المغرب.. معرض صور في الشارع احتفالا بمدينة الرباط
على جنبات شارع "محمد الخامس"، الشارع الرئيسي بمدينة الرباط، صفت لوحات تضم صورا فوتوغرافية لأحياء المدينة، قديمها وحديثها

سارة آيت خرصة
الرباط – الأناضول
على جنبات شارع "محمد الخامس"، الشارع الرئيسي بمدينة الرباط، صفت لوحات تضم صورا فوتوغرافية لأحياء المدينة، قديمها وحديثها، لأبنية تعود لزمن الدولة الموحدية (1121م-1269) التي شيدت أسوار الرباط وأبراجها العتيقة، وصور أخرى تعرض تصاميم بنايات تتطلع سلطات المدينة لإقامتها في القادم من السنين.
وبين ماضي الرباط ومستقبلها انتقل زوار المعرض الذي أقيم تحت عنوان"الرباط قديما٬ الرباط اليوم ٬ الرباط غدا" من صورة إلى صورة، من الأزقة الضيقة داخل سور المدينة القديم إلى الشوارع الفسيحة بعد امتداد العمران، احتفاء بعاصمة بلدهم مدينة من التراث العالمي الإنساني.
فمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اختارت في 29 من يونيو/ حزيران الماضي بالإجماع٬ المواقع التاريخية للمدينة العتيقة في الرباط تراثا عالميا.
معرض الصور الذي أقيم في الفضاء العام هو بداية احتفالات المدينة بدخولها سجل التراث الإنساني، التي ستستمر إلى 17 من الشهر الجاري، حيث سيقام في مختلف المواقع الأثرية بمدينة الرباط معارض فنية و أنشطة ثقافية تعريفية بالمدينة وبعدها التاريخي والعصري في آن معا، تشجيعا للسياحة والاستثمار في مشاريع ثقافية وترفيهية بالمدينة.
" أنا من سكان مدينة الرباط ، ولكنني عبر هذه الصور التي ترصد سمات الأصالة والمعاصرة في المدينة وعمرانها أتعرف من جديد على مدينتي " يقول أيوب (طالب 23 سنة) زائر لمعرض الصور بالشارع الرئيسي بالرباط، فالمارة الذي ما تلبث أن تستوقفهم صور المعالم الأثرية و الأزقة والمساجد وضفاف نهر مدينتهم أبي رقراق، يستفيض بعضهم في تحديد مكان الصورة، أو التعليق على بعدها الجمالي، فيما يقدم آخرون شروحا للصغار عن معنى أن تصير المدينة التي هي عاصمة المملكة تراثا عالميا.
المعرض الذي انطلق أول أمس سيستمر في عرض صوره إلى نهاية السنة الجارية، ليصبح فرصة للسكان المدينة وزوارها للتجوال عبر ذاكرتها التاريخية والتعرف على أبرز معالمها.
"عرض الصور في الشارع فكرة جيدة لتقريب المدينة في مفهومها الحضاري والثقافي من ساكنيها وزوارها، المدينة باعتبارها معتركا للحياة ولحظات التاريخية توثق لها الصورة" تقول سميرة (34 سنة) وهي تتطلع لصور المعرض لمراسل وكالة الأناضول للأنباء ، وقد رصت بشكل يوحي للناظر أنه يجول في ذاكرة الرباط ، ووضعت في شكل متاهات توقظ في مخيال المشاهد سؤال الحديث والقديم في مدينته، وهو ما يعكس البعد الذي عبره توجت الرباط كتراث إنساني ، كــ"عاصمة عصرية ومدينة تاريخية ..تراث مشترك".
فبعد أن شيد الرباط المرابطون (1056م-1147م) رباطا للمجاهدين على شكل ثغرا ساحليا يضم حصونا مشرفة على البحر بهدف الدفاع عن شواطئ المغرب من الهجمات الخارجية، حولها الموحدون (1121م-1269) إلى قصبة تحيط بها أسوار في القرن الثاني عشر ميلادي ، كانوا يهدفون إلى جعلها عاصمة لملكم عوضا عن مدينة مراكش، فأقام فيها الأمير الموحدي يعقوب المنصور دارا للخلافة وبنى مسجد الشهير "مسجد حسان" وحصنها بأسوار.
وشهدت الرباط هجرات المورسكيين القادمين من الأندلس منذ بداية القرن الثالث عشر ميلادي، ليطبعوا المعمار والفنون بالمدينة بطابع خاص ما يزال حاضرا بقوة في عادات وتقاليد وبنيان المدينة إلى اليوم، كما تعد الرباط شاهدا تاريخيا على التحولات السياسية والاحتماعية التي عرفها المغرب منذ زمن الحماية الفرنسية في بداية القرن العشرين إلى بناء الدولة المغربية المستقلة بعد الاستقلال(1956م)، مرورا بمختلف اللحظات التاريخية التي شهدها المغرب المعاصر.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.