الثوابتة للأناضول: 173 شاحنة مساعدات فقط دخلت غزة منذ وقف النار (مقابلة)
** مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، للأناضول: - ما دخل من مساعدات إلى غزة لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية

Gazze
غزة / حسني نديم / الأناضول
** مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، للأناضول:- ما دخل من مساعدات إلى غزة لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية
- الجهات الحكومية تعمل لضمان وصول المساعدات لجميع المناطق المنكوبة
- ألوياتنا ضبط الأمن وتوفير الغذاء والعلاج والمأوى وتشغيل الخدمات العامة
- فرق الإنقاذ تبذل جهودا جبارة للعثور على 9500 مفقود معظمهم نساء وأطفال
-أي ترتيبات إدارية أو سياسية يجب أن تنبع من المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا
أفاد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، الثلاثاء، بأن 173 شاحنة مساعدات فقط دخلت القطاع منذ سريان وقف إطلاق النار، ولا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات.
وظهر الجمعة الماضي، بدأ سريان مرحلة أولى من اتفاق بين حركة "حماس" وإسرائيل لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وفقا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال الثوابتة في تصريح للأناضول: "دخلت قطاع غزة 173 شاحنة مساعدات فقط، بينها 3 شاحنات غاز طهي و6 شاحنات وقود (سولار)".
وتابع: "بينما تضمّنت بقية الشاحنات كميات محدودة من المواد الغذائية والتموينية وبعض المستلزمات الطبية، إلى جانب مواد غير أساسية".
وأكد أن هذه الكميات "نقطة في بحر من الاحتياجات"، في إشارة إلى التداعيات الكارثية لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي استمرت سنتين منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبحسب وثيقة للاتفاق، نشرتها هيئة البث العبرية الرسمية، فإنه "يتم السماح فورا بدخول جميع المساعدات الإنسانية وتوزيعها بحرية وفقا للآلية المتفق عليها، بما يتماشى مع القرار الإنساني الصادر في 19 يناير 2025"، في إشارة إلى الملحق الإنساني في اتفاق هدنة يناير.
وينص هذا القرار على دخول 600 شاحنة مساعدات إنسانية يوميا إلى قطاع غزة بينها وقود وغاز طهي.
** تقييم دقيق
الثوابتة قال إن "الجهات الحكومية تجري تقييما مهنيا دقيقا لمسار دخول المساعدات ونوعيتها وآلية توزيعها، لضمان وصولها إلى المستحقين، على أن يتم إعلان نتائج التقييم في الأيام المقبلة".
وأضاف أن التحديات ما زالت كبيرة ومعقدة بخصوص عملية إدخال واستلام وتوزيع المساعدات.
وشدد على أن "الاحتلال الإسرائيلي يواصل تقييد المعابر، ومنع مرور الشاحنات الكافية من الغذاء والوقود والدواء".
كما أن الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية والطرق يعيق بشكل كبير إيصال المساعدات إلى المحافظات الجنوبية والشمالية، بحسب الثوابتة.
وزاد بأن الجهات الحكومية تعمل لضمان وصول المساعدات إلى جميع المناطق المنكوبة في القطاع.
والثلاثاء، ذكرت القناة "13" العبرية أن إسرائيل قررت عدم إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر غدا الأربعاء، وتقليص دخول المساعدات الإنسانية، بدعوى عدم تسليم "حماس" رفات بقية الأسرى بعد.
وأطلقت "حماس" الاثنين، الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء، وسلمت جثامين 4، وقالت إنها تحتاج وقتا لإخراج جثامين 24 آخرين.
وبحسب خطة ترامب، كان مقررا إعادة فتح المعبر الأربعاء، بعد اكتمال تسليم الرفات لإسرائيل، علما أن الاتفاق أشار إلى صعوبات في استعادة الرفات لأسباب تتعلق بغيات آليات الحفر والتنقيب والإمكانات الفنية.
** أولويات الحكومة
بالنسبة لأولويات الحكومة، قال الثوابتة إنها في المرحلة الحالية واضحة ومتدرجة، وتشمل سبع نقاط رئيسية في مقدمتها: ضبط الحالة الأمنية فورا لضمان الاستقرار ومنع الفوضى وفرض الأمن وسيادة القانون.
وأضاف أن "الحكومة تضع ضمن أولوياتها العاجلة توفير الغذاء والمياه والمواد الأساسية لكل أسرة فلسطينية، وتأمين الدواء والعلاج وترميم المنظومة الصحية المنهكة بفعل الإبادة الجماعية".
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و913 قتيلا، و170 ألفا و134 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.
كما أن الحكومة تعمل على توفير الإيواء والمأوى لنحو 288 ألف أسرة فقدت منازلها، وإعادة تشغيل الخدمات العامة، مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي والنظافة، واستئناف المسيرة التعليمية تدريجيا بعد تهيئة البيئة الآمنة، بحسب الثوابتة.
وأردف أن الحكومة تعمل على إعداد خطة وطنية شاملة للإعمار، "وإعادة بناء ما دمّره الاحتلال في المساكن والبنى التحتية والمرافق العامة".
وأكد أن "هذه الأولويات تمثل رؤية وطنية وإنسانية عاجلة لإعادة الحياة إلى قطاع غزة في أسرع وقت ممكن".
وتقدر الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار ما دمرته حرب الإبادة في غزة بنحو 70 مليار دولار.
** استعادة النظام العام
وبشأن الحالة الأمنية، قال مدير عام المكتب الحكومي إن الوضع يشهد تحسنا ملموسا ومستقرا.
وأرجع ذلك إلى "سلسلة من الإجراءات الحازمة اتخذتها الأجهزة الأمنية المختصة لضبط الحالة العامة ومنع أي مظاهر للفوضى أو الانفلات".
و"الجهات الحكومية تضع أولوية قصوى لاستعادة النظام العام، وضمان سلامة المواطنين والممتلكات العامة والخاصة"، كما أردف الثوابتة.
ولفت إلى "تنفيذ حملات أمنية منظمة لاستعادة السيطرة على بعض المناطق التي شهدت تجاوزات محدودة، والحالات الخارجة عن القانون يجري التعامل معها وفق الإجراءات القضائية".
وزاد بأن "سيادة القانون ستُفرض بحزم وعدل، والأجهزة الأمنية تعمل بمسؤولية عالية لضمان أمن المواطنين واستقرار المجتمع".
** قتلى ومفقودون
وفي ملف انتشال الجثامين، قال الثوابتة إن فرق الإنقاذ تبذل جهودا جبارة للعثور على 9500 فلسطيني مفقودين، معظمهم نساء وأطفال.
وأضاف أن انعدام المعدات الثقيلة وشح الوقود وخطورة المناطق المدمرة تمثل أهم العقبات أمام فرق الإنقاذ.
وتابع أنه "رغم كل هذه الصعوبات، تواصل الطواقم عملها على مدار الساعة بإمكانات متواضعة"، ودعا إلى توفير المعدات اللازمة للمهمة.
** إدارة غزة
وحول الترتيبات المتعلقة بإدارة قطاع غزة مستقبلا، قال الثوابتة إنها قيد النقاش والتفاوض بين الأطراف المعنية، ولم يتم حسمها بعد.
وأردف أن "الحكومة تتابع عن كثب مجريات هذه المباحثات بانتظار وضوح الموقف خلال الأيام القادمة".
وأكد أن "أي ترتيبات إدارية أو سياسية في غزة يجب أن تكون نابعة من المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا".
كما يجب "أن تراعي إرادة الشعب وحقه في إدارة شؤونه بنفسه، بعيدا عن أي وصاية أو إملاءات خارجية"، بحسب الثوابتة.
ومن المقرر أن تبدأ بعد أيام مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، مع تمسك "حماس" بإنهاء تام لحرب الإبادة، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي، وعدم التخلي عن "سلاح المقاومة".
وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.