archive, الدول العربية

رياض حجاب.. ابن "دير الزور" مرشح بارز لحكومة الثورة السورية (بروفايل)

كشف محمد عطر، المتحدث الرسمي باسم حجاب، في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب إلقاء بيان انشقاقه، عن الجهد الذي بذل في هذا الصدد، حيث لم يتم تأمين خروج حجاب وحده، بل هناك 10 عائلات 8 منها هم أشقاء رياض حجاب وشقيقتاه وأولادهم.

28.02.2013 - محدث : 28.02.2013
رياض حجاب.. ابن "دير الزور" مرشح بارز لحكومة الثورة السورية (بروفايل)

القاهرة – حازم بدر

"أنا الآن جندي من جنود هذه الثورة المباركة".. كانت الجملة التي نطق بها متحدث باسم رياض حجاب رئيس الوزراء السوري معلنًا انشقاقه عن نظام بشار الأسد في بيان ألقاه يوم 6 أغسطس/آب 2012 على شاشة إحدى الفضائيات الإخبارية.

بتلك الخطوة أصبح حجاب هو أعلى مسؤول ينشق عن نظام بشار الأسد، قبل أن يصبح بعد سبعة أشهر من إعلان انشقاقه، أحد أبرز المرشحين لتولي منصب رئيس أول حكومة سورية مؤقتة تشكلها الثورة السورية.

ترشيح حجاب لهذا المنصب، لم يعلن بشكل رسمي حتى الآن، إلا أن التسريبات التي تنقل ما يدور خلف الغرف المغلقة للمعارضة السورية، وكذلك ما تعلنه بعض قيادات المعارضة صراحة، يؤكد أن حظوظ الرجل في رئاسة الحكومة المؤقتة تبدو قوية، رغم معارضة عدد ليس بالقليل من أعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لهذا الترشيح، بدعوى أنه لم ينضم سريعا للثورة السورية التي بدأت في مارس/آذار 2011.

المؤيدون لترشيح حجاب لديهم ما يردون به على هذا المبرر الذي يسوقه الرافضون له، وهو أن عملية تأمين انشقاق مسؤول كبير بهذا الحجم عن نظام بشار الأسد ليس بالأمر السهل، وربما يحتاج لشهور طويلة.

وكشف محمد عطر، المتحدث الرسمي باسم حجاب، في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب إلقاء بيان انشقاقه، عن الجهد الذي بذل في هذا الصدد، حيث لم يتم تأمين خروج حجاب وحده، بل هناك 10 عائلات 8 منها هم أشقاء رياض حجاب وشقيقتاه وأولادهم، ومنهم من كانوا يشغلون مناصب في الدولة السورية بوزارات النفط والبيئة، كان ينبغي توفير المقر الآمن لهم أيضا.

ورغم أن هؤلاء المؤيدين هم قلة وسط أغلبية رافضة فإن مصدرًا مقربًا من رئاسة الائتلاف قال لمراسل الأناضول، مفضلا عدم ذكر اسمه: "القلة المؤيدة قادرة على تحويل الكفة لصالح حجاب".

قدرة هذه القلة على تحقيق ذلك لا يستند، كما كشف المصدر، إلى فرض رأيها على الأغلبية، لكنه يستند بشكل كبير إلى أسباب تبدو مقنعة تتعلق بمواءمات سياسية تفرض هذا الاختيار، وهي المواءمات التي قد تقنع أكثر المعارضين لحجاب بقبول ترشحه.

واكتفى المصدر بالإشارة لإحدى هذه المواءمات، وهي أن إحدى الدول الخليجية التي أعلنت عن مساعدة مالية كبيرة للمعارضة السورية، أرسلت إشارات غير مباشرة ربطت فيها التقديم الفعلي لهذه المساعدة الكبيرة باختيار حجاب لهذا المنصب.

ولم يتحدث المصدر عن أسباب تمسك تلك الدول الخليجية باختيار حجاب، غير أن القارئ للسيرة الذاتية لحجاب ربما يكتشف العديد من المبررات التي يستند إليها المؤيدون.

وتكشف السيرة الذاتية لحجاب عن أنه شغل منصب أمين فرع حزب البعث (حزب رئيس النظام بشار الأسد) في مدينة دير الزور، شرقي سوريا، بين عامي 2004 و2008، ومن ثم فإن اختياره قد يكون لإرسال رسائل طمأنة للبعثيين المتوجسين خيفة من الثورة، وهو هدف على ما يبدو من البيان الذي أصدره الائتلاف السوري في ختام اجتماعات هيئته العامة بالقاهرة، يدخل في بؤرة اهتماماتهم، حيث ذهب البيان في إحدى مواده الثماني إلى أن مستقبل سوريا وكذلك الحل السياسي للأزمة يعني كل السوريين، بمن فيهم الشرفاء من موظفي الدولة والبعثيين.

ولأن الثورة هي التي صنعت السياسيين والقادة العسكريين، وليس العكس، كما قال الجيش الحر في وثيقة الشروط الثمانية للحوار مع نظام بشار الأسد، التي نشرتها الأناضول في 25 فبراير/ شباط الجاري، فإن الاسم الذي من المفترض أن تعهد إليه مسؤولية أول حكومة للثورة ينبغي قبوله من الثوار.

ويحظى حجاب في هذا الجانب بقبول شعبي معقول، وهو ما يمثل مبررًا وجيهًا لتوليه المسؤولية، كما قال المعارض السياسي حمزة يوسف في تصريحات سابقة لمراسل الأناضول.

