أنقرة/ الأناضول

اكتملت سلسلة "ثلاثية غزة" التي أعدّتها وكالة الأناضول، من خلال صدور كتاب "المتهم" لتضع بين أيدي القرّاء توثيقاً شاملاً لجرائم إسرائيل في غزة، مستندةً إلى أدلة دامغة وشهادات حيّة وقرارات من القانون الدولي في إطار نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وجاء صدور الكتاب الأخير "المتهم" للأناضول، ليكمل هذا المشروع التوثيقي بعد كتابي "الدليل" و"الشاهد"، مُعلناً اكتمال واحدة من أهم الإصدارات التي ترصد الحقيقة وتواجه الرواية بالبرهان.

ومع صدور كتاب "المتهم"، اكتمل ملف الجرائم الإسرائيلية في غزة بكل عناصرها.

ويركّز الكتاب بشكل رئيسي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحكومته باعتبارهما المسؤولين من الدرجة الأولى عن العنف والدمار في غزة.

ويكشف الكتاب العقلية المريضة لدى الإدارة الإسرائيلية، المؤلفة من شخصيات متطرفة تعدّ بعضها مُداناً حتى وفق القوانين الإسرائيلية، هذه العقلية التي ترى في قتل الأطفال وتدمير منازل المدنيين وحتى إحراق الأشجار "إنجازا" و انتصارا".

كما يوثّق "المتهم" الدعم العسكري والسياسي الذي يبقي آلة القتل الحكومية بقيادة نتنياهو فاعلة، ويسجّل—على أمل أن يأتي يوم يُحاسَب فيه الجميع—كل الجهات المرتبطة مباشرة أو غير مباشرة بجرائم الإبادة، من السياسة إلى قطاع الأعمال، ومن الوسط الأكاديمي إلى عالم الثقافة والفن.

- الكتاب يتألف من ثلاثة فصول

يضم كتاب "المتهم" ثلاثة فصول حملت عناوين: "مهندسو ومنفّذو الإبادة"، "الشركاء العالميون للإبادة: السلاح، رأس المال والغطاء الدبلوماسي"، و"الجبهة الثقافية للإبادة: صمت الوسط الأكاديمي والإعلام وعالم الفن".

في الفصل الأول، يتناول الكتاب صانعي القرار والمنفّذين خلف الإبادة في غزة، ويقدّم ملفا تفصيليا للحكومة الإسرائيلية الحالية بوصفها الحلقة الأخيرة في سجل إجرامي يمتد إلى 75 عاما.

كما يوضّح مسؤوليات كل وزير في حكومة نتنياهو ودوره في آلية اتخاذ القرار، ويعرض الجانب القانوني للعنف الممنهج ضمن مشروع الاستيطان الاستعماري، مدعوما بإنفوغرافيك ومخططات زمنية وخرائط للجرائم.

والفصل الثاني، "الشركاء العالميون للإبادة"، يبيّن أن ما يجري في غزة ليس فعلا يمكن لإسرائيل تنفيذه وحدها.

ويبحث القسم الأول في هذا الفصل الدعم العسكري والمالي المقدّم لإسرائيل، خصوصا من الولايات المتحدة والدول الغربية، إضافةً إلى دور الشركات وآليات التمويل.

أما القسم الثاني، فيتناول البعد الدبلوماسي لهذا الدعم، من تأثير جماعات الضغط مثل "أيباك" في السياسة الأمريكية، إلى انحياز الغرب لإسرائيل، وصولا إلى آليات التعطيل داخل المنظمات الدولية.

والفصل الثالث والأخير، "الجبهة الثقافية للإبادة"، يسلّط الضوء على دور الصامتين إلى جانب الداعمين المباشرين في الأوساط الأكاديمية و الإعلام والفن.

ويتناول الفصل، القمع والمقاومة داخل الأوساط الأكاديمية، وكيف تم قمع التضامن مع فلسطين في الجامعات والاعتداء على حرية الأكاديميين، وسياسات الإعلام الرئيسية المنحازة لإسرائيل، واستراتيجيات التضليل وآليات الرقابة، وموقف عالم الفن والثقافة، بما فيه من صمت وتواطؤ وانقسام تجاه هذه المأساة الإنسانية.

- المقدّمة بقلم مارتن شو

وكتب مقدمة كتاب "المتهم" عالم الاجتماع البريطاني مارتن شو، المعروف بأعماله حول الحرب والإبادة والسّياسة العالمية.

كما يضم الكتاب مقالات لكل من: ريتشارد فولك، المقرر السابق للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومايكل لينك وجون دوغارد، المقررين السابقين للقضية الفلسطينية، وعبد الرحمن أرول من جامعة أراسموس، وشهد حموري من جامعة كنت، ووالتر هيكسون، من جامعة أكرون، وجميل أيدن، من جامعة نورث كارولاينا، وسلمان أق سُنغر، من جامعة ماستريخت.

وتستعد سلسلة كتب "ثلاثية غزة" التي لعبت دوراً بارزاً في نقل مأساة الفلسطينيين في قطاع غزة إلى الأجندة الدولية للنشر قريبا جدا بصيغة رقمية عبر موقع gazatrilogy.com.