كتاب يرصد الفروق بين "البلطجي" و"الفتوة" في مصر
قالت مؤلفة الكتاب لـ"الأناضول": إن الكتاب يحاول معرفة البعد الاجتماعي لظاهرة البلطجة في مصر وانتشارها بكثافة بعد ثورة 25 يناير.

كوثر الخولي
القاهرة- الأناضول
يتناول كتاب "الفتوة في السينما المصرية" الفروق بين ظاهرتي "الفتونة" و"البلطجة" في المجتمع المصري، وأسباب الخلط بينهما وزيادة الظاهرة الأخيرة، خاصة بعد ثورة 25 يناير، من خلال دراسة الأفلام التي تناولت "الفتوات"، وحوادث وإحصاءات حديثة.
و"الفتونة" ظاهرة كانت سائدة حتى منتصف القرن الماضي؛ تتعلق بشخصية قوية تستخدم سلطانها وقوتها الجسدية في مناصرة الفقراء والمظلومين، وفي حماية سكان الحارة من الدخلاء، خاصة في أوقات ضعف دور الدولة.
أما "البلطجة" فهي ظاهرة انتشرت بقوة في السنوات الأخيرة، وتتعلق بشخصيات خارجة عن القانون، يستعين بها رجال أعمال أو ساسة وغيرهم لتنفيذ مهام خارجة عن القانون، وكانوا يظهرون بقوة في مواسم الانتخابات، وتزيد جرائمهم ضد الناس مع ضعف دور الدولة.
وتقول الكاتبة والناقدة السينمائية المصرية ناهد صلاح، مؤلفة الكتاب، لمراسلة وكالة "الأناضول" للأنباء: "الكتاب يحاول دراسة البعد الاجتماعي لظاهرة البلطجة بعد انتشارها في القاهرة ومدن مصر الكبرى بهذا الشكل المخيف".
وتعرض ناهد صلاح، في كتابها، أفلام الفتوة التي قدمتها السينما المصرية نقلا عن أعمال الأديب الراحل نجيب محفوظ وغيره وخاصة فيلم "الحرافيش".
ولا يكتفي الكتاب برصد الظاهرة عبر الأفلام السينمائية فقط، ولكنه يقدم في دراستين كبيرتين رصدًا دقيقًا لعدد البلطجية قبل وبعد ثورة يناير، وتوزيعهم علي القاهرة والأقاليم، ويرصد أسعار البلطجية، ويطرح الكتاب فارقًا جوهريًا بين المنظومة المجتمعية التي تفرز البلطجي وتلك التي كان يظهر من خلالها الفتوة حاميًا قويًا وعادلاً ورحيمًا بأهله وجيرانه.
واستند في رصده لأعداد البلطجية على إحصاءات نسبها للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة، وأيضا شهادات من مستشارين قانونيين؛ تقول إن عدد البلطجية وصل إلى 500 ألف بلطجي، بأجرة تصل إلى 5000 جنيه مصري، ما يقرب من900 دولار أمريكي، يوميًا للواحد منهم.
وتربط الكاتبة بين البلطجة والفقر والجهل والقهر والفساد وغياب سلطة الدولة.
ويقدم الكتاب تحليلاً خاصًا لأفلام الفتوة مع شهادات خاصة من صناع أفلام الفتوة كالفنان نور الشريف والمخرج علي بدرخان والسيناريست وحيد حامد والكاتب يسري الجندي.
وخلص في النهاية إلى أن "معالجة ظاهرة البلطجية لن يكون أمنيًا فقط، خاصة أنها في جزء كبير منها مفتعلة من نظام الحكم السابق الذي قام بتحويل البشر العاديين إلى مجرمين تحت الطلب، ثم امتد الأمر في ظل ضعف سيادة الدولة والقانون ليصبح البلطجي ملتبسًا في الذهنية المصرية مع الفتوة".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.