الدول العربية, التقارير, فيروس كورونا

كورونا تسرق فرحة عيد الميلاد بالأردن (تقرير)

- أدى تفشي فيروس كورونا في الأردن، إلى غياب مظاهر الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح هذا العام - مسيحيو الأردن يحتفلون مع أبناء ديانتهم في مختلف أنحاء العالم بعيد الميلاد، وسط فرحة غير مكتملة

21.12.2020 - محدث : 21.12.2020
كورونا تسرق فرحة عيد الميلاد بالأردن (تقرير)

Jordan

إربد (الأردن)/ليث الجنيدي/ الأناضول

- أدى تفشي فيروس كورونا في الأردن، إلى غياب مظاهر الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح هذا العام
- مسيحيو الأردن يحتفلون مع أبناء ديانتهم في مختلف أنحاء العالم بعيد الميلاد، وسط فرحة غير مكتملة
- التحضيرات والطقوس الاحتفالية تجري بشكل محدود، امتثالا لأوامر وقرارات كنسية وحكومية، ضمن تدابير الوقاية من كورونا
- ليلة عيد الميلاد متاح فيها التوجه إلى الكنائس بينما يوم العيد هناك حظر شامل، وصلاة القداس ستقام السبت الموالي

لم يترك فيروس كورونا منحى من مناحي الحياة إلا وترك فيه أثرا واضحا، يعكس خطورة الوباء، ويفرض على الناس واقعا جديدا، وهو ما يتجلى في غياب مظاهر الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح.

مسيحيو الأردن يحتفلون مع أبناء ديانتهم في مختلف أنحاء العالم بعيد الميلاد، وسط فرحة غير مكتملة، وتحضيرات وطقوس محدودة، امتثالا لأوامر وقرارات كنسية وحكومية، ضمن تدابير وقائية.

مراسل الأناضول، أجرى جولة ميدانية في مدينة الحصن بمحافظة إربد، باعتبارها أكثر الأماكن تواجدا للمسيحيين شمال البلاد، واطلع على واقع التحضيرات للعيد، وتابع بدء أداء الصلوات في الكنائس، بأعداد محدودة، تماشيا مع القرارات المتعلقة بهذا الشأن.

ولم يمنع تفشي كورونا من تحضير شجرة عيد الميلاد في المنازل وإعداد الحلوى، إلا أن ذلك اقتصر على أفراد الأسرة الواحدة، دون مشاركة خارجية كما جرت العادة.

الأب رامز دعيبس، خوري طائفة اللاتين في كنسية "الحصن"، قال للأناضول: "بدأنا بأداء الصلوات الاستعدادية التي تسبق عيد الميلاد، وهي تسع أيام ونسميها التساعية".

وأضاف: "هذه السنة هي استثنائية بسبب الوباء الذي يضرب العالم، والأردن جزء لا يتجزأ من الكرة الأرضية، وقد اقتصرنا هذا العام على القداديس الأساسية في عيد الميلاد، واستبعدنا الكثير من الاحتفالات، كالبازارات وإضاءة الشجرة، وغيرها من الأمور الأخرى".

وأفاد بأن الاقتصار في القداديس "هو من ضمن الإرشادات والتوجيهات التي تأتينا، حفاظا على صحة الناس (..) الصحة من الأولويات الروحية التي لا بد من الحفاظ عليها".

وأوضح أن "كنيسة اللاتين هي جزء لا يتجزأ من مجلس رؤساء الكنائس، وبإرشاداتها طلبت بأن نحافظ على الحد الأدنى من الصلوات".

وأردف: "العيد ليس الشجرة والزينة، وإنما يبقى جوهر العيد هو الاحتفال الباطني واحتفال القلب".

** لا زيارات وطقوس أقل في العيد

الأستاذ بجامعة العلوم والتكنولوجيا (حكومية)، وائل أبو الشعر، قال للأناضول، إن "العيد هذا العام يختلف بسبب كورونا، حيث اختلف بنواحي كثيرة".

وأردف: "فمن ناحية دينية يقل عدد المشاركين في الصلوات بشكل كبير، والمشاركات تتم بحذر".

واستطرد: "من ناحية الأمور الاجتماعية، فقد تعودنا على تبادل الزيارات ونتجمع بعد قداس يوم العيد، فهذا العيد ليس هناك قداس، ولن يكون هناك تجمعات".

ولفت إلى أن "الطقوس التقليدية من تحضير حلويات وأكل العيد تتم بمستوى محدود جدا، لأنه ليس من المتوقع أن يكون هناك أعداد كبيرة من الزيارات".

وأردف قائلا: "عملية التحضير لهذا العام تتبعها أمور صحية كثيرة، حيث اقتصرت على موجودات البيت وليس من الأسواق".

** الحضور في الكنائس ليس كالمعتاد

أما الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، أكد في حديثه للأناضول، أن "العيد يأتي في هذا العام الفريد، حيث جرت عدة إجراءات لم نكن نتصورها بيوم من الأيام".

واعتبر مدير المركز (خاص/ يتبع لكنيسة اللاتين)، أن عيد الفصح في أبريل/ نيسان الماضي، مر في ظروف مماثلة "لكن المملكة كانت تشهد حينها إغلاقا كاملا".

وأوضح أن الاحتفالات آنذاك اقتصرت على البث الموحد عبر التلفزيونات ووسائل التواصل الاجتماعي.

وأردف: "اليوم مع نهاية العام يطل عيد الميلاد، وقد تطورت الخارطة الوبائية لدينا، فأصبحت هي التي تجعل الإنسان يحتاط أكثر، على الرغم من أن الكنائس مفتوحة للصلاة".

واستطرد: "هناك عدد من الأشخاص ينصح بعدم مجيئهم ومنهم كبار السن والمرضى والمصابين (بكورونا) والمخالطين، لذلك نرى أن الحضور في الكنائس ليس كالمعتاد".

وتابع: "ليلة عيد الميلاد هذا العام متاح فيها التوجه إلى الكنائس، بينما يوم العيد هناك حظر شامل (الجمعة)، وتم الإعلان بأن صلاة العيد (القداس الرسمي) ستقام يوم السبت الموالي".

** "بابا نويل" لن يقدم هدايا

وأعاد الأب بدر، التأكيد على اختلاف التحضيرات لهذا العام، حيث تم إلغاء مظاهر الاحتفال الخارجية، وخاصة إضاءة شجرة العيد، التي كانت تستقطب الآلاف.

ودعا الأهالي إلى الإبداع في طريقة إعطاء هدايا العيد لأبنائهم وإدخال الفرح على نفوسهم، لعدم وجود "بابا نويل" يجلبها لهم هذا العام، وهي من ضمن الطقوس التي غيبها كورونا.

وحدد مجلس الكنائس بالمملكة، الساعة 17:30 بالتوقيت المحلي (15:30 ت.غ) من مساء العيد (الخميس)، وقتا لأداء الصلوات (صلوات عشية الميلاد) وفق التدابير الصحية المتبعة، حيث ستستمر ثلاث ساعات.

ويشهد الأردن منذ أغسطس/أب الماضي، انتكاسة وبائية، حيث بلغ إجمالي الإصابات، حتى مساء السبت، 272 ألفا و797، بينها 3 آلاف و545 وفاة، و239 ألفا و126 حالة تعاف.

وسنويا، يصلي المسيحيون، بين 18 و25 يناير/ كانون الثاني، من أجل وحدتهم، وهو تقليد متبع منذ أكثر من قرن، احتفالا بعيد ميلاد السيد المسيح.

ووفق إحصاءات رسمية، تبلغ نسبة المسيحيين بين سكان الأردن، نحو 4 بالمئة، موزعين على مناطق الكرك ومأدبا (جنوب)، وعمان والسلط والفحيص (وسط)، والزرقاء (شرق) وعجلون وإربد (شمال).

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.