"السنطور" و"العود" في مباراة موسيقية بين مصر وتركيا ( فيديو)
تبدأ المباراة، التي يمكن لأي من زوار معهد الموسيقى العربية في القاهرة متابعتها، بإطلاق صافرة عندما يضغط الزائر على زر داخل غرفة مجموعة العود بالمتحف، ليمكنه بعدها سماع عزف كل آلة من الآلات بدءًا من العود وانتهاءً بالسنطور.

حازم بدر
القاهرة– الأناضول
في واحد من أزحم شوارع وسط القاهرة وهو شارع رمسيس، يقع مبنى معهد الموسيقى العربية، الذي يحوي بداخله متحفًا متخصصًا في الآلات الموسيقية التاريخية.
الكثيرون بمصر لا يعرفون أن هناك متحفًا متخصصًا بهذا الشكل يحتاج رسم دخوله إلى جنيهين فقط (أقل من نصف دولار)، وربما لهذا السبب لم يشهدوا المباراة الموسيقية التي دارت بين "السنطور التركي" و"العود المصري".
وتبدأ المباراة، التي يمكن لأي من زوار المتحف متابعتها، إطلاق صافرة بدايتها عندما يضغط الزائر على زر داخل غرفة مجموعة العود بالمتحف، ليمكنه بعدها سماع عزف كل آلة من الآلات بدءًا من العود المصري وانتهاءً بالسنطور التركي.
والسنطور واحدة من الآلات الموسيقية التركية التقليدية، وهي عبارة عن صندوق من خشب الجوز وأوتاره معدنية تشد ثنائية أو ثلاثية، ويتراوح عددها بين 27 و100 وتر، وهي قريبة من آلة "القانون"، وانتقلت هذه الآلة من الممالك القديمة في الشرق إلى اليونان، ومنها إلى أوروبا في العصور الوسطى عن طريق تركيا وبلاد البلقان، وتعتبر هذه الآلة هي الحلقات الأولى لتطوير البيانو.
وتستحوذ آلة "السنطور" على العين داخل الغرفة، ربما لضخامتها، وإلى جانبها آلات "القانون"، و"عود وجه القمر"، و"الطنبورة" وجميعها من تركيا، وهو ما يجعلها تحتفظ بنصيب الأسد داخل غرفة آلات مجموعة العود.
وإلى جانب هذه الغرفة، فإن الموسيقى التركية ممثلة في الغرفة الثانية بالمتحف وهي غرفة "الآلات القوسية" مثل آلة "الربابة" التركية والتي تختلف عن مثيلتها الموجودة في الدول العربية ومن بينها مصر بشكل مميز جعل الموسيقيون يسمونها بـ "الربابة الأرنبة"، كما أنها ممثلة في بيانو ألماني تم تطويره في تركيا عام 1923 حتى يكون قادرًا على عزف الألحان الشرقية.
ومثلها مثل "السنطور التركي" تدخل الربابة والبيانو المطور بتركيا في مباراة موسيقية مع آلات الناي والمزمار وآلة الكنج الصينية، وذلك بمجرد الضغط على زر داخل الغرفة.
وفي الغرفة الثالثة بالمتحف، وهي الآلات الإيقاعية، تحتفظ دول أخرى غير تركيا بالتمثيل الأكبر لآلاتها الموسيقية، والتي تخوض هي الأخرى منافسة مع كل زائر، ومنها آلة " الكسيليفون" الهندي، و"الهارب"، و"الماندولين"، و"الفلوت" الألماني، و"الترومبا"، "السكسفون"، و"الأكورديون"، و"الكورنو"، وآلة القرب.
ورغم أن التجول في هذه الغرف في حد ذاته دون الاستماع للآلات الموسيقية يمثل في حد ذاته متعة، إلا أن عدم الإقبال على المتحف يرجعه عمرو ثابت المشرف بالمتحف إلى أسباب اقتصادية وفنية.
وقال ثابت لمراسل وكالة الأناضول: "مع ضغط الحياة وحاجة المواطنين للعمل في وظيفتين، لم يعد لدى المواطن الفرصة للاستمتاع بمثل هذه المتاحف المتخصصة".
أما عن السبب الفني فهو يعود إلى ما سماه ثابت بـ "سيطرة ألوان أخرى من الموسيقى والغناء الحديث" على الأذواق.
ويصمت ثابت قليلا قبل أن يضيف: "كان إنشاء المتحف في عام 1923 مبعثه الخوف على الموسيقى الأصيلة في ذلك العهد أيضا، ولكن يبدو أن هذه المخاوف بدأت تتحقق رغم وجود كيان مثل هذا".