تركيا, إسرائيل

أردوغان لإسرائيل: سنعلن للعالم أجمع أنك مجرمة حرب

الرئيس التركي قال إن ما يحدث في غزة ليس دفاعا (عن النفس) بل مجزرة واضحة ودنيئة

Ömer Aşur Çuhadar  | 28.10.2023 - محدث : 29.10.2023
أردوغان لإسرائيل: سنعلن للعالم أجمع أنك مجرمة حرب

Istanbul

إسطنبول / الأناضول

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، إن بلاده عازمة على إعلان إسرائيل "مجرمة حرب" أمام العالم أجمع.

وأضاف خلال تجمع جماهيري حاشد لنصرة فلسطين في إسطنبول: "الساسة والإعلام في الغرب مستنفرون لشرعنة المجازر بحق الأطفال والنساء والأبرياء في غزة".


وتابع: "إسرائيل ترتكب بشكل واضح جرائم حرب منذ 22 يوما، والآن يا إسرائيل سنعلن للعالم برمته أنك مجرمة حرب، ونقوم بالتحضير لذلك".

وأوضح أن الزعماء الغربيين لا يدعون إسرائيل حتى إلى وقف إطلاق النار، فضلا عن إبداء ردود فعل على هذه الجرائم.

واستشهد أردوغان بأبيات للشاعر محمود درويش، يقول فيها: "منكم النار ومنا الحجر، منكم السيف ومنا دمنا، منكم الفولاذ والنار ومنا لحمنا، اسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا. فاخرجوا من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا.. من برنا.. من بحرنا. فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا".

وتابع في هذا الصدد: "إن شاء الله سنرى اليوم الذي ينصرف فيه الظالمون من حياة الشعب الفلسطيني أيضا. فلم يحدث في تاريخ الإنسانية أن استمر ظلم الظالم إلى ما لا نهاية".

وقال إن القمع الذي تمارسه إسرائيل كل يوم بشكل مستمر منذ 75 عاما، حتما سينتهي ذات يوم.

وأضاف: "عندما تبدأ منازلهم بالاحتراق، سيغادر الغربيون الذين يعتمدون عليهم وستترك إسرائيل وحدها في المنطقة مع السكان الذين اضطهدتهم طوال 75 عاما وإخوانهم".

وأردف: "حينها ستكون تركيا أملهم إلى جانب كافة الشعوب المضطهدة، تماما كما كانت قبل 500 عام وفي الحرب العالمية الثانية. فأصغوا لنا اليوم لكيلا تخذلكم الأيادي التي ستمتد لمساعدتكم في ذلك اليوم".

وتابع: "أصغوا اليوم لندائنا من أجل تقديم المساعدة للمظلومين ودعوتنا لفتح أبواب الحوار لإحلال السلام. هيا اتخذوا اليوم خطوة مفيدة ربما لأول مرة في حياتكم من أجل مستقبلكم ومستقبل أبنائكم".

وشدد على أن "ما يحدث في غزة ليس دفاعا (عن النفس) بل مجزرة واضحة ودنيئة، إنهم يسعون للقضاء على سكان غزة بشكل جماعي عن طريق التجويع والعطش وتدمير خدماتهم الصحية".

وقال الرئيس التركي مخاطبا الإسرائيليين: "ثقوا تماما أنكم وأطفالكم سوف تحتاجون إلى تركيا في المستقبل مثل أجدادكم".

وأضاف: "نحن نتحرك انطلاقا من إيماننا الصادق بأنه لا خاسر في السلام العادل، كما ندعو محاورينا إلى الالتفاف حول النهج نفسه".

وتابع: "نحن أمام واقع قائم في فلسطين، حيث تحرم إسرائيل منذ تأسيسها سكان فلسطين من بيوتهم وديارهم وأوطانهم وحياتهم تدريجيا عبر هجماتها التي تنفذها".

وأكد أردوغان أن من حق الشعب الفلسطيني مقاومة هذا الظلم بأسنانه وأظافره وكل قوته.

وأردف: "بالطبع، خلال هذه المرحلة وفي مثل هذا المناخ الذي تفوح منه رائحة النار والدم، وقعت أحداث غير مقبولة. ولكن لا شيء من ذلك يمكن أن يكون ذريعة لحملات تشويه سمعة مقاومة الشعب الفلسطيني المستمرة، تحت مسميات مختلفة".

ولفت إلى أن تركيا أيضا ترى أن الهجمات على المدنيين في إسرائيل ليست صائبة، وأنها أعلنت ذلك في كل مناسبة.

وأضاف: "الحرب لها أخلاق وقانون. واستهداف المدنيين لا يتوافق مع هذه الأخلاق والقانون. وحتى عدد المدنيين الذين فقدوا أرواحهم في الأراضي الإسرائيلية لم يتم الكشف عنه بشكل سليم وواضح حتى الآن. ولكن على أية حال، فإننا نشعر بالحزن على كل مدني يفقد حياته".

