تركيا, دولي, الدول العربية, إسرائيل, سوريا

فيدان: إسرائيل من أكبر الأطراف الفاعلة في الصورة المظلمة بالسويداء

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده فيدان مع نظيره السوري أسعد الشيباني، الأربعاء، في العاصمة التركية أنقرة.

Muhammet Torunlu  | 13.08.2025 - محدث : 13.08.2025
فيدان: إسرائيل من أكبر الأطراف الفاعلة في الصورة المظلمة بالسويداء

Ankara

أنقرة / الأناضول

** وزير الخارجية التركي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السوري:
- سوريا الجديدة يجب أن تكون بلدا يصان ويتعايش فيه جميع المكونات والمعتقدات والثقافات
- أنقرة لا تملك رفاهية البقاء مرتاحة في جو لا تلبى فيه المطالب الأمنية لتركيا بسوريا
- أنصح إسرائيل وشعبها بأن أمنهم لا يكون عبر ضعف أو فوضى الدول المجاورة، بل يعتمد على ازدهار هذه الدول واستقرارها

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن إسرائيل هي أحد أكبر الأطراف الفاعلة بالصورة المظلمة التي كشفت عنها أحداث محافظة السويداء جنوب سوريا.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده فيدان مع نظيره السوري أسعد الشيباني، الأربعاء، في العاصمة التركية أنقرة، أشار فيه إلى وجود ممارسات معينة من أجل تحويل التطورات الإيجابية في سوريا إلى سلبية وإيقافها.

ولفت إلى أن سوريا تشكل إحدى ركائز السياسات التوسعية الإسرائيلية في المنطقة، وقال إن "إسرائيل هي أحد أكبر الأطراف الفاعلة بالصورة المظلمة التي كشفت عنها أحداث السويداء السورية".

وأكد فيدان ضرورة دعم الجميع للمرحلة الحالية في سوريا، وأهمية ضمان شعور الشعب السوري بالمساواة.

وشدد على أن سوريا الجديدة يجب أن تكون بلدا يصان ويتعايش فيه جميع المكونات والمعتقدات والثقافات، وأردف: "نحن في تركيا نقدم توصيات بهذا الاتجاه".

وفيما يخص الموقف من تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي، قال فيدان: "في هذه المرحلة، بدأنا نشهد تطورات يصعب علينا أن نتحملها".

وأكد أن تركيا ترى أن أعضاء التنظيم القادمين من تركيا والعراق وإيران وأوروبا لم يغادروا سوريا.

وذكر أنه لا يوجد أي تطور إيجابي في سوريا يبعث على الثقة أو يشير إلى أن التنظيم قد تخلص من خطر العمل المسلح، لا بعد اتفاق 10 مارس/ آذار بين حكومة دمشق والتنظيم ولا بعد مسار "تركيا بلا إرهاب" المستمر في تركيا.

وأضاف: "على العكس تمامًا، نرى أن جميع المسارات، سواء في دمشق أو أنقرة، تسير ضمن حالة ترقب تهدف إلى إطالة عمر التنظيم والاستفادة القصوى من أي أزمة محتملة قد تطرأ، فلا يظنن أحد أننا لا نرى هذا".

وأكد الوزير أن أنقرة تتابع عن كثب الوضع في سوريا وتدعم الجهود المبذولة، مبينًا أن "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي لن يحقق النتائج التي يريدها هناك.

ووجه تحذيرا للتنظيم، قائلا: "تخلوا عن تهديد تركيا والمنطقة عبر الإرهابيين الذين جمعتموهم من شتى أنحاء العالم".

وأكد أن أنقرة لا تملك رفاهية البقاء مرتاحة في جو لا تلبى فيه المطالب الأمنية لتركيا بسوريا، ودعا فيدان إلى مواصلة الجهود مع السعودية والأردن وقطر والعراق لمساعدة سوريا على التعافي.

ولفت فيدان إلى أنه أجرى زيارة رفقة وفد تركي إلى دمشق الأسبوع الماضي والتقى نظيره الشيباني والرئيس السوري أحمد الشرع، وأجرى مباحثات مثمرة.

وأوضح أن ديناميكيات الأحداث الجارية في سوريا والمنطقة تتطلب عقد لقاءات مع الجانب السوري باستمرار وحسب الممكن، معربًا عن ترحيبه بمواصلة هذا العمل الوثيق، ومؤكدًا استمراره في المستقبل.

وأشار إلى أن صفحة جديدة فتحت في سوريا في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، مبينًا أن الحرب والفوضى والدموع التي استمرت هناك لسنوات انتهت، وأن باب أمل جديد فتح أمام جميع السوريين والمنطقة.

وذكر أن السوريين في الخارج والمنفى والمهاجرين بدأوا العودة إلى وطنهم بوتيرة معينة، وكذلك الاستثمارات الاقتصادية وطرح مشاريع البنية التحتية والفوقية والطاقة في البلاد، ورفع العقوبات عنها.

وأكد الوزير التركي أن الإدارة الجديدة في سوريا طورت علاقات بناءة وإيجابية مع الدول الإقليمية والجهات الفاعلة الدولية.

وأردف: "الأحداث التي بدأت في اللاذقية وما تلاها من تحركات في السويداء، تُظهر أن دور واي بي جي في إفساد عملية اندماجه في النظام يجعل من الصعب على هذه الصفحة الإيجابية التي فتحت في سوريا أن تسير كما يأمل شعبها".

وتابع: "هناك تحدٍّ وصعوبة، لكن واجبنا هو تحديد ذلك بدقة وتحليل طبيعته واتخاذ التدابير اللازمة بناء على ذلك، وتأسيس تعاون والسعي إلى حل هذه القضايا سلميا قدر الإمكان".

كما أكد ضرورة العمل على مناقشة وتنفيذ بعض المسائل المتعلقة بالمجالات الاستراتيجية ذات الأولوية العليا، في وقت يتم فيه التعاون مع السوريين في العديد من القضايا، كالبنية التحتية والطاقة والاقتصاد والاستثمار والتجارة والتعليم والثقافة والسياحة.

وأكد الوزير التركي أن بلاده دعمت سلسلة الاجتماعات التي عُقدت في العاصمة الأردنية عمّان بعد أحداث السويداء.

ورحب باجتماع الولايات المتحدة والأردن وسوريا وعشائر جنوب سوريا من أجل إيجاد حل سلمي للمشكلة.

ووجه فيدان نصيحة لإسرائيل حكومة وشعبًا بأن أمنهم لا يكون عبر ضعف أو فوضى الدول المجاورة، بل يعتمد على ازدهار هذه الدول واستقرارها.

وأضاف: "يجب أن يتذكروا أن كل خطوة يتخذونها لإبقاء هذه الدول ضعيفة وغير مستقرة وتحت الاحتلال، قد تؤدي إلى تأجيج أزمات أخرى في المنطقة وقد أججت، فكل الخطوات التي يتخذونها لا تؤثر فقط على الدول التي يحتلونها، بل هناك مخاطر تأثيرها أيضًا على دول أخرى تقع على حدودهم، لذلك يجب أن يأخذوا كل هذا في الحسبان".

وشدد على ضرورة عدم التسامح مع المواقف التي تقوض استقرار سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها ورفاهية وأمن شعبها.

وتطرق إلى المصاعب التي تواجهها الحكومة السورية الجديدة، مستدركًا: "طالما ليس هناك تدخل خارجي سلبي، فقد رأينا خلال الأشهر السبعة الماضية أن التعاون الإقليمي ودبلوماسية التفاهم العالمي قادران على معالجة الجروح في سوريا بسرعة".

وتابع: "قال من لم يتوقعوا أن تتطور هذه المرحلة على هذا النحو لبعضهم ’كان ينبغي لهذه الإدارة أن تكون متورطة في أزمات عديدة حتى الآن، لكن أسلوب إدارتها وفهمها للحوار وتعاونها مع الأطراف الإقليمية الفاعلة لا يُسبب أزمة، لذا فلنخلق أزمة، ولنخلق منطقة إشكالية عبر تأجيج الأزمات القائمة وتفعيل خطوط الصدع الاجتماعية".

ولفت فيدان إلى وجود اضطرابات ناجمة عن تلك التحركات في هذا الصدد، مبينًا أن حركات زعزعة الاستقرار في اللاذقية والسويداء والمناطق الخاضعة حاليًا لاحتلال "واي بي جي" مستمرة إلى حد ما.

وأكد ضرورة تحمل الجميع للمسؤولية، وحماية حقوق الدروز وهويتهم وأرواحهم وممتلكاتهم، وعدم تحميل العلويين مسؤولية ما حدث في عهد الأسد، وعدم حدوث أعمال انتقامية، واعتبار هوية وثقافة الأكراد التي سُعِي تاريخيًا إلى تهميشها، عزيزة وألا تكون سببًا لمشاكل لهم.

وشدد على ضرورة قيام الجميع بدعم جهود الإدارة السورية الجديدة لخدمة الشعب، والنهوض بمؤسسات الدولة، وضمان وحدة الأراضي السورية وسيادتها.

ودعا فيدان إلى مواصلة الجهود مع السعودية والأردن وقطر والعراق لمساعدة سوريا على التعافي وتحويلها إلى مصدر للفرص بدلا من أن تشكل تهديدا للمنطقة، مؤكدًا أن هذه رؤية قابلة للتطبيق، ولا يوجد سبب يمنع تحقيقها.

وتابع: "هناك جهات لا تتمنى الخير لسوريا والمنطقة، ومن واجبنا أن نكافح ونقف ضد هذا".

​​​​​​​يتبع ///

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın