السياسة, الدول العربية, التقارير, السعودية

الدبلوماسية السعودية تتوهج (خبيران)

في حديث للأناضول قال الخبيران العربيان إن السعودية لعبت دورا في إجلاء الرعايا الأجانب من السودان، وساهم موقفها في عودة النظام السوري للجامعة العربية،، مستفيدة من الزخم الدبلوماسي الذي حصلت عليه إثر تحسن علاقاتها مع إيران

11.05.2023 - محدث : 11.05.2023
الدبلوماسية السعودية تتوهج (خبيران)

İstanbul

إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول

أجمع خبيران عربيان على تنامي دور السعودية الدبلوماسي في محيطها العربي مؤخرا إثر تداخلها بقوة في الملف السوداني، وبتأثير قرارها بشأن عودة النظام السوري للجامعة العربية، مستفيدة من الزخم الذي تحقق لدبلوماسيتها إثر المصالحة مع إيران.

وفي حديث للأناضول، قال الخبيران أن السعودية لعبت دورا في إجلاء الرعايا الأجانب من السودان وتستضيف مفاوضات وقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة في السودان، كما قادت مسألة عودة النظام للجامعة العربية.

وتتواصل منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات في ولايات بالسودان بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، تبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عنها عقب توجّه فرق تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.

والأحد، قرر وزراء الخارجية العرب استئناف مشاركة وفود حكومة النظام السوري في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتبارا من 7 مايو/ أيار الجاري.

استعادة الدور الريادي

أستاذ العلاقات الدولية في مركز ابن خلدون بجامعة قطر علي باكير، قال أن السعودية تسعى لاستعادة دورها العربي الريادي، وذلك تعقيبا على أدوار بارزة للسعودية مؤخرا في السودان وسوريا واليمن.

وفي تصريح للأناضول، قال باكير "السعودية أقدمت على عمليات اجلاء ناجحة لرعاياها ورعايا دول اخرى من السودان، ولقى هذا الدور السعودي ترحيبا كبيرا خاصة ان السعوديين أخرجوا بعض الإيرانيين المتواجدين هناك".

وأكد باكير أنه "تم توظيف هذا الجهد في اعطاء زخم للمصالحة الاخيرة التي جرت مع ايران بوساطة او مساعي صينية"، مبينا أن "السعودية بما لها من نفوذ سياسي واقتصادي ومالي تحاول ان تلعب دورا ايجابيا فيما يتعلق التهدئة وانهاء الاقتتال".

وتابع قائلا: "الدبلوماسية السعودية تسعى لاستعادة دورها المؤثر عربيا وابراز قدراتها ودورها وفرض نفسها على الارض".

تغير في السياسات

باكير أوضح أيضا أن السعودية خلال المرحلة الماضية "جربت خيار الاعتماد على القوة الصلبة، وثبت لها أنها لن تكن بذلك في المسار الصحيح، لهذا نرى الان الوجه الاخر".

وأردف "هناك حراك سياسي ودبلوماسي على صعيد السياسة الخارجي يتناقض مع المرحلة الماضية، وهذا المسار طبعا بإمكانه ان يعيد ترميم صورة دور المملكة العربية السعودية ويسمح لها بتعويض النتائج السلبية التي لحقت بها" في الأعوام القليلة الماضية.

وأكد أن "هذه السياسة الجديدة يبدو أنها تلقى في جانب منها دعما وتشجيعا اقليميا ودوليا خاصة فيما يتعلق بالأزمات الاقليمية، سواء على مستوى العلاقة مع إيران على سبيل المثال، او على مستوى التحرك السعودي في الملف اليمني والتحرك الدبلوماسي ايضا المماثل ايضا الاغاثي والانساني والدبلوماسي المماثل في الازمة السودانية".

وإشار إلى حرص ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على "تعزيز الاستقرار الداخلي، ورأب الصدع الإقليمي".

مرحلة جديدة

أستاذ العلاقات الدولية، تحدث عن المرحلة الجديدة من الدبلوماسية السعودية بالقول "نحن نرى ترميم العلاقة مع إيران، ومحاولة تهدئة الاوضاع والتصالح قبل ذلك مع قطر، وانهاء الازمة الخليجية، ومحاولة انهاء الازمة اليمنية، والحراك السياسي والدبلوماسي والانساني في الازمة السودانية، وغيرها من الملفات".

