير للشبهات، اليسار كان يعمل بقوة خلال الأسابيع الماضية لإلغاء احتفالات عيد الاستقلال".

وأضاف: "أتمنى أن يكون إشعال الحرائق تم على أيدي عرب فقط، وليس بالتعاون مع أشخاص من شعبنا"، وفق تعبيره.

ويحتفل الإسرائيليون بذكرى إعلان قيام دولتهم عام 1948 على أنقاض المدن والقرى الفلسطينية، وهي المناسبة التي يحييها الفلسطينيون باعتبارها "يوم النكبة" بعد أن قامت العصابات الصهيونية بتهجيرهم من أرضهم عبر ارتكاب مجازر.

** اتهامات للحكومة بالفشل

وفي الإعلام كانت هناك اتهامات للحكومة بالفشل، فصحيفة "يديعوت أحرونوت"، قالت: "رغم التحذيرات المتكررة من هيئة الأرصاد الجوية الإسرائيلية في الأيام التي سبقت حريق الغابات المدمر الذي لا يزال مستعرًا في التلال المحيطة بالقدس، لم تتخذ سلطات الإطفاء والإنقاذ والحكومة أي إجراءات لمنع تفاقم الوضع".

وأضافت: "توقعت الهيئة طقسًا جافًا ورياحًا قوية يوم الأربعاء، وأفادت هيئة الأرصاد الجوية بأن التحذيرات الأولى صدرت قبل خمسة أيام وتكررت يوم الاثنين".

وتابعت: "رفضت السلطات عرض المساعدة من سلاح الجو، الذي يضم بين أسرابه طائرات شحن كبيرة، وهي الأنسب للاستجابة للحرائق الهائلة، وتولى سلاح الجو مهمة تجهيز طائراته، مما قلص وقت التحضير اللازم من 12 ساعة إلى ست ساعات، ولكنه أُبلغ بأنه لا ينبغي تشغيلها خلال ساعات النهار نظرًا لتوافر خيارات أخرى".

وأردفت: "لم تطلب سلطة الإطفاء والإنقاذ من سلاح الجو تشغيل الطائرات إلا في الساعة الثالثة عصرًا، كما تعذّر تشغيل طائرات أخف وزنًا تابعة لسلاح الجو بسبب الرياح القوية، ولم تُفعّل الطائرات الخاصة القادرة على إخماد الحرائق بسبب الصراعات السياسية، رغم قربها من الحرائق ووجود معداتها الضرورية".

ونقلت الصحيفة عن طيار لم تسمه، في شركة "شيم-نير" للطيران (خاصة) قوله: "إنه لأمرٌ مُفجع، البلاد تحترق، ولدينا عشر طائرات رابضة هنا. الأمر يتعلق بصراعات على السلطة، وسياسة داخلية ومال، عرضنا خدماتنا، لكن الحكومة فضّلت طلب المساعدة من اليونان وإيطاليا بدلًا من استخدام الموارد المتاحة هنا".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "لم يمنع ذلك مُنظّري المؤامرة من نشر الشائعات على الإنترنت، ومنهم يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قال في منشور إنه يأمل ألا يتلقى مُشعلو الحرائق العرب مساعدة من شعبنا، من اليسار، الذين زعم ​​أنهم أرادوا تعطيل احتفالات يوم الاستقلال التي كان من المقرر أن تبدأ في مساء الأربعاء".

وأضافت: "تعرض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، المسؤول عن سلطة الإطفاء والإنقاذ، للهجوم، حتى من داخل الائتلاف الحاكم، حيث تساءل بعض الوزراء: "هل لدينا وزير مسؤول عن الأمن القومي؟".

** الحرائق تعمق الخلافات السياسية

بدوره نشر موقع "واللا" الإخباري، تقريرا بعنوان "تخفيض ميزانية مكافحة الحرائق لصالح أموال الائتلاف (أحزاب الحكومة)، لكن الجميع مسؤولون باستثناء نتنياهو".

وقال: "خفضت حكومة نتنياهو-سموتريتش 217 مليون شيكل (59.8 مليون دولار) من ميزانية مكافحة الحرائق لتوزيعها على الاحتياجات السياسية مثل مؤسسات التوراة والطلاب المتدينين الذين يدرسون في الخارج".

ونقل الموقع عن عضو الكنيست فلاديمير بلياك، زعيم المعارضة في لجنة المالية: "ميزانية خدمات الإطفاء والإنقاذ تحكي القصة الكاملة لما حدث اليوم على الطريق السريع رقم 1 وفي تلال القدس".

وأضاف: "تمت الموافقة على موازنة 2025 بتخفيض قدره 217 مليون شيكل، بينما تم تحويل المزيد والمزيد من الأموال لأغراض سياسية وقطاعية".

وتابع: "هذه الحكومة تعرض حياة مواطنيها للخطر من أجل بقائها على قيد الحياة".

وبحسب الموقع الإسرائيلي فقد "تم قطع هذه الأموال الضرورية جدا لرجال الإطفاء، والأدوات الجديدة، وطائرات الهليكوبتر لمكافحة الحرائق، وكل تلك الوسائل التي كان من شأنها أن تساعدهم في السيطرة على الحريق بسرعة أكبر".

ولفت إلى أنه: "في أوائل مارس/آذار من هذا العام أرسل منتدى المناخ الإسرائيلي رسالة عاجلة إلى نتنياهو، يحذر فيها من الحاجة الملحة للاستعدادات الطارئة في ضوء بيانات الجفاف الشتوي، وخاصة فيما يتعلق بخطر الحرائق".

وقال الموقع: "في الأشهر الأخيرة حاول أعضاء الكنيست المعارضون أيضا بدء مناقشات حول الاستعدادات للحرائق في لجان الكنيست، ولكن لم يكن هناك جلسة استماع".

وتتصاعد خلافات بين نتنياهو والمعارضة، ولا سيما اليسار منها، خاصة بسبب مخاطرته بحياة الأسرى الإسرائيليين عبر الإصرار على استمرار الإبادة في قطاع غزة.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 170 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın