أصغر مدرب للساز التركي بمصر.. 17 عامًا (فيديو)
عبد الله أبو ذكري عشق الآلة التركية منذ 5 سنوات، والموسيقي العراقي نصير شمة يتوقع أن يؤلف عبد الله وأخوه محمد عازف العود ثنائيًا موسيقيًا يصل العود العربي بالساز التركي

حازم بدر
القاهرة – الأناضول
قبل خمس سنوات، ذهب عبد الله أبو ذكري "17 عامًا" مع شقيقه الأكبر محمد إلى "بيت العود العربي" بمنطقة الدراسة بالقاهرة، حيث كان شقيقه يحصل على دورات متخصصة في آلة العود.. لم يكن عبد الله وقتها ينوي تعلم الموسيقى، لكنه وقع في غرام آلة "الساز التركي" التي شاهدها مع الموسيقي السوري فرحان جواد العلي.
العلي كان في زيارة لبيت العود لتوقيع عقد تدريس هذه الآلة للدارسين المصريين والأجانب، وما أن شاهده عبد الله يعزف عليها، حتى اتخذ قرار تعلمها، ليقوم بعد خمس سنوات بالمهمة التي كان يقوم بها أستاذه السوري، وهي تدريس هذه الآلة للدارسين، ويصبح أصغر مدرب لها في مصر.
عبد الله يتذكر كيف وقع في غرام "الساز"، وقال لمراسل الأناضول "أكثر ما لفت انتباهي لها هو شكلها المختلف، الذي يعطي عازفها شكلاً مميزًا وملفتًا للانتباه".
وتمتاز هذه الآلة برقبتها الطويلة، التي تجعل العازف يستطيع أن يتنقل بيده على الوتر الواحد، وهو ما يعطي صوتها ميزة لا تتوفر للعود، كما أن صوتها أقوى، وهي خاصية تجعلها مطلوبة في كثير من الألحان، بحسب أبو ذكري.
ويطمح المدرب الصغير في تحقيق الانتشار لهذه الآلة، مضيفًا: "رغم أنها أصبحت حاضرة بقوة في كثير من الألحان، إلا أنه يتم الاستعانة بموسيقيين من الخارج لعزفها، حيث لا يوجد متخصصون بها في الفرق الموسيقية بمصر".
ولا يشعر أبو ذكري بالندم لاختياره آلة غير منتشرة بالفرق الموسيقية العربية، قائلاً بلهجة يملؤها الثقة "القصة بالنسبة لي ليست وظيفة.. بل هي هواية وحب لهذه الآلة".
ويحتاج التدريب على هذه الآلة إلى صبر ووقت طويل لإتقانها، وهو ما يجعل كثيرًا من الدارسين لا يواصلون تعلمها، ويقول "لم يواصل التعلم من المجموعة الأولى التي تدربت على يد فرحان جواد العلي سوى أنا وزميلي محمد يحيى".
وعن الآلة التي يحملها ومن أين اشتراها، يجيب أبو ذكري "الآلة كان بيت العود يوفرها من تركيا، ومن منطقة سورية على الحدود معها، ولكن الآن بسبب ظروف سوريا تعد تركيا هي المكان الوحيد لشرائها".
وتنتشر هذه الآلة في تركيا بشكل كبير، حيث تعد من الآلات الرئيسية في الموسيقى الشعبية، ويقول الموسيقي العراقي نصير شمة المسئول عن بيت العود العربي التابع لوزارة الثقافة المصرية "انتشرت هذه الآلة في الحضارات القديمة الآشورية والفرعونية، ولكن الأتراك أضافوا لها وحافظوا عليها وأصبحت تدرس هناك".
ويخطط شمة لمزيد من الانتشار لهذه الآلة بالمنطقة العربية من خلال التعاون مع المركز الثقافي التركي، مضيفاً "قريبًا قد نستضيف موسيقيين أتراكًا لنقل خبراتهم لبيت العود العربي".
ويقول الموسيقي العراقي عن أصغر مدرب للساز "أتوقع له مستقبلاً باهرًا على هذه الآلة، فهو رغم صغر سنه، يعزف عليها ويدرب الآخرين بشكل ممتاز" .
ويطمح شمة أن يشكل أبو ذكري وشقيقه الأكبر محمد المتخصص في العود ثنائيًا موسيقيًا يجعل هناك تواصلاً بين العود العربي والساز التركي.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.