تركيا, دولي, الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

أردوغان: غزة تشهد اليوم انتهاكا صارخا لـ"الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"

كلمة للرئيس التركي خلال فعالية حزبية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الموافق لـ10 ديسمبر من كل عام

İrem Demir, Mustafa Hatipoğlu, Mahmut Nabi  | 09.12.2023 - محدث : 09.12.2023
أردوغان: غزة تشهد اليوم انتهاكا صارخا لـ"الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"

Istanbul

إسطنبول / الأناضول

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة هي المكان الذي ينتهك فيه اليوم بشكل صارخ "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".

جاء ذلك في كلمة خلال فعالية لحزب العدالة والتنمية، السبت، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الموافق 10 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام.

وبداية تمنى الرئيس أردوغان، أن يحمل اليوم العالمي لحقوق الإنسان الخير للبشرية كافة وخصوصا المظلومين والمضطهدين.

وأضاف أنه جرى التصديق على نص اليوم العالمي لحقوق الإنسان قبل 75 عاما وسط آمال كبيرة، لافتا إلى أنه رغم مرور ثلاثة أرباع قرن فإن هذا النص لا يزال يحتفظ بأهميته بوصفه وثيقة من حيث مكتسبات الإنسانية.

وأكد أن هذه الوثيقة ما زالت تواصل تذكير المجتمع الدولي بمسؤولياته منذ إعلانه قبل 75 عاما على أسس المثل العليا المتمثلة في عالم أكثر عدالة وحرية.

وشدد على أنه بالرغم من عدم تمكن الإعلان من إنهاء انتهاكات حقوق الإنسان حتى اليوم، فإنه يعد أحد الركائز الأساسية لنضال الإنسانية من أجل حياة كريمة.

وأردف أن الكثير من مناطق العالم تشهد في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، انتهاكات حقوق الإنسان.

وأكمل أن معاداة الإسلام والأجانب في المجتمعات الغربية تأتي في مقدمة التهديدات التي تواجه حقوق الإنسان.

وأشار إلى أن الشريحة الأكثر تضررا من الممارسات التمييزية والفاشية والمعادية للأجانب والعنصرية هي بلا شك المسلمون الذي يشكلون النسبة الكبرى من المهاجرين.

وزاد الرئيس التركي أن مصطلح الإرهاب والإرهابيين تحول إلى غطاء لمهاجمة الإسلام وإهانة المسلمين وقتل الأبرياء.

وتطرق إلى الهجوم على مسجد في نيوزيلندا قبل 4.5 أعوام خلال أداء صلاة الجمعة واستشهاد 51 شخصا، لافتا إلى مدى ما يمكن أن تؤول إليه معاداة الإسلام.

واستطرد أن الهجمات ضد المسلمين والمهاجرين لم تقتصر على هذه فحسب، بل استمرت في الانتشار بأجزاء من العالم مثل كندا والولايات المتحدة وأوروبا ودول آسيوية.

ومضى قائلا: "لا يمكننا إطلاقا نسيان مأساة جورج فلويد، الذي فارق الحياة وهو يقول: لا أستطيع التنفس، لا أستطيع التنفس.. كما شاهدنا كيف جرفت الأمواج جسد الطفل أيلان إلى الشاطئ. وفاة الطفل أيلان لم توقظ ضمائر الدول الغربية".

وأوضح أردوغان أن "حوادث الهمجية المتزايدة وصرخات الأبرياء المتصاعدة (في غزة) مؤشران إلى اقترابنا من نقطة تحول".

وشدد على أن "الحكومة الإسرائيلية التي تحظى بدعم غير محدود من الدول الغربية، ترتكب فظائع وحشية ومجازر في غزة من شأنها أن تجعل البشرية جمعاء تشعر بالخجل".

وجدد الحديث عن إمكانية "تأسيس عالم أكثر عدلا"، مستدركا: "لكن ليس مع الولايات المتحدة، لأنها تقف إلى جانب إسرائيل".

وأعرب عن أسفه جراء إخفاق مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض، متسائلا: "هل يمكن أن تكون هناك عدالة كهذه؟"

وتابع الرئيس أردوغان: "رأينا مرة أخرى تجلي حقيقة أن (العالم أكبر من خمسة) ولا بد من إصلاح مجلس الأمن".

ولفت إلى أن مجلس الأمن الدولي تحول إلى مجلس لحماية إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأفاد أن إرادة 121 دولة داعية إلى وقف الأعمال القتالية في قطاع غزة، وجهود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والجهود المخلصة للأعضاء المؤقتين في مجلس الأمن الدولي، جميعها لم تكف لدفع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن للتحرك.

وقال: "بعد ما حصل في غزة لا شيء يمكن أن يستمر كمان كان، أيها الشباب إن القسوة والوحشية والهمجية التي تتعرض لها الأراضي الفلسطينية المحتلة يجب أن تحاسب أمام القانون وأمام الضمير الإنساني. ويجب محاسبة الجزارين في غزة على جرائمهم ضد الإنسانية في المحاكم الدولية. وبإذن الله سيحاسبون في النهاية".

ومشيرا إلى استشهاد مصور الأناضول في قطاع غزة منتصر الصواف، وجه الرئيس التركي انتقاده إلى الغرب المتشدق دائما بحرية التعبير والصحافة.

وتساءل الرئيس التركي: "ماذا حدث؟ ألم تكونوا مع حرية الصحافة والمدافعين عنها؟ هؤلاء جميع ما يصدر عنهم كذب".

وتعهد بمواصلة الكفاح بكل شجاعة ويقين في سبيل عدم وقوع مآس جديدة مستقبلا، والعمل على محاسبة الظلمة، قائلا: "سنواصل رفع أصواتنا من أجل أطفال وأمهات وآباء غزة الذين احتضنوا أطفالهم بالدموع".

وتضرع أردوغان إلى الله بالدعاء أن يلهم الأشقاء الفلسطينيين في غزة الصبر والسلوان والقوة والمتانة.

كما أكد أن تركيا لم تنس كذلك أشقاءها في كل مكان ممن تجمعها بهم روابط الأخوة والقرابة، ولم يشغلها عنهم وقوفها إلى جانب فلسطين بكل إمكاناتها.

وأضاف في هذا الإطار: "من واجبنا الدفاع عن كل أخ لنا تنتهك حقوقه ويتعرض للقسوة والقمع في أي مكان كان في البلقان انتقالا إلى القوقاز وإلى تركستان وشبه جزيرة القرم".

وشدد على أنه لا يرى فرقا ولا تمييزا بين سكان غزة وأتراك تركستان الشرقية، والأتراك القبارصة، وتركمان العراق.

"لأننا ننظر إلى الأحداث التي تقع في كل هذه المناطق من نافذة الضمير التي عبّر عنها الراحل عاكف في أشعاره"، أضاف أردوغان الذي تلا بعض الأبيات لكاتب النشيد الوطني لتركيا الراحل محمد عاكف أرصوي.

وأكد أنه "من الآن فصاعدا لا يمكن أن تقول الإنسانية إن الولايات المتحدة دولة تؤيد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".

وشدد على أنه ينبغي لـ"جزاري غزة" دفع ثمن جرائمهم ضد الإنسانية أمام المحاكم الدولية.

وأعرب الرئيس التركي عن إيمانه في "تحقق ذلك بإذن الله عاجلا أو آجلا".

وأردف أنه لا يمكن للإنسانية أن تحرز أي تقدم مع منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بشكلهما الحالي.

ولفت إلى "تعرض 3 شبان لهجوم مسلح في ولاية فيرمونت الأمريكية أثناء تجولهم في الشارع بالكوفية الفلسطينية، الشهر المنصرم".

وشدد على أن "الدول الغربية لم تستخلص أي دروس من هجوم كرايستشيرش في نيوزيلندا عام 2019، بل إنها شرعنت وشجعت الأعمال المعادية للإسلام والمسلمين تحت ذريعة حرية الفكر".

وأوضح الرئيس التركي أن "الدول الغربية لم تتخذ أي إجراءات لمنع هذه الأعمال لا أمنيا ولا قانونيا أو سياسيا".

وتابع "على الرغم من أن الإحصائيات ليست سوى قمة جبل الجليد، فإنها تؤكد هذه الحقيقة المُرة".

وقال أردوغان، إنه منذ بداية العام الجاري، وقع نحو 500 هجوم أمام بعثات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لدى أوروبا، وأغلبها أمام السفارات التركية، وتمثلت في حرق نسخ من المصحف الشريف.

وأكد أن "نحو جميع هذه الهجمات جرت تحت حراسة قوات الشرطة، بعد منح حكومات تلك البلدان التصاريح اللازمة لمنفذيها".

وأشار إلى "بدء فرض عقوبة جنائية لأول مرة في الدنمارك، الجمعة، بسبب الاعتداءات على الكتب المقدسة، وخاصة القرآن الكريم".

وأكد أردوغان أن 4 من أصل 5 قيم بنى عليها الغرب حضارته هي كلها عناصر مسروقة لا علاقة لهم بها.

وذكر أن معتقد الغرب يعود إلى القدس والناصرة، وفلسفته إلى بحر إيجة وغرب الأناضول، وقانونه إلى البحر الأبيض المتوسط ​​وروما، وعلومه إلى الأندلس والعالم الشرقي.

وقال الرئيس التركي إن الهمجية فقط هي الصفة التي تعود إلى الغرب بالمعنى الحقيقي.

وأضاف: "بدأنا في الآونة الأخيرة نرى بكثافة أكثر الأمثلة على صفة الغرب الهمجية، من خلال الأحداث التي ارتكبها بشكل مباشر، ودعمها بشكل غير مباشر".

وشدّد على أن غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة هي المكان الذي ينتهك فيه اليوم بشكل صارخ "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" لدى الأمم المتحدة.

وأوضح أردوغان أن جميع حقوق سكان غزة، لا سيما حياتهم، قضي عليها بكل تهور على يد القوات الإسرائيلية المحتلة منذ 7 أكتوبر.

ولفت إلى استشهاد نحو 18 ألف شخص من سكان غزة جراء الهجمات الإسرائيلية العشوائية.

وأكد أن "الهجمات التي نفذها في رام الله الإرهابيون المسمون بالمستوطنين وقوات الأمن الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد نحو 300 فلسطيني".

وتابع: "اثنان من كل ثلاثة فلسطينيين قتلتهم إسرائيل بوحشية هم من النساء أو الأطفال".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.