غزة.. المنخفض الجوي "بيرون" يضاعف معاناة الناجين من الإبادة (تقرير)
- أحمد: المياه دخلت إلى خيمتنا وكنت أناشد الجيران أن يخرجوني أنا وأولادي
Istanbul
غزة / محمد ماجد / الأناضول
- أحمد: المياه دخلت إلى خيمتنا وكنت أناشد الجيران أن يخرجوني أنا وأولادي- سليمان ياسين: غرقنا في مياه الأمطار والبرد أتعبنا
- غدير: السواتر الرملية التي وضعتها لمنع دخول مياه الأمطار لم تجدي نفعا، وغرقنا
تحت وطأة المنخفض الجوي القطبي "بيرون"، تحولت خلال الساعات الماضية آلاف الخيام التي تؤوي الناجين من حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ عامين بقطاع غزة، إلى برك مياه غمرت الفرش والملابس والطعام، تاركة مئات العائلات الفلسطينية في عراء قاسٍ بلا دفء أو مأوى.
وفي مشاهد تعكس حجم المأساة، شوهد نازحون، بينهم مصابون وأطفال ونساء، وهم يحاولون إزاحة المياه عن خيامهم باستخدام عبوات بلاستيكية صغيرة، بينما أمضى الأطفال ليلتهم فوق أرض موحلة ورطبة دون أغطية أو ملابس جافة، وسط انهيار عشرات الخيام وسقوط أعمدتها تحت ضغط الأمطار الغزيرة والرياح العاتية.
🌧 غرقت آلاف خيام النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، الأربعاء، جراء أمطار غزيرة هطلت بكثافة في عدة مناطق بفعل منخفض جوي قوي يؤثر على القطاع، ويتواصل حتى مساء الجمعة.https://t.co/YbB4dnkjyW pic.twitter.com/OIn75CWGYP
— Anadolu العربية (@aa_arabic) December 10, 2025
ومع اشتداد البرد القارس، ارتفعت نداءات الأهالي طلبا للمساعدة، أو بحثا عن خيمة بديلة أو أي قطعة قماش تقيهم المطر، أو يد تمتد لإنقاذ أطفالهم الذين قضوا الليل يرتجفون حول نار أشعلها ذووهم بما توفر من خشب ونايلون.
ومنذ فجر الأربعاء، تشهد عدة بلدان عربية تداعيات واسعة لموجة من الطقس السيئة، في ظل تأثر المنطقة بالمنخفض القطبي "بيرون" المصحوب برياح قوية وأمطار غزيرة وانخفاض كبير في درجات الحرارة، ويُتوقع أن تتواصل تداعياته حتى الجمعة.

وفي هذا السياق، قال متحدث جهاز الدفاع المدني في غزة محمود بصل، إن الجهاز تلقى منذ صباح الأربعاء أكثر من ألف مناشدة من نازحين غمرت مياه الأمطار خيامهم جراء المنخفض الجوي الذي يعصف بالقطاع.
⚠️"حقوق الإنسان" تستغيث في غزة بيومها العالمي
— Anadolu العربية (@aa_arabic) December 10, 2025
◾️بينما يحتفل العالم بيوم حقوق الإنسان، يعيش الفلسطينيون في غزة أوضاعًا إنسانية متدهورة تحت هجمات مستمرة ونقص حاد في الاحتياجات الأساسية.
◾️تستمر الهجمات الإسرائيلية رغم سريان وقف إطلاق النار.
◾️تنتهك إسرائيل بشكل ممنهج أبسط حقوق… pic.twitter.com/2tvlgd2QR5
وخلال الساعات الماضية، غرقت آلاف من خيام النازحين الفلسطينيين جراء أمطار غزيرة هطلت بكثافة في عدة مناطق بغزة بفعل منخفض جوي قوي يؤثر على القطاع، ويتواصل حتى مساء الجمعة.
ويعيش النازحون واقعا مأساويا بسبب انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى مستلزمات أساسية ونقص تقديم الخدمات الحيوية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي.

ويتخذ معظم هؤلاء النازحين من الخيام التالفة مأوى لهم، فيما قدر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، أن نسبة الخيام التي لم تعد صالحة للإقامة في القطاع بلغت نحو 93 بالمئة، بواقع 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفا.
** خيام غارقة
الفلسطيني أحمد، الذي تعرض خلال الحرب لإصابة أدت إلى بتر قدمه، كان من بين من حاولوا جاهدين إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن غمرت المياه خيمته.
وقال للأناضول: "المياه دخلت إلى خيمتنا وكنت أناشد الجيران أن يخرجوني أنا وأولادي".
وناشد أحمد الدول العربية توفير مكان يليق به وبأطفاله وزوجته، وسط عجزه عن حماية عائلته من تكرار غرق خيمتهم مع كل موجة مطر.
أما سليمان ياسين، فقال للأناضول: "غرقنا في مياه الأمطار والبرد أتعبنا".

وأضاف: "الأمطار كانت قوية خلال الليلة الماضية ونخشى مما هو قادم".
وأوضح أنه كان يتمنى في الماضي حلول فصل الشتاء لري المزروعات، لكنه اليوم لا ينتظره بسبب غياب مأوى يحميه وأسرته من الغرق المتكرر.
** نار بدائية للتدفئة
وعلى مقربة من المكان، جلست الفلسطينية غدير وزوجها وأطفالها الستة حول موقد نار أشعلوه من الحطب والنايلون في محاولة للحصول على شيء من الدفء، بعد أن غمرت المياه خيمتهم طوال الليل.

وقالت للأناضول: "غرقنا بمياه الأمطار، والآن أعمل على تدفئة أولادي".
وأضافت: "خلال الليل كنت أضع سواتر رملية حول الخيمة لكن لا فائدة".
وتابعت: "زوجي مريض ولا يقدر على الحركة، عانينا من النزوح والمعاناة خلال الإبادة والآن نعاني من المطر".
وأشارت غدير إلى أن أسرتها تحتاج إلى مأوى مناسب وملابس وطعام لها ولأطفالها، مع غياب أي بديل يحميهم من الأمطار والبرد.

ورغم انتهاء حرب الإبادة بسريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لم يشهد واقع المعيشة لفلسطينيي غزة تحسنا جراء القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول شاحنات المساعدات، منتهكة بذلك البروتوكول الإنساني للاتفاق.
وعلى مدى نحو عامين من الإبادة تضررت عشرات آلاف الخيام بفعل القصف الإسرائيلي الذي أصابها بشكل مباشر أو استهدف محيطها، فيما اهترأ بعضها بسبب عوامل الطبيعة من حرارة الشمس المرتفعة صيفا والرياح شتاء.
وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار، حرب إبادة جماعية بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر 2023، واستمرت عامين، مخلفة أكثر من 70 ألف قتيل فلسطيني وما يزيد على 170 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية، بخسائر أولية قدرت بـ 70 مليار دولار.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
