الأورومتوسطي: قتل إسرائيل 5 مزارعين بغزة يهدف لمنع تأمين الغذاء
المرصد الحقوقي قال إن "الجريمة" لا تمثل حادثا معزولا بل هي جزء من نمط منهجي ومتكرر بحق المزارعين الفلسطينيين..

Istanbul
إسطنبول / الأناضول
قال المرصد الأورومتوسطي، الجمعة إن قتل إسرائيل 5 مزارعين بغزة يأتي في سياق نمط متكرر ونهج مستمر بهدف القضاء على أي محاولة لتأمين الحد الأدنى من الغذاء محليا.
والخميس، قتل الجيش الإسرائيلي بمجزرة جديدة 5 مزارعين من عائلة "الأسطل" بقصف مسيرة في محيط سجن "أصداء" شمال غرب خان يونس جنوب القطاع، وفق ما نقل مراسل الأناضول عن مصادر طبية.
وقال المرصد في بيان، إن "قتل الجيش الإسرائيلي 5 مزارعين بشكل مباشر ومتعمد خلال عملهم في أرض زراعية في خانيونس، يأتي في سياق نمط متكرر ونهج مستمر للقضاء على أي محاولة لتأمين الحد الأدنى من الغذاء عبر الإنتاج المحلي في إطار ترسيخ سياسة التجويع كأداة مركزية في جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 23 شهرا".
وأوضح أنّ "المزارعين الخمسة من عائلة واحدة وهم: الشقيقان سليمان ومحمد جمال درويش الأسطل، وموسى عبد الله الأسطل ومحمود نايف مصطفى الأسطل ومحمد مروان أحمد الأسطل".
ونبّه إلى أن "تصاعد الاستهداف الإسرائيلي لمصادر الغذاء في غزة يأتي بالتزامن مع إعلان مؤشر مراحل الأمن الغذائي المتكامل (IPC) حالة المجاعة رسميًا في محافظة غزة لأول مرة على الإطلاق.
وأردف: "جاء في تقرير نشره المؤشر العالمي اليوم الجمعة، أنّه بعد 22 شهرا من الصراع المتواصل، يواجه أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة ظروفًا كارثية، تتسم بالجوع والفقر المدقع والموت".
ولفت المرصد، إلى أن "جريمة استهداف المزارعين الخمسة لا تمثل حادثا معزولا، بل هي جزء من نمط منهجي ومتكرر، إذ قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أو أصابت مئات المزارعين الفلسطينيين".
وأضاف: "في الوقت نفسه دمّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقصف والتجريف أو الاحتلال أراض زراعية، إذ تحتل أكثر من 93 في المئة منها".
وأشار إلى أن ذلك يأتي "في إطار سياسة منظمة تهدف إلى تدمير البنية الإنتاجية للغذاء وتجريد السكان من أبسط سبل الحصول على الغذاء من مصادرهم المباشرة المحلية".
وأكد المرصد، أن "القوات الإسرائيلية تتعمد استهداف المزارعين الفلسطينيين خلال عملهم في الأراضي الزراعية التي بقيت ولم تستهدف في مختلف أرجاء قطاع غزة، عبر القصف الجوي وإطلاق النار المباشر والقصف المتكرر، ما يحوّل هذه الأراضي إلى مناطق خطرة ويجعل مجرد السعي لتأمين لقمة العيش مغامرة مميتة".
ولفت إلى أن "استمرار القصف والتوغلات العسكرية في مناطق واسعة حال دون تمكن المزارعين من الوصول إلى بعض الأراضي التي نجت من التدمير، فيما تعذر استصلاح مساحات أخرى أو ريها بسبب انقطاع الكهرباء وتدمير آبار المياه وشبكات الري، فضلًا عن شحّ الوقود اللازم لتشغيلها".
وذكر المرصد، أن "المعطيات المتوفرة تكشف حجم الدمار الهائل الذي ألحقته إسرائيل بالقطاع الزراعي في غزة، إذ دمّرت 1218 بئرًا زراعية وأخرجتها من الخدمة بالكامل، وتقلصت المساحات المزروعة بالخضروات من أكثر من 93 ألف دونم إلى نحو 4 آلاف فقط، فيما تعرّضت أكثر من 85 في المئة من الدفيئات الزراعية للتدمير، ما يعني عمليًا انهيار القدرة الإنتاجية للقطاع الزراعي بأكمله".
وشدد على أن "كل ذلك يحدث في ظل الحصار غير القانوني المفروض على غزة، حيث تبقي إسرائيل المعابر مغلقة ولا تسمح سوى بدخول عدد محدود من الشاحنات إلى مناطق محددة، مع عرقلة متعمدة لإجراءات تأمينها، ما يجعلها عرضة للسطو ويفشل أي محاولة لإيصال المساعدات بشكل عادل إلى مئات آلاف النازحين".
وذكّر المرصد، بأن "القانون الدولي الإنساني يحظر صراحة استخدام التجويع كوسيلة حرب، ويجرم استهداف مصادر الغذاء وتدمير البنية الزراعية باعتبارها مقومات أساسية لبقاء المدنيين"، مؤكدا أن "حرمان الفلسطينيين من الغذاء وعناصر النجاة الأولية بحد ذاته يُشكّل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي".
وطالب المرصد "المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والجاد لوقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة بالقتل المباشر للفلسطينيين أو بقتلهم من خلال حرمانهم أي فرصة للنجاة والحياة والاستشفاء، وجعل قطاع غزة مكانًا خالٍ من المقومات الأساسية للبقاء والسكن".
كما دعا "المجتمع الدولي إلى تحرك الفوري والجاد لضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما يشمل الغذاء والعناصر الأساسية غير الغذائية الضرورية للاستجابة للكارثة الصحية والبيئية"، مشددا على أن "فتح المعابر وإدخال المساعدات دون عوائق هو السبيل الوحيد لإنقاذ حياة السكان ومنع تفاقم المأساة الإنسانية".
ودعا المرصد كذلك "المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل بسبب انتهاكها المنهجي والخطير للقانون الدولي، بما يشمل حظر شامل لتصدير الأسلحة إليها أو قطع الغيار أو البرمجيات أو المنتجات ذات الاستخدام المزدوج، أو شرائها منها".
ورغم تكدس شاحنات المساعدات على مداخل قطاع غزة، تواصل إسرائيل منع دخولها أو التحكم في توزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة وبكميات شحيحة جدا "لا تعد نقطة في محيط" وفق تقارير أممية ودولية.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي تهربت إسرائيل من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة "حماس" لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و192 قتيلا، و157 ألفا و114 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصا، بينهم 112 طفلا.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.