غزة.. الجيش الإسرائيلي ينذر بقصف مبنى يحوي قطعا أثرية
يوجد في حي الرمال، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية..

Istanbul
زين خليل/ الأناضول
جدد الجيش الإسرائيلي، الأحد، إنذاره للفلسطينيين في بلوكات سكنية في حي الرمال غربي مدينة غزة بالإخلاء، وبينها مبنى يضم آثارًا ومقتنيات تاريخية، وذلك تمهيدًا لقصفها، بحسب إعلام عبري.
وقال متحدث الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي إن الإنذار يشمل بلوكات 783، 784، 785، 786، 787، مع التركيز بشكل خاص على "برج الكوثر" والخيام القريبة منه في شارع دمشق غرب مدينة غزة.
ولاحقًا، قصف الجيش البرج ودمره بعد إجبار المئات من سكانه على الإخلاء، وفقا لمراسل الأناضول.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان البلوك، الذي يضم مبنى يحتوي على مخزن للقطع الأثرية، قد تضرر جراء القصف الإسرائيلي.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، الأحد، إن الجيش الإسرائيلي سبق أن أنذر الأربعاء الماضي بقصف المبنى الذي يضم أكبر مجموعة أثرية في قطاع غزة.
وأوضحت أن المبنى يتكون من 10 طوابق ويُستخدم طابقه السفلي منذ نحو عقد كمخزن للمعهد الفرنسي للكتاب المقدس والآثار (École Biblique)، حيث يضم آلاف القطع الأثرية.
وأضافت أن علماء آثار من المعهد نفذوا خلال اليومين الأخيرين عملية لإنقاذ أهم المقتنيات، لكن معظم المجموعة ما تزال في مكانها مهددة بالاندثار.
الصحيفة أشارت أن الجيش الإسرائيلي دمر برجا سكنيا يبعد نحو 400 متر عن الموقع.
وبعد تلقيه التحذير الأربعاء، ناشد المعهد الفرنسي مسؤولي الحكومة الفرنسية التدخل لمنع الهجوم الإسرائيلي.
وذكرت مصادر مطلعة للصحيفة أن فرنسا ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وبطريركية القدس للاتين ساعدوا في تأجيل الهجوم لضمان نقل محتويات المخزن.
وبدأ علماء الآثار بعد ذلك عملية إخلاء المخزن المذكور، لكنهم واجهوا صعوبات بسبب نقص الشاحنات المتاحة في القطاع، وتدمير الطرق، ونقص المواد اللازمة لتغليف الآثار، ومخاوف من تعرضها للكسر على الطريق أو نقلها من قبل السكان، وفق الصحيفة الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة "نُقلت أهم الاكتشافات إلى كنيسة داخل مدينة غزة، على أمل أن يمتنع الجيش الإسرائيلي عن مهاجمتها".
من جانبه، قال عالم الآثار رينيه ألتر الذي يعمل مع المعهد، لصحيفة الغارديان البريطانية: "أنقذنا جزءا كبيرا، لكن في عملية الإنقاذ، دائمًا ما نفقد أشياء ونواجه خيارات مؤلمة".
وأضاف: "تحطمت أو فقدت العديد من القطع، لكنها صورت أو رسمت بحيث يتم الحفاظ على المعرفة العلمية".
وتابع ألتر: "ربما تكون هذه هي الآثار الوحيدة التي ستبقى من آثار غزة".
والمعهد الفرنسي للكتاب المقدس والآثار من أكبر وأقدم المنظمات التي تبحث في التاريخ الأثري لقطاع غزة، وجمع مستودعه آلاف القطع الأثرية.
ووفقا لبيان صادر عن المعهد الخميس الماضي، يضم المستودع 180 مترًا مكعبًا من القطع الأثرية من 5 مواقع أثرية حفرت في القطاع، بما في ذلك الفخار والفسيفساء والأدوات المعدنية وغيرها.
وفي يناير/ كانون الثاني 2024، اقتحم الجيش الإسرائيلي المستودع، والتقط الجنود صورًا داخله، وفق "هآرتس".
ويأتي استهداف الأبراج السكنية في إطار حملة إسرائيلية مكثفة من القصف والتدمير تستهدف الأبراج والمنازل والبنية التحتية في مدينة غزة، ما فاقم الأوضاع الكارثية للفلسطينيين الذين يفتقرون إلى المأوى والخدمات الأساسية.
والسبت، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن إسرائيل دمرت منذ بداية سبتمبر / أيلول الجاري في مدينة غزة نحو 70 برجا وبناية سكنية بشكل كامل، و120 برجا وبناية سكنية بشكل بليغ، إضافة إلى أكثر من 3 آلاف و500 خيمة.
وفي 8 أغسطس/ آب الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيسها بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.
فيما أطلق الجيش الإسرائيلي في 11 أغسطس الماضي هجوما على المدينة بدءا بحي الزيتون (جنوب شرق)، حيث تخلل الهجوم نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.
وعلى مدى الأسابيع اللاحقة، انتقل الجيش في عملياته الجوية الموسعة وسياسة تدمير الأحياء السكنية إلى حي الصبرة جنوبا، ومن ثم أحياء شمالي المدينة ولاحقا غربها.
ورسميا، أطلق الجيش الإسرائيلي في 3 سبتمبر/ أيلول الجاري، عدوانا باسم "عربات جدعون 2" لاحتلال مدينة غزة بالكامل، ما أثار انتقادات واحتجاجات في إسرائيل، خوفا على حياة الأسرى والجنود في القطاع.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و871 قتلى، و164 ألفا و610 مصابين من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 422 فلسطينيا بينهم 145 طفلا.