ويرجع يوسف ذلك، إلى الطبيعة العشائرية التي ينتمي إليها حجاب، ابن عشائر دير الزور، والذي يرجع أصله إلى "عشيرة السخنة"، وهي من العشائر الكبرى في دير الزور.

وكان محمد عطر، المتحدث الرسمي باسم حجاب، قد أشار في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب إلقائه بيان انشقاقه أن "القبول الشعبي" الذي يحظى به حجاب، هو الذي حدا ببشار الأسد إلى أن يعهد له بمسؤولية رئاسة الوزراء في 6 يونيو/حزيران 2012، وذلك في محاولة منه لامتصاص الغضب الشعبي.

وقال عطر: "اختيار حجاب للمنصب جاء بعد أن أظهر استفتاء نظمته القنوات السورية الرسمية عبر مواقع إلكترونية أنه يتمتع بشعبية كبيرة، وأنه خيّر حينها بين أن يقتل أو أن يقبل بهذا المنصب".

وتابع عطر: "لم يكن أمام حجاب إلا أن يقبل بالمنصب، لكنه أخذ على عاتقه أن يكون هو من يقلب للنظام ظهر المجن وأن يقصم ظهره".

سبب ثالث، قاله لمراسل وكالة الأناضول مصدر مقرب من رئاسة الائتلاف، وهو أن حجاب يحظى بتأييد الكثير من فصائل الجيش الحر.

وكشفت تصريحات عطر، في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه انشقاق حجاب، عن هذا الجانب - أيضا - ، حيث كان انشقاقه بالترتيب مع الجيش الحر، الذي قام بتأمين مكان آمن له.

وتحمل الانطباعات التي سجلها صحفيون اقتربوا من حجاب سواء أثناء عمله مع نظام الأسد، أو بعد انشقاقه عنه، سببا رابعا يجعله الأقرب لهذه المهمة بالغة الحساسية، التي تحتاج لشخص، قليل الكلام كثير الفعل، قاس جدا في مواجهة الفاسدين، وهي الصفات التي يتمتع بها حجاب.

والمفارقة، التي لم تنتبه لها الآلة الإعلامية لبشار الأسد، أن مقالا بأحد المواقع الإلكترونية المحسوبة على النظام لا يزال موجودا حتى الآن، اعترف كاتبه بنفسه بامتلاك حجاب لهذه الصفات.

ويقول الكاتب، في المقال المنشور يوم 10 يونيو/حزيران بعد تولي حجاب لمسؤولية الحكومة، قبل أن ينشق عنها بعد شهرين: "لم يكن تفاؤل الناس باختيار الدكتور رياض حجاب لتشكيل الحكومة آتيا من فراغ أو عن عبث إنما كان نتيجة لما لمسوه في أدائه المتميز لاسيما عندما كان محافظا للقنيطرة واللاذقية ثم وزيرا للزراعة وتشدده في محاربة الفاسدين واستئصال بؤره من جذورها، ناهيك عن الاهتمام بهموم الناس ومعالجة مشاكلهم وجلوسه بينهم فوجدوا فيه مثال الشخص المناسب في المكان المناسب حيث الناس لا تريد من المسؤول سوى أن يعيش همومها ويحقق آمالها".

ويبدو الرجل إلى جانب هذه الصفات، غير طالب للسلطة، وهي صفة مطلوبة في أي مسؤول، كما بدا من حوار أجرته معه إحدى الصحف الأردنية بعد انشقاقه.

فعندما سئل الرجل: هل أنت جاهز لرئاسة حكومة الثورة، كونك أقرب المرشحين، قال " لا أريد منصباً في الثورة، وإنما أريد خدمتها فقط ".

ويبدو أن هذه الصفات لا يعرفها الداخل السوري وحده، ولكن – أيضا – الأطراف الإقليمية المعنية بالشأن السوري، وهو ما حدا بملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين للإعراب عن سعادته باستضافة حجاب على الأراضي الأردنية بعد انشقاقه.

وربما يكون هناك سبب خامسا يبدو " لوجستيا " وهو أن إدارة الحكومة في مرحلة دقيقة وحساسة، كالتي تمر بها الثورة السورية، تحتاج لشخص خبير في إدارة المرافق والخدمات الحكومية، وهو ما يتوفر في شخص حجاب، الذي تدرج في الوظائف الحكومية حتى عين رئيسا للحكومة.

وشغل حجاب، الحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية، منصب محافظ القنيطرة (جنوب غرب سوريا) من عام 2008 حتى فبراير/شباط 2011، وبعده منصب محافظ اللاذقية (شمال غرب سوريا)، واختير في أبريل/نيسان 2011 وزيرا للزراعة في الحكومة التي شكلها عادل سفر، وذلك قبل أن يعين رئيسا للحكومة السورية يوم 6 يونيو/حزيران 2012، ليعلن انشقاقه يوم 6 أغسطس/آب الجاري بعد شهرين من توليه المنصب.

وحجاب من مواليد محافظة دير الزور شرقي سوريا في عام 1966، وتولى رئاسة فرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا بدير الزور بين عامي 1989 و1998، والتحق بحزب البعث وشغل فيه منصب أمين فرع دير الزور بين عامي 2004 و2008، وهو متزوج وله أربعة أولاد، ويكنى بلقب "أبا خالد" نسبة لاسم ابنه الأكبر.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın