كتَّاب عرب لـ"حزب الله": "لقد نفد رصيدكم"
أجمع عدد من الكتاب العرب أن شعبية حزب الله اللبناني وأمينه العام حسن نصر الله، التي بناها إبان صده لعدوان إسرائيل على لبنان صيف 2006 قد "انهارت" بتورطه في القتال إلى جانب النظام السوري ضد شعبه.

الدوحة/ الأناضول/ أحمد المصري ـ أجمع عدد من الكتاب العرب أن شعبية حزب الله اللبناني وأمينه العام حسن نصر الله، التي بناها إبان صده لعدوان إسرائيل على لبنان صيف 2006 قد "انهارت" بتورطه في القتال إلى جانب النظام السوري ضد شعبه.
وركزت العديد من المقالات وافتتاحيات صحف عربية اليوم وأمس على أن "رصيد" الحزب لدى الشعوب العربية "قد نفد"، وذهب البعض إلى أنه لم يعد هناك مبرر لوجود الحزب؛ لأنه لن يكون قادرا على صد أي هجوم لإسرائيل بعد الآن.
ورأوا أن الحزب "خسر حاضنته الشعبية في العالمين العربي والإسلامي"، و"لن تغفر" له الشعوب ما قام به، بعد أن أظهر وجهه "الطائفي".
وأشاروا إلى أن الحزب دخل معركة سيكون "خاسرا" فيها مهما كانت نتيجتها.
وقارن رئيس تحرير "الشرق" القطرية جابر الحرمي في مقال له تحت عنوان "القدس ليست في القصير"، بين شعبية الحزب "المقاوم" في 2006 و "الخائن" في 2013 .
وقال إن الحزب في ذلك الوقت استطاع أن "يدخل بيت كل عربي، وقبله قلب كل عربي مسلم سني تحديدا".
واعتبر أنه بعد "ما يحدث اليوم من قبل الحزب من سلوكيات وأعمال عسكرية في سوريا، وتحديدًا في بلدة القصير السورية" فإن الحزب قد قام "بخيانة الأمانة، وخيانة الشعوب التي وثقت به، وكانت تعتقد أنه بالفعل مقاوم لإسرائيل، وأنه حزب تحرير للقدس".
وبين أن الشعوب العربية تلقت "صدمة غير متوقعة بأن بوصلة الحزب قد انحرفت باتجاه شعب فتح أبوابه أمام الحزب وكوادره وعوائله" عام 2006.
واعتبر الحرمي أن "حزب الله دخل حربًا سيكون خاسرًا فيها مهما كانت نتيجتها، بعد خسارته لشعبيته في العالم العربي".
وقال في هذا الصدد: "الحاضنة الحقيقية لأي حزب مقاوم ليست الأنظمة والحكومات، إنما الشعوب، فلا يعتقد قادة حزب الله أنهم بهذا العمل الذي أقدموا عليه في الدخول كطرف مساند لنظام سيباد (نظام الرئيس السوري بشار الأسد)، قد حققوا نصرا، أو أنهم شكلوا قوة جديدة، على العكس تماما، فحزب الله من لحظة توجيه بندقيته إلى أطفال سوريا قد خسر حاضنته الشعبية في العالم العربي والإسلامي".
وأكد الحرمي أنه " لن تقوم للحزب قائمة في العالم العربي والإسلامي، فكل ما بناه انهار في هذا السلوك غير المقبول الذي يمارسه اليوم في سوريا، ولا يعتقد أن الشعوب العربية والإسلامية سوف تغفر له ذلك".
ثم عرض الكاتب القطري لصورة الأمين العام لحزب الله أيضا قائلا: "في وقت ما، بعد حرب 2006، كان حسن نصر الله يحظى بالتأييد في الشارع العربي والإسلامي أكثر من الكثير من الزعماء العرب، ظنا من هذه الشعوب أنه مناصر حقيقي للقدس والأقصى، ولكن اليوم لم يعد للحزب أو قيادته وجود في العالم العربي والإسلامي، خاصة لدى الشعوب".
بدوره، اعتبر الكاتب اللبناني جهاد الخازن في مقال له بجريدة الحياة اللندنية بأن حزب الله "ضيع رصيده" لدى الشعوب بعد ما فعله.
وتحت عنوان «حزب الله» يخطئ، قال الخازن:"حزب الله حلَّق عالياً بالتصدي للعدوان الإسرائيلي سنة 2006، ورغم ما لحق بالبنية التحتية للبنان من دمار في حرب ذلك الصيف، فإن حزب الله خرج منتصراً وعلَّم الإسرائيليين درساً لا يُنسى".
وقارن أيضا بين شعبية نصر الله آنذاك والآن، قائلا: "ورأيت بعد ذلك صور السيد حسن نصر الله في كل متجر في خان الخليلي (حي أثري في العاصمة المصرية يرتاده السياح) في القاهرة، بل رأيتها في جامعة الأزهر. اليوم لم تبقَ للسيد صورة واحدة في أي مكان أرتاده في مصر".