واستدرك: "لكن هل تكترث إسرائيل لمثل هذا الأمر؟ إسرائيل ليس لديها أدنى اكتراث بشأن قتل الناس، لأنهم يقولون بكل صراحة ووضوح: ’نحن نعرف القتل جيدا‘، لكن اعلموا أنكم ستدفعون ثمن ذلك باهظا عاجلا غير آجل".

ولفت إلى أن الغربيين يتقنون القتل جيدا، فقد "كانوا بالأمس يذبحون بعضهم، ويقضون على اليهود بشكل جماعي في غرف الغاز، ويدمرون المدن بأهلها ويمسحونها عن الخريطة بالقنابل الذرية".

وأضاف: "إخوتي، لا تزال نفس العقلية قائمة في غزة اليوم أيضا. رأينا الاضطهاد الذي مورس سابقا في قره باغ والبوسنة والعراق وسوريا وأراكان وأجزاء أخرى كثيرة من إفريقيا. هؤلاء هم مرتكبو الوحشية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ولهذا السبب فإن غزة هي قضيتنا جميعا، وليست فقط قضية من يكافحون هناك للتمسك بالحياة".

وتابع: "عندي بضع كلمات أود أن أقولها لمن يحاولون إخراج هذه القضية عن نطاقها الإنساني والإسلامي؛ نقول لمن يضعون ألاعيبهم السياسية الصغيرة وحساباتهم التاريخية التي عفا عليها الزمن وتعصبهم المريض أمام النضال في غزة، لا تفعلوا ذلك".

وزاد: "لا تحملوا وزر الأطفال والنساء والرجال الأبرياء الذين قتلوا في غزة أو يعيشون تحت خطر القتل في أي لحظة. لا تشاركوا في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ترتكب في غزة. خذوا العبر والدروس مما حدث في الماضي القريب في العراق وسوريا وأجزاء أخرى من منطقتنا".

كما استشهد أردوغان بأبيات أخرى للشاعر محمود درويش، يتحدث فيها عن فلسطين:

"باسمك، صحت بالأعداءْ

كلي لحمي إذا نمت يا ديدانْ

فبيض النمل لا يلد النسورَ

وبيضةُ الأفعى.. يخبئ قشرُها ثعبانْ!

خيول الروم.. أعرفها وأعرف قبلها أني أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسان!".

وقال أردوغان إنه مثلما لا يلد بيض النمل نسورا، لا يمكن أن تصدر رحمة من ضمير الغرب، ولا يمكن أن تظهر نتائج حسنة من جعب أولئك الذين يتصرفون وفق حسابات صغيرة.

وشدد على ضرورة أن تكون كل المجتمعات في المنطقة متحدة بعد اليوم وأن تعمل معا دون تمييز بين الأعراق أو المعتقدات أو المذاهب.

وأضاف: "بخلاف ذلك، من المؤكد أن الجميع سيواجه نفس المصير، واحدا تلو آخر. لذلك ندعو جميع دول وشعوب المنطقة للالتقاء في رحمة الوحدة والابتعاد عن عذاب الفرقة".

وأشار أردوغان إلى أن عدد الشهداء بين أطفال غزة منذ بدء الهجمات الإسرائيلية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري وحتى يومنا هذا، وصل إلى 3 آلاف و600، كما بلغ إجمالي عدد الشهداء 7 آلاف و700 شهيد.

وكشف أن من بين هؤلاء الشهداء 500 عامل في المجال الصحي و25 صحفيا و38 موظفا في الأمم المتحدة.

وقال: "نحن أمام وحشية تقصف المستشفيات التي لجأ إليها ما يقرب من 19 ألفًا و734 جريحا من سكان غزة. فالأسواق التي يتسوق فيها الناس والمدارس والشوارع وكافة المباني تعد بمثابة أهداف في نظر هذه الهمجية".

وأشار إلى تدمير 30 ألف مبنى وأكثر من 200 ألف مسكن جراء القصف المتواصل، ولم يعد لدى أي مواطن في غزة تقريبًا منزل يؤويه أو متجر يمارس فيه عمله.

وأردف: "تم بالفعل تدمير البنية التحتية للكهرباء والمياه والصرف الصحي بالكامل. وبما أن المساعدات الخارجية غير مسموح بها، فلم يعد من الممكن تلبية كافة الاحتياجات الإنسانية في القطاع بدءا من الكهرباء والغذاء وصولا إلى الرعاية الصحية ومستلزمات التنظيف. أما ما يجري منذ الليلة الماضية، فهو حالة من الجنون بكل معنى الكلمة".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın