جوبا: مقتل زعيم دينكا نقوك "اغتيال سياسي منظم"
في أول رد فعل رسمي علي مقتل كوال دينق مجوك، زعيم قبيلة دينكا نقوك، أمس بمنطقة أبيي المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا، قالت حكومة جنوب السودان إن الحادث قصد منه إرسال رسالة سياسية للقبيلة ولجوبا.

محمد الخاتم
الخرطوم ـ الأناضول
في أول رد فعل رسمي علي مقتل كوال دينق مجوك، زعيم قبيلة دينكا نقوك، أمس بمنطقة أبيي المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا، قالت حكومة جنوب السودان إن الحادث قصد منه إرسال رسالة سياسية للقبيلة ولجوبا قبل الاستفتاء على مصير أبيي المقرر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، فيما اعتبرته الحركة الشعبية الحاكمة في جوبا "اغتيالا سياسيا منظما".
واعتبر دينق ألور كوال وزير شؤون مجلس وزراء حكومة جنوب السودان أن مقتل زعيم نقوك في الاشتباكات بين قبيلتي دينكا نقوك والمسيرية بأبيي أمس "سيقود إلي جملة من التعقيدات المستقبلية بين البلدين كما سيضع عراقيل كبيرة أمام تنفيذ جميع الاتفاقات الموقعة بين السودان وجنوب السودان".
وناشد ألور، في تصريحات صحفية اليوم الأحد، الحكومة السودانية "ضرورة سحب قواتها من منطقة أبيي بصورة فورية".
ويعتبر كوال دينق مجوك من زعماء القبائل الذين لعبوا دورا كبيرا في الدفع بعلاقات التقارب والحوار السلمي بين مجموعته (دينكا نقوك) وقبيلة المسيرية منذ أن تولى زعامة القبيلة في سبعينات القرن الماضي عقب مقتل شقيقه مياكول دينق الذي تولى الزعامة بعد وفاة والدهم الزعيم التاريخي لدينكا نقوك، "دينق مجوك" .
من جهة أخري، أوضح "إدوارد لينو" رئيس اللجنة الإشرافية لأبيي عن جانب جنوب السودان، في تصريحات لمراسل الأناضول أن "مقتل زعيم دينكا نقوك علي أيدي المسيرية وقوات الجيش السوداني سيقود إلى إشعال المنطقة من جديد"، مؤكدا "قدرة مجموعة (دينكا نقوك) علي استرداد أبيي بأي ثمن طالما أصر المؤتمر الوطني الحاكم في السودان على انتهاج سياسة الترهيب والتصفيات الجسدية".
يذكر أن مجموعة عرب المسيرية المؤيدة للخرطوم تتواجد حاليا مع قطعانها داخل عمق دولة جنوب السودان في رحلة الرعي الموسمي الذي تقوم به المجموعة في كل سنة.
من جانبها، حملت الحركة الشعبية الحاكمة في دولة جنوب السودان الخرطوم مسؤولية مقتل زعيم قبيلة دينكا نقوك، وقال سكرتير الحركة الشعبية في أبيي وور مجاك لمراسل الأناضول إن ما حدث "اغتيال سياسي منظم من ميليشيات قبيلة المسيرية المدعومة من الخرطوم" .
وأضاف مجاك الذي كان يتحدث من داخل أبيي عبر الهاتف أن "بعثة حفظ السلام الأممية تتحمل مسؤولية فشلها في حماية موكب كوال دينق مجوك".
ولفت إلى "وصول وفود شعبية ورسمية كبيرة من جوبا إلى أبيي" لتشييع زعيم القبيلة القتيل مساء اليوم .
ووصف الوضع الآن في أبيي بأنه هادئ لكن يشوبه بعض الحذر .
وسيواري جثمان كوال دينق مجوك بأبيي اليوم وسط حضور رسمي كبير يتقدمه نائب وزير الدفاع الجنوبي مجاك اقوت والأمين العام للحركة الشعبية، كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم أوكيج.
وتناصر قبيلة دينكا نقوك جوبا ويتقلد أبناءها مناصب كبيرة في حكومة جنوب السودان بينما تناصر قبيلة المسيرية العربية الخرطوم.
وفي وقت أدانت فيه الأمم المتحدة الواقعة، لم تدلِ الخرطوم بتعليق رسمي على الأحداث التي راح ضحيتها قتيل واثنين جرحى من القوات الأثيوبية التي تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة وثلاثة قتلى من دينكا نقوك، إلى جانب ثلاثة قتلى آخرين من المسيرية مع خمسة جرحى .
وتعود تفاصيل الاشتباكات طبقا لرواية "مصدر مطلع" إلى وصول وفد من أعيان قبيلة دينكا نقوك يرأسه زعيم القبيلة كوال مجوك إلى منطقة "دفرة" التي تقطنها المسيرية وهي على بعد 50 كيلومترا شمال مركز منطقة أبيي برفقة قوة من القوات الأثيوبية الأممية (يونسفا) المكلفة بمهام حفظ السلام في منطقة أبيي مستقلين 11 سيارة؛ وهو ما قابله المسيرية بالاستهجان للاتفاق المسبق بين الطرفين بعدم دخول أي من قياداتهما لأبيي.
وأضاف المصدر أن النقاش تحول إلى تبادل لإطلاق النار بين القبيلتين وأن القوات الأثيوبية التي كانت ترافق وفد دينكا نقوك انحازت للأخيرة.
وأشار إلى وصول 40 مدرعة تابعة للقوات الأثيوبية لفك الحصار الذي يفرضه المسيرية على الوفد .
وأكد المصدر مقتل كوال مجوك زعيم قبيلة دينكا نقوك في الأحداث، حيث قصفت سيارته بسلاح آر بي جي وقتل معه مدير مكتبه وسائقه، موضحا أن الجثامين الثلاث سحبت بعيدا عن منطقة الأحداث.