"أصداء البراءة".. فيلم يوثق صرخة فنان أمريكي ضد مجازر إسرائيل بغزة (تقرير)
- الفيلم أنتجته "تي آر تي" التركية ويعرض رحلة بيهن سماره في ابتكار عمل فني بصري يخلّد ذكرى آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل بغزة
Istanbul
إسطنبول/ أسيا ستيناي قره غول/ الأناضول
- الفيلم أنتجته "تي آر تي" التركية ويعرض رحلة بيهن سماره في ابتكار عمل فني بصري يخلّد ذكرى آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل بغزة** المخرج أنصار ألتاي:
- الفيلم يتتبع قصة رجل لا يحتاج المال، ويعيش في دولة غنية، لكنه قرر رغم وضعه الصحي أن يتحرك من أجل أطفال غزة
- كمقاومٍ بطريقته، أراد أن يفعل أفضل ما يستطيع، ابتكر مقياسًا بصريًا يُظهر للعالم حجم الألم، ويجبر الناس على رؤية الحقيقة التي يجري تجاهلها
**الفنان بيهن سماره:
- كنا نتساءل كيف يمكن للعالم أن يستوعب حجم الألم؟ احتجت إلى وسيلة بصرية تجعل الناس قادرين على تخيّل ما يجري، لا مجرد سماعه
- قررت حفر ثقب في الأرض في منطقة "بومباي بيتش" بولاية كاليفورنيا لكل طفل فلسطيني مفقود
- العمل في جوهره مجرد ثقوب في صحراء واسعة، لكن طريقة تصوير فريق تي آر تي جعلت منه تجربة مؤثرة
قدمت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي) فيلمها الوثائقي الجديد "أصداء البراءة" الذي يسرد تكريس الفنان الأمريكي بيهن سماره جهده لابتكار عمل فني بصري يخلّد ذكرى آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل بقطاع غزة، ويجسّد حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع.
الفيلم الذي أخرجه أنصار ألتاي، جرى عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات الدورة الـ16 لجوائز "تي آر تي" الدولية للأفلام الوثائقية بين 6 و9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025.
وخلال حرب الإبادة التي بدأت في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واستمرت لعامين، قتلت إسرائيل أكثر من 70 ألف وأصابت نحو 171 ألف جريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
** التوثيق الأفضل
وقال المخرج ألتاي للأناضول إن الفيلم يتتبع قصة رجل "لا يحتاج المال، ويعيش في دولة غنية، لكنه قرر رغم وضعه الصحي أن يتحرك من أجل أطفال غزة".
وأضاف: "كمقاومٍ بطريقته، أراد أن يفعل أفضل ما يستطيع. ابتكر مقياسًا بصريًا يُظهر للعالم حجم الألم، ويجبر الناس على رؤية الحقيقة التي يجري تجاهلها".
وأشار إلى أن رؤية الفنان وما تحمله من جرأة وصدق كانت دافعًا قويًا لفريق العمل لتوثيق التجربة، مؤكدًا أن التصوير والتوثيق مسؤولية إنسانية في مواجهة المجازر.
** من غزة لكاليفورنيا
وأوضح ألتاي أن سماره لم يكن ناشطًا سياسيًا، بل فنانًا تحركه الإنسانية، مضيفًا: "صرخات الأطفال كانت قوية لدرجة أنها أيقظته في صحراء كاليفورنيا ومهما حاول العالم تجاهل الحقيقة، فإن أصداء تلك الأصوات لا يمكن إسكاتها".
ولفت إلى أن إسرائيل "قتلت أكثر من 19 ألف طفل"، مؤكدًا ضرورة توثيق هذه الحقائق قبل محاولات تغيير الرواية عبر الإعلام والسينما.
وأضاف أن السينما الوثائقية في تركيا تتقدم بثبات محليًا ودوليًا، معتبرًا إياها أصدق أشكال السينما وأكثرها قدرة على إيصال الحقيقة.
** أثر ملموس
الفنان بيهن سماره قال للأناضول إن معاناة أطفال غزة، خصوصًا من قُتلوا أو شُرّدوا، شكّلت مصدر الإلهام الأساسي لعمله.
وأضاف: "كنا نتساءل كيف يمكن للعالم أن يستوعب حجم الألم؟ احتجت إلى وسيلة بصرية تجعل الناس قادرين على تخيّل ما يجري، لا مجرد سماعه".
وأشار إلى أنه قرر حفر ثقب في الأرض في منطقة "بومباي بيتش" بولاية كاليفورنيا لكل طفل فلسطيني مفقود، معتبرًا أن هذا الأسلوب "بسيط، لكنه يمنح المأساة بعدًا آخر".
وأوضح أن التجربة كانت مجردة وعاطفية في الوقت نفسه، ومنحته مساحة للتعبير عن مشاعر لا يمكن قولها بالكلمات.
** مشاركة الألم
وذكر سماره أنه أمضى أكثر من عام يتابع أخبار غزة والمجازر الإسرائيلية المرتكبة بحق الفلسطينيين، قائلًا: "كنت أستيقظ كل صباح لأبحث أولًا عن أخبار غزة. كان ذلك يجتاحني بمشاعر لا حصر لها. شعرت أنني أعيش داخل عالم آخر".
وأشار إلى أن عمله الفني لم يكن فعلًا احتجاجيًا فقط، بل حاجة شخصية للبحث عن معنى.
وأعرب عن امتنانه لفريق الفيلم قائلًا: العمل في جوهره مجرد ثقوب في صحراء واسعة، لكن طريقة تصوير فريق تي آر تي جعلت منه تجربة مؤثرة. أمضوا شهرًا كاملًا في الصحراء، وهذا جهد يستحق التقدير.
ولفت سماره إلى أن الفيلم يمثل "ذروة المشروع"، لكنه أعرب في الوقت نفسه عن أمله في أن يكون "خطوة أولى نحو أعمال جديدة تعزز الوعي بما يجري في غزة".
وختم بالقول: "قد لا يتغير كل شيء، لكنني مؤمن بأن العمل سيسهم في خلق وعي ودعم جهود توثيق المجزرة الإسرائيلية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
