الدول العربية, التقارير, سوريا

مستشفى "معرة النعمان" بإدلب.. من ركام الحرب إلى أمل الشفاء (تقرير)

تأسس المستشفى عام 1984 في مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، وكان قبل اندلاع الحرب أحد أهم المراكز الصحية في الشمال السوري، حيث قدم خدماته لآلاف المرضى في أقسام الطوارئ والجراحة والولادة وصحة الأطفال.

Ömer Koparan, Ahmet Karaahmet, Mehmet Burak Karacaoğlu, Hişam Sabanlıoğlu  | 15.11.2025 - محدث : 15.11.2025
مستشفى "معرة النعمان" بإدلب.. من ركام الحرب إلى أمل الشفاء (تقرير)

İdlib

إدلب/ أحمد قره أحمد - عمر قوباران/ الأناضول

في تصريحات للأناضول..
** أحد سكان معرة النعمان محمد المعري:
- قوات النظام المخلوع وروسيا "استهدفتا خلال سنوات الحرب المدن والمرافق المدنية بشكل ممنهج، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والأسواق"
** العامل في القطاع الصحي، حمزة علوان:
- المستشفى تعرّض لدمار واسع خلال آخر موجة من الهجمات قبل تهجير سكان المدينة قسرًا
- إعادة تشغيل المستشفى اليوم تتطلب جهودًا دولية كبيرة ودعمًا لوجستيًا مستدامًا

بعد أكثر من عقد من الدمار الذي خلّفته حرب النظام المخلوع على الشعب السوري، ينتظر مستشفى معرة النعمان في محافظة إدلب (شمال غرب) عودة للحياة من جديد، حيث ترك القصف المتكرر أحد أبرز المستشفيات في الشمال السوري ركامًا وشاهدًا على مأساة إنسانية لم تندمل بعد.

تأسس المستشفى عام 1984 في مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، وكان قبل اندلاع الحرب أحد أهم المراكز الصحية في الشمال السوري، حيث قدم خدماته لآلاف المرضى في أقسام الطوارئ والجراحة والولادة وصحة الأطفال.

لكن مع تصاعد هجمات قوات النظام التي كانت تستهدف المرافق المدنية والطبية، تعرّض المستشفى لسلسلة من الغارات الجوية المباشرة، ما أدى إلى تدميره وخروجه عن الخدمة.

وأدت في تلك الفترة أزمة نقص الوقود والمستلزمات الطبية إلى تفاقم المعاناة، وتسببت في وفاة عدد من المرضى، بينهم رضع في الحاضنات، نتيجة انقطاع الكهرباء ونقص الأدوية.

وفي عامي 2017 و2018، توقفت خدمات المستشفى تمامًا بفعل القصف المكثف، قبل أن تتعرض معداته وموارده لعمليات نهب واسعة إثر سيطرة قوات النظام على المدينة عام 2019.

ورغم محاولات عدد من المنظمات الإنسانية في السنوات الأخيرة لإعادة تأهيل المستشفى، إلا أنه ما يزال حتى اليوم رمزًا حيًا للدمار الذي طال البنية الصحية في الشمال السوري، ويحتاج إلى دعم طويل الأمد وتجهيزات طبية وكوادر مؤهلة ليعود إلى العمل بكامل طاقته.

** استهداف المدنيين والمستشفيات

وقال أحد سكان معرة النعمان محمد المعري، للأناضول، إن قوات النظام المخلوع وروسيا "استهدفتا خلال سنوات الحرب المدن والمرافق المدنية بشكل ممنهج، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والأسواق".

وأضاف أن "الطائرات الروسية كانت تقصف حتى فرق الدفاع المدني أثناء محاولتها إنقاذ الجرحى من تحت الأنقاض".

وشدد أن مستشفى معرة النعمان الوطني كان من بين أبرز المنشآت التي تعرضت للقصف المتكرر بالصواريخ.

وأوضح المعري أن المستشفى، الذي كان يستقبل الجرحى من المدينة والقرى المحيطة، دمّر بالكامل وتضررت معداته الطبية نتيجة الغارات.

وأشار إلى أن القانون الدولي الإنساني يحظر استهداف المراكز الطبية، إلا أن النظام وروسيا، وفق المعري "جعلا من قصف المستشفيات والمدارس استراتيجية ثابتة في حربهما ضد المدنيين".

** إخراج المستشفى من الخدمة

بدوره، قال العامل في القطاع الصحي، حمزة علوان، وهو من أبناء المدينة، إن مستشفى معرة النعمان الوطني كان المنشأة الطبية الرئيسية في المنطقة ويمثل شريان الحياة لعشرات القرى والبلدات المجاورة.

وأوضح علوان أن النظام المخلوع وحلفاءه من روسيا وإيران "استهدفوا المستشفى مرات عدة بالغارات الجوية وقذائف المدفعية".

وأشار إلى أن تلك الهجمات كانت جزءًا من سياسة ممنهجة تهدف إلى شلّ الخدمات الصحية وإرهاب المدنيين.

وأضاف: رغم الأضرار الجسيمة، كانت الفرق الطبية المحلية تحاول في كل مرة إصلاح المستشفى وإعادته إلى العمل لاستقبال الجرحى خلال فترات القصف المكثف. فقد كان مجهزًا بكوادر طبية مدرّبة ومعدات حديثة، وهو ما جعله هدفًا مباشرًا للهجمات.

ولفت علوان إلى أن المستشفى تعرّض لدمار واسع خلال آخر موجة من الهجمات قبل تهجير سكان المدينة قسرًا.

وأكد أن إعادة تشغيله اليوم تتطلب جهودًا دولية كبيرة ودعمًا لوجستيًا مستدامًا.

وفي ختام حديثه قال: "إذا أُعيد افتتاح المستشفى مجددًا، ستستعيد معرة النعمان ومحيطها إمكانية الوصول إلى خدمات طبية آمنة ومنتظمة، وهو ما يحتاجه الأهالي بشدة بعد سنوات من الحرب والنزوح".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın