archive

في السنغال.. "ويتور" روفيسك "ملك الطرقات"

"الويتور" هو العربة المجرورة بالخيول أو "الحنطور" التي يفضلها سكان روفيسك على باقي وسائل النقل الأخرى

05.06.2015 - محدث : 05.06.2015
في السنغال.. "ويتور" روفيسك "ملك الطرقات"

داكار (السنغال)-عليون بادارا-الأناضول- 

يطلقون عليها اسم "الويتور"، وهو تحريف للفظ الفرنسي الذي يطلق على "السيارة"..هكذا تسمى العربة المجرورة بالخيول، أو "الحنطور"، لدى سكان دائرة روفيسك، إحدى ضواحي العاصمة داكار.

"الويتور" أو كما تسميها بعض البلدان "الحنطور"، هي وسيلة النقل المفضلة من بين وسائل النقل الأخرى لدى هؤلاء السكان، تسمعها تدخل الأحياء على إيقاع سنابك الخيل،  لتوصيل الزبائن إلى حدود بيوتهم.

 كاري ضيوف، سيدة في الستينات من العمر، تقول لوكالة الأناضول إن الخدمات التي تؤديها الويتور "لا يمكن أن نجدها عند سائقي سيارات الأجرة الذين يعملون بطريقة غير شرعية ممن يلتزمون بمسار محدد لا يحيدون عنه".

الأمر ذاته، تتحدث عنه السيدة أوا سار، بعد أن انتهت من نقاش حول الأجرة مع أحد سائقي "الويتور"، لنقلها إلى حي سانتيا الواقع على بعد 2 كيلومتر من وسط البلدة، وتقول: "اتفقنا على 150 فرنك إفريقي (0.3 دولار أمريكي).

وعن الأسعار التي يتعامل بها مع الزبائن، يقول مامي فال، أحد سائقي "الويتور" للأناضول، إن "المر يتعلق بطول الطريق، وبحجم الأمتعة، وبالزبون ذاته، في الغالب تتكلف العملية ما بين 150 و 200 فرنك إفريقي (0.25-0.34 دولار أمريكي) للزبون الواحد، أغنم الضعف من الرحلة بما أن العربة تتسع لشخصين، أو يمكنني وضع على ذمة زبون واحد يدفع سعراً لشخصين".

باب ديوب، سائق عربة خيول منذ عام 2000 يقول للأناضول: "أقدم تسهيلات بالدفع لبعض زبائني، كأن يتم تسديد المبلغ في اللقاء القادم، فهذا ما يجلب الناس لوسيلة النقل هذه، على خلاف سائقي سيارات التاكسي الذين تكثر طلباتهم كأن يمنعوا نقل الأسماك تذرعاً بالروائح التي قد تتركها في السيارة".

وإلى جانب المساحة المخصصة للزبائن (3 على أقصى تقدير)، يوفر "الويتور" مكاناً خاصاً بالبضائع.

ويبلغ المدخول اليومي لسائق هذه العربة، بحسب ديوب، ما يناهز الـ 9 آلاف فرنك إفريقي (حوالي 15 دولار أمريكي)، يخصص 5000 آلاف فرنك منها لإطعام الخيول، وهو مبلغ مرتفع يشكو منه هذا السائق.

بارا نداي، موظف ببلدية روفيسك، وهو مسؤول عن جمع الضرائب، يقول للأناضول إن عدد عربات الخيل في السنغال تبلغ 226 وهي تمثل نحو 20 بالمئة من أسطول النقل الحضري.

وتحصل السلطات المحلية في روفيسك على 3000 فرنك إفريقي (6 دولارات) عن  كل عربة شهرياً.

ومقابل جملة الإيجابيات التي توفرها عربات الخيول هذه، فإن سلبياتها عديدة، ولعل أولها تسببها بحالة اختناق لبطئ سيرها، ناهيك عن الفضلات التي تتركها الخيول على الطرقات.

وفي تعقيبه على سلبيات الويتور، يقول دودو كاين، تاجر بالمنطقة: "من يقول إن هذه العربة وسيلة نقل غير ملوثة، فهذا غير صحيح، فهي حتى وإن لم تتسبب في انبعاثات الوقود، فإن فضلات الخيول تملأ المكان وتتسبب في روائح كريهة".

ودعا كاين السلطات إلى إيجاد حل لهذه المعضلة كـ"إجبار مالكي هذا النوع من العربات على استعمال كيس لجمع الفضلات".

العاملون في المجال السياحي يرون من جانبهم أنه ينبغي تطوير مستوى خدمات الويتور السنغالي.  

ويقول جبريل ندوي، المسؤول عن خزينة ديوان السياحة في دائرة روفيسك، إن اتخاذ تدابير للرفع من جاذبية عربات الخيول ستساهم في دعم السياحة  لأن هذه المنطقة هي الدائرة الوحيدة بداكار  تنتشر فيها وسيلة النقل غير الملوثة هذه.

جمعية حماية الحيوانات في روفيسك، التي يترأسها ندوي، تسعى بدورها إلى حماية نشاط الحنطور وجميع الأنشطة الدائرة في فلكه، من مالكي العربات إلى سائقيها إلى صانعي السروج ( السرج يصمم لكي يجلس عليه الراكب، ورجلاه تكونان على جانب واحد من الخيل). 

وعن ذلك يقول عبد الله مبينغي، نائب رئيس هذه الجمعية للأناضول: "لقد قمنا بتدريب بعض سائقي عربات الخيول على قانون الطرق في البلاد، بدعم من عدة شركاء من بينهم الدرك الوطني (فرقة أمنية)، وجمعية برووك البريطانية المختصة في الخيول.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın