بـ "البيض الملون" و"المعمول".. مسيحيو ومسلمو لبنان يستعدون لعيد الفصح
أنهت الكثير من الأسر اللبنانية استعداداتها لاستقبال "عيد الفصح" المسيحي صبيحة يوم غد الأحد؛ حيث فرغت من إعداد الكعك، وحلوى الشوكولاتة، التي تعد تقليدًا خاصًا بهذه المناسبة.

بولا أسطيح
بيروت – الأناضول
أنهت الكثير من الأسر اللبنانية استعداداتها لاستقبال "عيد الفصح" المسيحي صبيحة يوم غد الأحد؛ حيث فرغت من إعداد الكعك، وحلوى الشوكولاتة، التي تعد تقليدًا خاصًا بهذه المناسبة.
وخلال الأيام القليلة الماضية وكما جرت العادة سنويًا، اجتمعت كل مجموعة من السيدات - أقارب وجيران - في منزل إحداهن لإعداد "المعمول"، وهو نوع من الكعك محشو بالتمر أو المكسرات، ويعد من الحلوى المميزة لهذا العيد.
وحول طريقة إعداد المعمول، تقول جورجيت نخلة (52 عامًا) التي اجتمعت قبل أيام مع شقيقتها وصديقتها لإعداد المعمول في منزلها في منطقة سن الفيل، شرق بيروت: "نعد عجينة هذا الكعك من الدقيق والسميد والسمن والسكر وماء الورد والمحلب قبل ليلة واحدة من خبزها (طهوها)".
وتضيف لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء وحين نستيقظ صباحًا نبدأ بإعداد أقراص صغيرة من هذا الخليط وبأشكال مختلفة ثم نحشوها إما بالتمر أو الجوز أو الفستق، ثم نضعها في الفرن.
ويشارك سمير نخلة زوجته وشقيقتها في إعداد المعمول كمشرف على الفرن؛ فهو المسؤول عن التأكد من جاهزية (نضج) أقراص المعمول الصغيرة التي تُرش بالسكر الأبيض الناعم فور خروجها من الفرن.
وتسرد فيكتوريا نخلة (75 عامًا) لمراسلة الأناضول كيف تعلمت أصول إعداد المعمول في منزل والديها قبل الزواج، لافتة إلى أنها نقلت خبرتها في صناعة هذا النوع من الحلوى إلى ابنتها.
وتضيف: "نحن لا نتناول هذه الحلويات إلا صبيحة يوم العيد أي يوم الأحد المقبل".
وبعيدًا عن الحلوى، انهمك أطفال عائلة سمعان في منطقة العدلية في العاصمة بيروت اليوم في سلق البيض وتلوينه، مثلهم مثل الكثير من أطفال لبنان.
ولا تقتصر عادة تحضير وأكل البيض على تزيينه إنما يتحول البيض ليصبح جزءًا من الألعاب الشعبية، خاصة لدى الأولاد.
وتُعرف هذه الألعاب باسم "المفاقسة"، حيث يقوم كل ولد باختيار أفضل وأجود أنواع البيض، خاصة الصلب منه، وينطلق بعدها مع كمية من البيض إلى الحارة صباح يوم العيد حيث يتجمع عدد من الأولاد مُحملين بالبيض.
وتتم "المفاقسة" بطريقة ضرب الطرف الضيق من البيضة ويُعرف باسم "الراس"، مع رأس البيضة المنافسة، ثم ضرب الجهة العريضة وتُعرف باسم "العيز" مع الجهة ذاتها لبيضة المنافس، وصاحب البيضة التي لا تنكسر يعتبر فائزًا.
وبخلاف كونه موسمًا للفرحة وتجديد الروابط العائلية، يعد عيد الفصح أيضًا موسمًا لتحقيق أرباح جيدة لأصحاب محلات بيع الحلوى؛ فقبل بدء العيد بعدة أيام تنهمك هذه المحلات بإعداد الشوكولاتة الخاص بالمناسبة والذي يتخذ أشكالاً مختلفة من بينها: البيض والأرانب والبط والدجاج والصيصان.
ولا يقتصر الاحتفال بعيد الفصح على العائلات المسيحية الكاثوليكية والموارنة في لبنان؛ حيث تحتفل به أيضًا الكثير من العائلات المسلمة.
وحول ذلك، تقول "هلا وتار" (60 عامًا) وهي سيدة مسلمة محجبة: "نحن نحتفل بهذا العيد كإخواننا المسيحيين".
وتضيف: "في عيد الفصح، نهدي جيراننا وأصدقاءنا السلال الملونة والمليئة بالشوكولاتة كعربون حب وتقدير.. ويا ليت كل الأيام أيام عيد بحيث يعمّ السلام والمحبة على كل أبناء الوطن".
و"عيد الفصح" هو نفسه عيد القيامة، ويرمز عند المسيحيين إلى عودة المسيح عليه السلام أو قيامته بعد صلبه.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.