أحمد عبد العال.. رضيع آخر يقتله الجوع في غزة
توفي بمستشفى ناصر نتيجة نقص التغذية الحاد وسوء الأوضاع المعيشية والصحية التي يعاني منها الفلسطينيين في غزة

Gazze
إسطنبول/ الأناضول
فارق الرضيع الفلسطيني أحمد سمير عبد العال (عامان) الحياة في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، متأثرا بسوء تغذية حاد، في ظل المجاعة التي يفرضها الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع.
لم يحتمل جسد "أحمد" الصغير الجوع، ولا صمد في وجه المجاعة التي تفتك بأطفال غزة بصمت.
نزحت عائلته من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة إلى خيمة مهترئة في منطقة المواصي غرب خان يونس، بلا أدنى مقومات الحياة، ولا حتى القدرة على تأمين الغذاء أو الحليب لطفلهم.
وبحسب مصادر طبية تحدثت للأناضول، كان من المفترض أن يزن أحمد في عمره هذا نحو 12 كيلوغراما، لكنه لم يتجاوز 8 كيلوغرامات فقط عند وفاته، نتيجة نقص التغذية الحاد وسوء الأوضاع المعيشية والصحية التي يعاني منها السكان.
وفاة أحمد، ليست استثناء، بل فصل جديد من مأساة مستمرة.
إذ أفادت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، أن المجاعة وسوء التغذية أودت بحياة 154 فلسطينيًا منذ بدء الحرب، بينهم 89 طفلًا، بينما يواجه مئات الأطفال خطر المصير ذاته، في ظل تواصل الحصار ومنع إدخال الغذاء والدواء بشكل كاف.
وتشير التقديرات إلى أن مئات الحالات الأخرى مهددة بالمصير ذاته في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي.
والأربعاء، قالت حركة حماس، إن نحو 40 ألف رضيع بغزة مهددون بـ"الموت الفوري"، بفعل إغلاق إسرائيل المعابر ومنع إدخال الحليب والغذاء والدواء منذ أكثر من 5 أشهر.
والأسبوع الماضي، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن "ثلث سكان غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام"، واصفا الوضع الإنساني في القطاع بـ"غير المسبوق في مستويات الجوع واليأس".
وعلى الرغم من تكدس شاحنات المساعدات على مداخل غزة، تواصل إسرائيل منع دخولها أو التحكم في توزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة.
وفي كثير من الحالات، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على المدنيين المتجمعين للحصول على الغذاء، ما أدى إلى مقتل ألف و330 فلسطينيا وجرح أكثر من 8 آلاف و818 آخرين منذ 27 مايو/ أيار الماضي، وفق وزارة الصحة في القطاع، الخميس.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تهربت إسرائيل من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.