واستدرك قائلا: "هناك طبعا جانب يتعلق بالعلاقة السعودية الامريكية مؤخرا بما فيها من حالة عدم استقرار وكثير من التوترات حيث تريد السعودية ان تقول انها مستقلة في مواقفها وتتخذ قراراتها بناء على حساباتها ومصالحها الداخلية وإن تعارض ذلك في بعض الاحيان مع مصالح الولايات المتحدة".

وختم مؤكدا "هناك الان مرحلة جيدة، ويجب التعامل معها بحذر قبل التقييم النهائي، للأسف لا يوجد مشهد عربي الان، الوضع العربي سيء جدا على كل مستوى سياسي، واقتصادي واجتماعي وأمني، لكن السعودية تحاول تحسين المشهد وإعادة توليد صورة جديدة لنفسها وتحقيق الاستقرار".

دور سعودي في الجامعة العربية

الكاتب والباحث العراقي نظير الكندوري، قال من جانبه للأناضول تعليقا على الدور السعودي في قرار الجامعة العربية بعودة النظام السوري إليه، إنه "في الوقت الذي حاولت فيه دول عربية القيام بجهود لإعادة تأهيل النظام السوري وإعادة عضويته للجامعة العربية، كانت السعودية وعدد أخر من الدول العربية يرفضون ذلك" في مرحلة سابقة.

وأضاف أن الرفض كان "لأسباب تتعلق بانحياز النظام السوري بشكل كبير للمحور الإيراني، كذلك خشية السعودية من غضب الغرب، لكن التغييرات المفاجئة والكبيرة على السياسة الخارجية السعودية في الفترة الأخيرة، جعلت الانفتاح على النظام السوري، بمثابة نتيجة تحصيل حاصل لهذا التغيير".

وأكد "المصالحة السعودية الإيرانية وعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، انعكس إيجابيا على الأوضاع في اليمن، فيما تأتي مسألة إعادة تأهيل النظام السوري كخطوة ثانية لتأثيرات هذه المصالحة".

وشدد "الجهود السعودية في إعادة النظام للجامعة العربية، تميزت على جهود دول أخرى والجامعة العربية، بسبب ما تتمتع به من قوة اقتصادية كبرى في المنطقة، وعلاقات سياسية جديدة متنامية سواء على الصعيد الإقليمي، أو على الصعيد الدولي".

الجفوة مع أمريكا

الكندوري ذهب إلى أن "الجفوة التي تمر بها العلاقات السعودية الأمريكية في الوقت الحالي، ساعدت في حسم السعودية أمرها في موضوع تأهيل النظام السوري، على اعتبار أن النظام غير مرضي عنه أمريكيا".

وزاد "تحاول السعودية الانعتاق شيئًا فشيئًا من الإملاءات الأمريكية فيما يخص الوضع في الشرق الأوسط، وارسال رسالة للأمريكان، بأن وقت الإملاءات قد ولى لغير رجعة".

وأوضح "السعودية وبسبب التغييرات الكبيرة على سياساتها الخارجية، أصبح يتوفَّر لديها أدوات وإمكانيات يمكن أن تجعلها لاعبًا كبيرًا وقويًا في المنطقة، وقد رأينا أثار ذلك من خلال قيامها بالتدخل الإيجابي بأكثر من منطقة، أخرها كان في السودان".

وتابع موضحا "كما أن الرياض تقود اليوم حركة كبيرة لإنهاء القتال هناك، كذلك دورها الكبير في الموضوع اللبناني ومحاولاتها للتوفيق بين الأطراف اللبنانية للخروج من أزمة الاستحقاقات الدستورية المتمثلة باختيار رئيس للبلاد وتشكيل الحكومة".

وأكد أن "كل هذا تزامن مع غياب شبه كامل لدور دول عربية كبرى جعل دور المملكة يصبح أكثر تأثيرًا، ويمكننا الجزم بأن السعودية تمتلك الإمكانيات التي تجعلها دولة رائدة ومؤثرة بالمنطقة لو أحسنت دوما استخدام تلك الأدوات".

وختم بالقول "نعتقد أن وصول السعودية لمكانة كبيرة بالمنطقة، يتوجب عليها القيام بالتقرب من الشعوب العربية أيضًا، والاهتمام بقضاياها المصيرية".



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın