البيت الثلجي.. من القطبين إلى جبل لبنان

بولا أسطيح

تصوير وفيديو: راتب الصفدي

بيروت- الأناضول

12 ساعة من العمل المتواصل، قضاها أكثر من 16 شابًا في منطقة عيون السيمان في جبل لبنان سعيًا لبناء بيتين من الثلج في وسط الجبال البيضاء في تحد لأنفسهم يبتعدون به عن ضغوط الحياة اليومية ومشاكلها.

الشباب القادمون من مدينة صيدا بالجنوب اللبناني ساروا مسافات طويلة بعيدًا عن الطريق العام للمنطقة محملين بعدة العمل وبعض الأطعمة، وعند العاشرة صباحًا وصلوا للموقع الذي ارتأوه مناسبًا لمغامرتهم الثلجية، ليبدؤوا عملهم بكل جدية في درجات حرارة وصلت إلى درجتين تحت الصفر.

وقال حازم أبو زينب، أحد الشبان الـ16 لمراسلة وكالة "الأناضول" التي رافقتهم برحلتهم: "استلزم العمل بالبيتين حوالي 6 ساعات من دون توقف، حتى أننا لم نتناول أي طعام بل مجرد وجبات سريعة ونحن نعمل باعتبار، أنّه لو لم ننجح بتنفيذ المهمة قبل ساعات الليل لكنّا اضطررنا للمكوث في درجات حرارة متدنية جدًا قد تؤدي لمقتلنا".

ويرتكز بناء بيت الثلج المعروف بـ"igloo" الذي تشتهر به مناطق القطبين الشمالي والجنوبي حيث الثلوج طوال أيام السنة ويشبه نصف كرة كبيرة من الثلج، على قوالب جاهزة من البلاستيك يوضع الثلج بداخلها ويترك دقائق معدودة ليستخرج منها بعد ذلك على شكل مكعب من الثلج يعمل الشبان على نحته بالمنشار بطريقة هندسية محددة ليجاور مكعبات أخرى منحوتة يؤدي تكاتفها لصناعة بيت الثلج ويحول دون سقوطه.

وأوضح أبو زينب، أن البيتين تم بناؤهما على مساحة ثلاثة أمتار مربعة، لافتًا إلى أن نجاح المهمة يرتكز على تماسك المكعبات لنصل في النهاية الى القبة.

وأمضت المجموعة الشبابية ليلتها في بيتي الثلج، حيث انقسم أفرادها إلى 8 في كل بيت، وأغلقوا مدخل المنزلين بأمتعتهم ليحجبوا عنهم تيارات الريح الباردة ودرجات الحرارة المتدنية أكثر خلال الليل والتي وصلت في تلك الليلة لما دون الـ11 درجة تحت الصفر.

أما الاستيقاظ في بيت الثلج فمتعة من نوع آخر، كما يقول الشباب، حيث تخترق أشعة الشمس مكعبات الثلج المتكاتفة وتمر عبرها إلى أعينهم الناعسة لتعلن حلول يوم جديد، ونجاح مغامرتهم المبهجة.