وأضاف: "اتهم حزب الله بأنه ضيَّع رصيده، واتهم إيران بأنها لا تساعد الحزب، بل تؤذيه والشيعة في كل مكان، ثم أتهم نفسي مع الجميع، وأنا لم أتصور يوماً أن نهبط جميعاً إلى هذا الدرك".
وهذا هو نفس ما ذهب له الكاتب القطري عبد الحميد الأنصاري في مقاله له اليوم بجريدة "الجريدة" الكويتية .
وقال الأنصاري: " حزب الله بمساندته لنظام قمعي يرفض التغيير إنما يعاند حركة التاريخ، كما يقف ضد إرادة الشعوب ورغبتها في نيل حرياتها، وهو حتماً يقف مع الطرف الخاسر في النهاية، وهذا موقف غير أخلاقي وغير إنساني يستنزف ما بقي من رصيد حزب الله في نفوس الجماهير العربية".
وبين الأنصاري في مقاله الذي جاء تحت عنوان "حزب الله يقاتل السوريين دفاعاً عن الأسد" انه "ما كان أي محب لحزب الله يود أن يرى الحزب يوجه سلاحه مستهدفاً إخوانه السوريين، وما كان أي عربي أو مسلم يتمنى أن يتورط حزب الله في معارك ضد الثورة السورية دفاعاً عن نظام قتل ما يزيد على مئة ألف من شعبه".
وحذر من تداعيات ما فعله حزب الله على صورة "المقاومة"، قائلا "إن حزب الله بوقوفه ومساندته ومشاركته الفعلية في القتال مع هذا النظام، لا يسيء إلى نفسه وسمعته وتاريخه كحزب مقاوم لإسرائيل إنما أيضاً يشوه مفهوم (المقاومة) ويحز مصداقيتها في نفوس الملايين من العرب والمسلمين".
الكاتب الأردني عبد الله المجالي في مقال له بجريدة السبيل الأردنية نشره تحت عنوان " حزب الله يحارب في المكان الخطأ "، أوضح بدوره أن "حزب الله بنى شعبيته الجارفة في كل أنحاء الوطن العربي والاسلامي من خلال تصديه البطولي لقوات الاحتلال الصهيوني (إسرائيل)، وإجبارها من خلال عمليات نوعية على الانسحاب من جنوب لبنان، ولاحقا تجرؤه على قصف "العمق الاسرائيلي" في حرب يوليو/تموز 2006 وتدمير بارجة اسرائيلية وتمريغ سمعة دبابة الميركافا (التي قالت عنها إسرائيل الشهيرة) في الوحل".
وبين أن "شعبية حزب الله بنيت على أساس حربه ضد "إسرائيل"، وتقديمه الضحايا تلو الضحايا حتى من أبناء قادته. وسموه عن مسألة الطائفية. وكان يقدم نفسه على أنه حامي القضية الفلسطينية وحامي القدس".
وبين أن "تقديم حزب الله نفسه على أنه حامي الشيعة ضربة قاصمة لشعبية بناها طوال 31 عاما".
وقال: "إن قوة أي حركة مقاومة تكمن في: حاضنتها، ورصيدها الشعبي، وكل الأدوات الأخرى من سلاح نوعي وقيادة تاريخية وتخطيط دقيق واستراتيجيا مبدعة تتضاءل أمامها".
وأضاف: "من هنا فمهما كانت نتيجة الصراع في سوريا، فإن الحزب سيكون خاسرا، حتى لو انتصر نظام بشار الأسد".
واعتبر المجالي أن الحزب بعدما خسر شعبيته "لن يقوى الحزب بعد الآن على الاحتكاك بـ"إسرائيل" فضلا عن مهاجمتها؛ ، ولن يجد الحزب من يؤازره عند الشعوب العربية والاسلامية، ولن تخرج المسيرات والمظاهرات التي تطالب بدعمه".
وخلص إلى أنه لم يعد هناك مبرر لبقائع، قائلا " هذه القراءة تعني أن الحزب لن يقدم على أي فعل مهما كان بسيطا ضد "إسرائيل"؛ مما يفقد الحزب مبرر وجوده أصلا، وسيبقى مقاومة منزوعة المخالب والاسنان، وسيتخذ سياسة آل الاسد: "نحتفظ بحق الرد، وكل الخيارات مفتوحة".
الكاتب الموريتاني محمد الأمين ولد الفاضل وجه رسالته مباشرة في عنوان مقاله الذي جاء تحت عنوان "خذلتنا يا حسن!!".
وقال في المقال الذي نشرته صحيفة "تقدم" الإلكترونية الموريتانية :" كان حسن نصر الله أكثر من زعيم، وكان أكثر من قائد..وكان حزب الله أكثر من حركة مقاومة..وكانت الآمال المعلقة على الحزب وعلى أمينه العام كثيرة وعظيمة وجسيمة".
وبعد أن سرد الكاتب بطولات حزب الله وأمينه العام عام 2006 ، قال " المصيبة أنه بعد كل هذا التاريخ النضالي المشرف، وبعد أن لم يعد يفصل بين حسن نصر الله إلا ذراع واحد لكي يكون أشهر مقاوم في زماننا هذا، سبقت عليه الطائفة فعمل بعملها فتدخل في القصير، فساءت خاتمته النضالية والسياسة، وتحول بذلك من رجل أمة إلى رجل طائفة، فأهدر رصيدا عظيما من الحب والتقدير كان يمتلكه في قلوب الملايين من غير طائفته".
وفند الكاتب بعض التبريرات التي يدافع به البعض عن الحزب، إلا أنه رأى أنه أيا كانت التبريرات فلا يوجد "أي رسالة أخلاقية يمكن أن نرسلها من خلال قتل الأطفال وتشريدهم؟ ومن هو الأحمق في هذا العالم الذي سيُعجب بوفاء حسن نصر الله لبشار إذا كانت فاتورة ذلك الوفاء مليئة بدماء الأبرياء العزل".
افتتاحيات الصحف أيضا تعرضت بدورها لما قام به الحزب وأمينه العام في سوريا وتداعيات ذلك عليه، وفي افتتاحيتها أمس قالت الوسط الجزائرية تحت عنوان "ماذا يريد حسن؟" قالت إن "حزب الله الذي كان الكثير من السنة في المشرق العربي وفي غربه يغضون الطرف عن شيعيته لطالما أنه شوكة في حلق إسرائيل يكون هذا الحزب قد ضرب عرض الحائط كل هذه الصورة وعصف بكل المتعاطفين معه وأفصح عن وجه لم يعهده فيه من أحبه من السنة".
وبينت أن "الفرق بينه وبين إيران صار في نظر العديد بعد كل هذه التطورات كالفرق بين الشيء وظله أي “فرق اللا فرق”، كما تكون إيران قد خسرت ورقة رابحة كان يُرجى دوما التعويل عليها في أي صراع مقبل محتمل قد يجمعها مع الغرب…الأكيد أن العرب السنة لن يبكوا مستقبلا على ضحايا حزب الله".
وفي افتتاحيتها اليوم الذي جاءت تحت عنوان "أخطاء حزب الله في سوريا "، قارنت جريدة "الوطن" الإماراتية بين صورة الحزب في 2006 وصورته الآن.
وقالت في هذا الصدد: "كان معظم العرب وغير العرب ينظرون إلى حزب الله بانه قوى مقاومة خرجت من قلب ثورة التحرير التي تستهدف الحفاظ على القضية الفلسطينية حية في وجدان ونفوس العرب والمسلمين ... وهو ما جعل له امجاد في الشارع العربي والإسلامي دون النظر إلى خلفيته المذهبية والطائفية".
وبينت أنه الآن ظهر وجهه الطائفي والمذهبي بتدخله في سوريا و"اعلانه على رؤوس الاشهاد أنه ضالع في حرب اهلية سورية" وبعد أن حاول التبرير بأن " الدفاع عن النظام السوري هو دفاع عن حزب الله..والدفاع عن سورية هو استمرار للمقاومة باعتبار أن سورية دولة مقاومة".
وقالت أنه "كما يفعل النظام السوري بتوجيه السلاح إلى صدور ورؤوس المعارضين السوريين، فإن حزب الله يرتكب الجريمة نفسها محاولا ايجاد ذرائع موضوعية تغطي اخطاءه وخطاياه".
وفي افتتاحيتها اليوم تعرضت أيضا جريدة "الرياض" السعودية لصورة نصر الله الذي تحولت من صورة "الزعيم" إلى "الإرهابي" .
وقال الكاتب السعودي يوسف الكويليت في افتتاحية "الرياض" اليوم "وعود نصرالله كبيرة، فقد حرر فلسطين في منبره الخطابي، وسيحرر سورية من قبل مجاهديه، معتبراً شعب سورية كله إرهابياً، وهو في موقع المقاوم، وهذه الشعارات ليس لها مفعول طالما انكشفت الحقيقة وبات الزعيم وحزبه مجرد إرهابيين، ولم نعرف أن الجهاد يحدث بين مسلم وآخر إلاّ إذا كانت السياسة في خدمة المذهب أو العكس مما تروج له زعامة إيران وأنصارها".
بدورها اعتبرت "الوطن" السعودية في افتتاحيتها اليوم أنه بعد ما نفذت شعبية نصر الله لم يعد لديه ما يخسره.
وأضافت في الافتتاحية، التي جاءت تحت عنوان "نصر الله.. المغامرة سببها اليأس"، أن "الأيام القليلة القادمة ستحدد مسار الأزمة السورية، أما نصر الله فلم يعد لديه ما يخسره".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.