archive, الدول العربية

"الكشري".. طبق لا يفرِّق بين المصريين (فيديو - صور)

في الميادين الشهيرة ووسط أرقى الأحياء وفي الشوارع الجانبية والحارات لا تخلو منطقة في مصر من محل أو مطعم خاص يقدم طبق "الكشري"، الوجبة الشعبية الأكثر انتشارًا.

13.05.2013 - محدث : 13.05.2013
"الكشري".. طبق لا يفرِّق بين المصريين (فيديو - صور)

هاجر الدسوقي

القاهرة - الأناضول

في الميادين الشهيرة ووسط أرقى الأحياء وفي الشوارع الجانبية والحارات لا تخلو منطقة في مصر من محل أو مطعم خاص يقدم طبق "الكشري"، الوجبة الشعبية الأكثر انتشارًا في مصر والتي تتحدى الغلاء ويقبل عليها الأغنياء والفقراء.

خلطة من البقوليات تشمل الحمص والعدس على أرز ومعكرونة تضاف إليها شرائح البصل المقلي وصوص الطماطم تقدم جميعها في طبق واحد لكنها في الوقت نفسه تمثل وجبة غنية بكافة العناصر الغذائية من نشويات وبروتينات نباتية ومعادن وفيتامينات، يضاف إلى قيمتها الغذائية أنها تشعر من يأكلها بالشبع لساعات طويلة.

وباستثناء شهر رمضان، لا تتوقف مطاعم الكشري عن العمل المتواصل طوال العام لتقدم طبقها الشهير لكافة طبقات وفئات المجتمع بين عمال وموظفين وأسر كاملة وحتى الصغار لا يفوتهم نصيبهم فتراهم يقبلون وهم عائدون من يومهم الدراسي على محلات الكشري.

حتى المطاعم الفخمة التي تصنف بأنها "خمسة نجوم" دخلت منذ فترة "ميدان الكشري" لتنافس الباعة الجائلين له على العربات على قارعة الطرقات وفي الميادين، ويبقى اختلاف بينهما في الأسعار بين الطبق بـ7 جنيهات (دولار)، وبين آخر بـ3 جنيهات (أقل من نصف دولار)، اختلاف في الكمية وليس تمييزاً في شيء.

"غزو" الكشري امتد لدول أوروبا مؤخرا حيث أفردت الأسبوع الماضي صحيفة "غارديان" البريطانية تقريرا عن الاقبال الكبير على محل يملكه احد المصريون لبيع "الكشري" في قلب عاصمة الضباب لدرجة أن الشارع الذي يوجد به المحل أصبح يعرف باسم "شارع الكشري".

عرف المصريون الكشري خلال اندلاع الحرب العالمية الأولى 1914، عندما جاء الهنود مع القوات البريطانية إلى مصر، وقدم الهنود الأرز والعدس معاً باسم "الكيتشاري" وعندما جاء الإيطاليون إلى مصر، أضافوا إليه المعكرونة، غير أن المصريين كانت لهم لمستهم الخاصة بإضافة البصل المقلي وصوص الثوم والشطة والخل والحمص.

والكشري ليس مقتصراً على وجبه الغذاء فحسب، لكنه يعتبر وجبة لجميع الأوقات، فهناك من يفضله على الإفطار، مثلما كان يفعل الهنود الذين قال عنهم الرحالة العربي ابن بطوطة في كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" إنهم "يطبخون العدس مع الأرز ويأكلونه بالسمن ويسمونه كشري وعليه يفطرون في كل يوم".

الحاج حسن يوسف، الشهير ب"أبو طارق"، صاحب أحد أشهر مطاعم الكشري بوسط القاهرة، قال لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء إن "الكشري أكلة شعبية يحبها جميع المصريين لما لها من طعم متميز، فضلاً عن أن سعرها رخيص، وأيضاً سريعة، فما أن يطلب الزبون طبق كشري يحصل عليه فورًا".

أبو طارق أضاف أن "أسعار الكشري لم تزد عن العام الماضي، لكن هناك تغييرًا في الكميات، حيث أصبحت الكمية المقدمة للزبون قليلة وبنفس السعر" مشيراً "لكن هذا لا يمنع المصريين من أكل الكشري في أي وقت، فهم يعرفون أنه وجبة متكاملة.. المصريون يفطرون ويتغدون كشري لأنهم يحبون طعمه".

وحتى في المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية يكون الكشري حاضرًا فخلال ثورة 25 يناير/ كانون ثان 2011 كان الكشري الوجبة الرئيسية والأساسية للمتظاهرين الذين ظلوا في الشوارع قرابة 18 يومًا، وبقي الكشري حاضرًا مع المظاهرات التي أعقبت تولي الرئيس محمد مرسي الحكم في يونيو/ حزيران الماضي سواء كانت تلك التي ينظمها مؤيدوه من الإسلاميين أو قوى المعارضة.

ويقول باعة الكشري الجائلون على العربات بميدان التحرير وسط القاهرة لمراسلة الأناضول إنهم لم يغادرو الميدان منذ يناير/ كانون ثان عام 2011 ويقدمون أطباقهم كل يوم تقريباً للمتظاهرين والمعتصمين من كل التوجهات السياسية بلا تفرقة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın