archive, الدول العربية

شادي الغزاوي: تركيا أعادتني للحياة

فقد ساقيه ويده اليسرى، جراء انفجار قذيفة أطلقها الجيش الإسرائيلي باتجاه الحي الذي يقطنه عام 2007 ليلتحق بمشروع "ارادة" الذي تموله تركيا ويعيد له الحياة من جديد

15.02.2013 - محدث : 15.02.2013
شادي الغزاوي: تركيا أعادتني للحياة

ياسر البنا

تصوير-مصطفى حسونة

فيديو-متين كايا

غزة-الأناضول

 رغم يقينه بأن الله تعالى، لن يتخلي عنه بعد المأساة التي غيرت مجرى حياته، لكنه لم يعتقد أن يأتيه الفرج من بلاد الأتراك.

فالشاب الفلسطيني المعاق شادي ضهير، الذي فقد ساقيه ويده اليسرى، جراء انفجار قذيفة أطلقها الجيش الإسرائيلي على منزله عام2007 ، تمكّن منه الإحباط نتيجة الفراغ الكبير الذي أصاب حياته، وعجزه عن العمل، وعدم تمكنه من الإنفاق على زوجته وأطفاله الثلاثة.

"ضهير" كان يعمل في مصنع "حلويات" قبل إصابته، لكنه عجز عن العمل بعدها، وجلس في منزله، إلى أن علم بمشروع "إرادة" الذي تشرف عليه الجامعة الاسلامية بغزة، وتموله تركيا، وبإشراف مباشر من رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان.

وتمكّن الشاب الذي يبلغ الثلاثين من العمر من الالتحاق بالمشروع، والتخصص في تعلم مهنة "الرسم على الزجاج"، والحصول على عائد مادي، أعانه على ظروفه المادية الصعبة.

ويقطن "ضهير" في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، في منزل متواضع، مكون من غرفة واحدة ورواق، مع زوجته وأطفاله الثلاثة أحمد 6 سنوات، وملك 5 سنوات، ومحمد ثلاث سنوات ونصف.

يسترجع شادي في حديثه لمراسل الأناضول ملابسات المأساة التي تعرض لها قائلاً:" في 27-10-2007، كنت أقف أمام منزلي، حينما سقطت قذيفة أطلقها الجيش الإسرائيلي، الذي كان يجتاح الحي لقد دمرت حياتي ، وأخذت معها أطرافي السفلي، ويدي اليسرى عدا إصبع الإبهام".

ولم يستطع الشاب الفلسطيني التأقلم مع وضعه الجديد، الذي يحتم عليه الجلوس في المنزل، مستخدما الكرسي المتحرك، والذي كان يعني له "الموت البطيء".

وجاءه الخلاص من خلال مشروع "إرادة"، حيث أتاح له تعلم مهنة جديدة تناسب وضعه الجديد، وتدر عليه دخلاً.

ومن الأمور المشجعة للشاب شادي، أن "مهنته الجديدة، وهي الرسم على الزجاج، ممتعة، وغير منتشرة في قطاع غزة".

يقول ضهير: " مشروع إرادة، أعادني للحياة، حيث أقضى أكثر من نصف وقتي في العمل، ويتكفل المشروع بنقلي من المنزل وإعادتني إليه عبر حافلاته الخاصة".

ويكمل: "أشعر الآن بقيمة ذاتي وكياني، وأحس أن الدنيا عادت جميلة، بعد أن فقدت الأمل.. لقد أعادت لي تركيا الأمل من جديد، رغم أنني لم أكن أتوقع أن يأتي الفرج من هناك".

ويقر شادي أنه لم يتقن مهنة الرسم على الزجاج بشكل كامل، لكنه أصبح يعشقها، ويعتبرها جزءً من حياته.

ويضيف: "أتقنها بنسبة 80%، وتعني لي الكثير، وأتمنى أن أتطور أكثر وأكثر فيها".

ويختم ضهير حديثه للأناضول قائلا:" أشكر رجب طيب أردوغان الذي وفر لنا هذا المشروع".

 ويعكف برنامج "إرادة" على تدريب المئات من معاقي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على اكتساب حرف جديدة، ثم إلحاقهم بفرص عمل للمساهمة في "دمجهم في المجتمع".

ويقول جمال الخضري، رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في غزة، المشرفة على المشروع القائم على تمويل من الحكومة التركية، لمراسل الأناضول إن فكرته بدأت بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل 3 سنوات، والتي خلّفت المئات من الجرحى والمعاقين.

وشنت إسرائيل عملية عسكرية كبيرة، استمرت لمدة 22 يومًا عُرفت باسم حرب غزة بدأت في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2008 واستمرت حتى 17 يناير/ كانون الثاني 2009، وأسفرت عن مقتل ما يقرب من 1500 فلسطيني وجرح قرابة 5 آلاف آخرين.

وعن الدافع الرئيسي للفكرة قال الخضري: "الكثير من معاقي الحرب أصيبوا بأزمات نفسية، نتيجة عدم قدرتهم على الاندماج في المجتمع.. لذا فكرنا في تدريبهم على تعلم حرف مناسبة، مهنية تطبيقية أو أكاديمية".

وبحسب الخضري فإن المشروع يوفر خدمة توصيل المعاقين من منازلهم لورش التدريب وإعادتهم عبر 5 حافلات، وتزويدهم بحقيبة أدوات كاملة تخص المهنة التي يتدربون عليها، وفتح المشروع الخاص بكل متدرب عقب انتهاء فترة التدريب.

ولفت الخضري إلى أن رئيس الوزراء التركي، وافق على تمويل المشروع بشكل فوري لدى عرضه عليه من قبل وفد الجامعة الإسلامية الذي التقاه قبل نحو عامين.

وأضاف إنه تم بناء مقر دائم للمشروع مكون من 3 طوابق على مساحة 900 متر.

بدوره قال عماد المصري، المدير التنفيذي للمشروع، إنه يهدف لتدريب 400 من معاقي الحرب، عبر برامج أكاديمية ومهنية.

وأوضح أن البرامج الأكاديمية "دبلوم"، هي "إدارة مؤسسات المجتمع المدني - العلوم المالية والمصرفية - الدعم النفسي والإرشاد - صيانة الحاسوب والجوال والأجهزة الذكية - إدارة شبكات الاتصال - تصميم جرافيك إبداعي".

كما يقدم المشروع برامج تدريب مهنية تطبيقية، هي: النجارة، ودهان وتنجيد الأثاث - تلوين الزجاج، وتشكيل السيراميك والفخار - النقش على الخشب (فن الآركت) - وتجليد الكتب.

ومن المقرر أن يتم تخريج الدفعة الأولى من الطلاب في حفل ينظم الأحد القادم 17 فبراير/شباط الجاري، بمشاركة السفير التركي في رام الله شاكر أوزكان تورونلان، وممثل مؤسسة تيكا التركية في فلسطين "مهمت كورشاد".

 

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın