العصار.. "مهندس" العلاقات بين "العسكري" والقوى السياسية المصرية
خبير قال للأناضول إن تعيين اللواء العصار مساعدًا لوزير الدفاع اختيار موفق من قبل الرئيس المصري

هاجر الدسوقي
القاهرة - الأناضول
لعب دور الوسيط بين القوى السياسية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال المرحلة الانتقالية التي أدارها الأخير بعد نجاح ثورة يناير/ كانون ثان 2011 وحتى تولي الرئيس المصري محمد مرسي قيادة البلاد في يونيو/ حزيران الماضي، كما ظهر في بعض الأحيان بصفة المفسر أو المصحح لبعض تصريحات قيادات المجلس، والتي كانت تُغضب القوى والائتلافات الثورية.
إنه اللواء محمد العصار، 71عامًا، وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذي عينه مرسي أمس الأحد مساعدًا لوزير الدفاع المصري الجديد الفريق أول عبد الفتاح السيسي.
ورغم أن "الأعلى للقوات المسلحة" لم يمنح العصار صفة المتحدث الإعلامي أو المنسق العام، إلا أن المتابع له خلال المرحلة الانتقالية يجده تارة يقوم بدور المنسق لاجتماع القوى السياسية مع رئيس أركان القوات المسلحة السابق الفريق سامي عنان، للاتفاق على المدة التي تحتاجها الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور المصري حتى تنتهي من عملها، وتارة أخرى يقوم بدور المعلن عن جميع القرارات التي أصدرها المجلس والمتعلقة بعملية الانتقال السلمي للسلطة مثل فتح باب الترشح للانتخابات التشريعية والرئاسية.
العصار لعب أيضًا دور المفسر لبعض تصريحات قيادات المجلس العسكري والتي كان من شأنها إشعال غضب القوى الثورية، فعندما ألمح رئيس المجلس المشير حسين طنطاوي في أحد خطاباته في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 إلى إمكانية إجراء استفتاء شعبي على بقاء المجلس العسكري، وهو ما أغضب الكثير من السياسيين والثوريين، والذين اعتبروا ذلك إشارة للبقاء في السلطة وعدم تسليمها لحكومة مدنية، رد العصار بأن القوات المسلحة لم تفعل ذلك لتبقى في السلطة وإنما "حتى لا يشكك أحد في نواياها"، موضحًا أنه في حالة حدوث ذلك الاستفتاء فإنه سيعتبر تخلياً عن الأمانة.
ونظرًا لإجادته في عملية امتصاص غضب القوى الشعبية والثورية من المجلس العسكري لم يكن غريبًا على العصار أن يعلن في أحد حواراته مع التلفزيون المصري الرسمي في فبراير/ تشرين الثاني من العام الماضي أيضًا أنه يؤيد مطالب أصحاب الاحتجاجات الفئوية مطالباً إياهم بالانتظار، قائلاً: "المطالب كثيرة جداً والحالة الاقتصادية سيئة"، وهي التصريحات التي كانت من الأسباب الرئيسية في تمتع العصار بقبول كبير لدى العديد من القوى السياسية والثورية والشعبية المصرية.
تمتع العصار بنوع من المرونة والقبول لدى الأطراف المختلفة في مصر جعله قبلة العديد من مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية حيث تنوعت تصريحاته ولقاءاته في تلك الوسائل، وهو الأمر الذي لم يكن صعبًا عليه نظرًا لكونه في الأساس مسئول ملف العلاقات الخارجية في المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وفي تصريحات خاصة لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء وصف الخبير الإستراتيجي، صفوت الزيات، تعيين العصار مساعدًا لوزير الدفاع بـ"الاختيار الموفق للرئيس المصري، حيث ضمن بالاحتفاظ باللواء العصار ملف العلاقات الخارجية، لما لديه من علاقات كبيرة مع وزارة الدفاع الأمريكية ورؤية في العلاقات العسكرية الأمريكية المصرية".
وأشار إلى أن أداء العصار طوال الفترة الماضية كان متوازنًا ومعتدلاً، وظهر ذلك جلياً في محاولاته التوفيق بين الحراك القديم داخل المجلس العسكري وبين القوى السياسية المختلفة بما فيها جماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف أن "اختيار العصار، كغيره من تشكيل القوات المسلحة مؤقتًا، حيث ستتم إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية خلال الشهور القادمة، وأن مهمة كل من وزير الدفاع الجديد أو اللواء العصار أو اللواء صدقي صبحي رئيس الأركان ستكون تسيير مرحلة انتقالية لمزيد من العلاقات المدنية العسكرية في الدولة المصرية الجديدة، انتظارًا لجيل جديد من العسكريين، يتعاون مع أول رئيس مدني لجمهورية مصر العربية".
وشغل العصار منصب رئيس هيئة تسليح القوات المسلحة لمدة 7 سنوات وحتى عام 2011 أعقبها مباشرة وفي العام نفسه توليه منصب مساعد وزير الدفاع للتسليح.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.