
Şanlıurfa
شانلي أورفة / خليل فيدان / الأناضول
في مثل هذه الفترة من كل عام، يتدفق السيّاح الأتراك والأجانب على قضاء "حرّان" في ولاية شانلي أورفة جنوب شرقي البلاد.
ففي هذا القضاء، يستمتع السيّاح برحلة تقودهم بين معالم أثرية تعود لآلاف السنين قبل الميلاد، وسبر أغوار منطقة تعدّ من أقدم المناطق المأهولة حول العالم، حيث استضاف سكان مختلف الحضارات بشكل متواصل منذ ما قبل 6 آلاف عام قبل الميلاد.
ويُشتهر "حران" الذي كان فيما مضى عاصمة للآشوريين والأمويين، بمنازله المخروطية، ومعالمه التاريخية والثقافية القديمة، فضلاً عن الأزياء التقليدية لسكانه.
ومع انطلاق الموسم السياحي لهذا العام، بدأ القضاء التاريخي باستقبال وجذب آلاف الزوّار المحليين والأجانب، حيث يوجد فيه الجامع الكبير الذي بُني زمن الأمويين، وأطلال أول جامعة إسلامية.
وبإمكان السيّاح الذين يقصدون الآثار التاريخية في مركز "حرّان"، زيارة المعالم الأثرية القريبة منه أيضاً، مثل "مدينة شعيب القديمة" التي يُعتقد أنها المكان الذي عاش فيه النبي شعيب، والتقى فيها مع النبي موسى عليهما السلام.
ومن المعالم الأثرية القريبة من "حرّان"، كهوف "بازدا"، وخان البارور ومدينة "سوغماتار" القديمة.
وفي حديث للأناضول، قال محمود قيزيل، أحد العاملين في القطاع السياحي بقضاء "حرّان"، إن السياحة تشهد تطورا عاماً بعد آخر في القضاء.
وأضاف أن الإقبال السياحي على "حران" فاق توقعاتهم في موسم الربيع للعام الحالي.
وأوضح أن تصنيف القضاء ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة "يونسكو"، انعكس إيجابياً عليه من حيث الزوار الأجانب.
وذكر " قيزيل" أن من بين العوامل الأخرى التي ساهمت في تضاعف أعداد الزوار القادمين إلى "حران"، هو إعلان 2019 "عام غوبكلي تبه" نسبة إلى المنطقة الأثرية القريبة من حرّان، والواقعة في ولاية شانلي أورفة.
ولفت إلى أن القضاء يستقبل يومياً نحو 80 حافلة سياحية، ولذلك فإن نسب الحجوزات في الفنادق مرتفعة جداً.
وبالتزامن مع ذلك، قال إن وزارة الثقافة والسياحة التركية تدرس مشروعاً لتحويل المنازل المخروطية التي يُشتهر بها القضاء، إلى فنادق لزوّار "حرّان".
من جهته، قال كامل تركمان، رئيس اللجنة السياحية بغرفة تجارة وصناعة شانلي أورفة، إن الولاية بشكل عام تشهد إقبالاً كبيراً من قبل السيّاح المحليين والأجانب هذا العام، وذلك بفضل إعلان 2019 "عام غوبكلي تبه".
وأوضح أن ذروة الإقبال السياحي بشكل عام على "حران"، تكون خلال شهري أبريل/ نيسان ومايو/ أيار من كل عام، إلا أنه لقدوم شهر رمضان في مايو/ أيار هذا العام، شهد القضاء ذروته في أبريل/ نيسان.
من جانبها، قالت فاطمة زهراء شاهين، إحدى الزائرات القادمة إلى "حرّان" من ولاية بورصة غربي تركيا، إنها تزور القضاء لأول مرة، معربة عن إعجابها الكبير بالمنطقة.
وأضافت أنها تعتزم دعوة أصدقائها ومعارفها لزيارة القضاء التاريخي.
هذا وعثر علماء أثار أتراك مؤخراً على بيوت للخلاء مبنية وفق الطراز الإسلامي تعود للعهد الأموي، في أطلال مدينة حران.
وكانت حرّان عاصمة الأمويين في عهد مروان الثاني، وتعكس المكتشفات الأثرية فيها، خصائص الانتقال من العمارة الرومانية إلى الإسلامية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.