القدس/ الأناضول

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، ليل الأحد/ الاثنين، كلا من المدعية العامة العسكرية المستقيلة يفعات تومر يروشالمي وكبير المدعين العسكريين السابق العقيد المتقاعد ماتان سولوماش.

وجاء الاعتقال ضمن تحقيق حول تسريب فيديو يُظهر اعتداء جنود إسرائيليين بوحشية في عام 2024 جسديا وجنسيا على أسير فلسطيني في معسكر "سدي تيمان" سيء السمعة التابع للجيش بجنوب إسرائيل.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية الاثنين: "اعتقلت الشرطة الليلة المدعية العامة العسكرية المستقيلة اللواء يفعات تومر يروشالمي، وكبير المدعين العسكريين السابق العقيد متقاعد ماتان سولوماش".

وأضافت أنه "يشتبه في أن تومر يروشالمي عرقلت التحقيق وخانت الأمانة، وفي نهاية التحقيق معها سيتقرر إذا ما كان سيتم تمديد اعتقالها".

و"من المقرر أن تُستجوب تومر يروشالمي قريبا بتهم عرقلة سير التحقيق وإفشاء مواد سرية والشهادة الكاذبة، بعد أن وُجهت إليها تهم الضلوع في تسريب الفيديو"، وفقا لهيئة البث.

وتابعت أنه "يشتبه بأنها كذبت على اثنين من رؤساء الأركان، وعلى المحكمة العليا، وعلى المتهمين، وعلى الجمهور".

أما بخصوص سولوماش، فقالت الهيئة إن "مراسلات وشهادات بحوزة الشرطة تظهر أنه كان يعلم أن النائبة العامة العسكرية كانت وراء تسريب الفيديو ولم يبلغ عنها عند فتح تحقيق داخلي في الأمر".

فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاثنين إن "الشرطة طلبت تمديد اعتقال المدعية العسكرية العامة خمسة أيام، كجزء من التحقيق في تسريب الفيديو عن الانتهاكات في سدي تيمان".

والجمعة الماضي، استقالت تومر يروشالمي من منصبها الذي تتولاه منذ 2021، وذلك على خلفية الضجة بشأن المسؤول عن تسريب الفيديو، الذي أثار موجة غضب محلية ودولية، ودعوات إلى إغلاق "سدي تيمان".

** تحريض يميني

وفي رسالة استقالتها الموجهة إلى رئيس أركان الجيش إيال زامير، قالت تومر يروشالمي: "أذنتُ بنشر مواد لوسائل الإعلام، لدحض الدعاية الكاذبة ضد أجهزة إنفاذ القانون في الجيش"، بحسب صحيفة "هآرتس" الاثنين.

وأضافت: "أتحمل المسؤولية الكاملة عن أي مواد وصلت إلى الإعلام من داخل الوحدة. وهذه المسؤولية هي أيضا أساس قراري بإنهاء ولايتي كنائبة عامة عسكرية".

الصحيفة ذكرت أنه "بعد الحادثة بوقت قصير، واصلت شخصيات يمينية بارزة التحريض ضد تومر يروشالمي".

وأعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس أنها "لن تعود إلى منصبها لخطورة الشكوك المحيطة بها".

وأضاف كاتس أنه قريبا سيُعيّن بديلا لها بالوكالة، ويبدأ عملية اختيار المدعي العام العسكري الجديد.

ودون أن يذكر اسمها، أعلن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، عبر منصة تلغرام الاثنين، وضع تومر يروشالمي تحت رقابة مشددة في مركز احتجازها، بداعي الحفاظ على حياتها.

والأحد، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حادثة تعذيب الأسير الفلسطيني في منشأة "سدي تيمان" العسكرية هي الأخطر على صورة إسرائيل وجيشها.

وأظهر الفيديو المسرب في أغسطس/آب 2024 جنودا وهم يحيطون أسيرا فلسطينيا مقيد اليدين والقدمين ومستلقيا على وجهه بدروع مكافحة الشغب أثناء اعتدائهم عليه.

ولاحقا، نُقل الأسير الفلسطيني (لم يُكشف عن هويته) لتلقي العلاج من إصابات بالغة.

وفي فبراير/ شباط الماضي، قدمت النيابة العسكرية لائحة اتهام ضد خمسة جنود لاعتدائهم الخطير على الأسير الفلسطيني.

وبحسب لائحة الاتهام، ضرب الجنود الأسير بشدة، بعد جلبه إلى منشأة الاحتجاز في 5 يوليو/ تموز 2024، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، بينها كسر في الأضلاع وتمزق داخلي في المستقيم.

ووفقا لـ"هآرتس"، حظرت المحكمة نشر أسماء المتهمين، وهم حاليًا غير محتجزين ولا يخضعون لأي شروط تقييدية من قبيل الإقامة الجبرية.

ويقبع بسجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا أودى بحياة العديد من المعتقلين، وفقا لمنظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية.

وتزايدت الاعتداءات بحق المعتقلين بموازاة حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة لمدة سنتين منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وتوقفت في أكتوبر الماضي باتفاق بين حركة "حماس" وإسرائيل.

وخلّفت هذه الإبادة في غزة 68 ألفا و865 قتيلا فلسطينيا، و170 ألفا و670 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.