دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل

بعد إجرام مستوطنين.. فلسطينيون في خلة الضبع يتمسكون بأرضهم (تقرير)

يحاول الفلسطينيون في بلدة خلة الضبع جنوب الضفة الغربية المحتلة لملمة جراحهم بعد هجوم عنيف شنه مستوطنون إسرائيليون مساء الخميس، أسفر عن إصابة نحو 20 شخصا بينهم رضيعة، لكنهم يؤكدون أنهم باقون في أرضهم.

Qais Omar Darwesh Omar  | 05.09.2025 - محدث : 05.09.2025
بعد إجرام مستوطنين.. فلسطينيون في خلة الضبع يتمسكون بأرضهم (تقرير) صورة أرشيفية

Ramallah

الخليل/ قيس أبو سمرة/ الأناضول

- مستوطنون هاجموا بلدة خلة الضبع وأصابوا 20 فلسطينيا بينهم رضيعة
- وزارة الخارجية الفلسطينية: الهجوم استخفاف بردود الفعل الدولية
 فلسطينيون: المستوطنون ضربوا عجوزا يبلغ 86 عاما ورضيعة

يحاول الفلسطينيون في بلدة خلة الضبع جنوب الضفة الغربية المحتلة لملمة جراحهم بعد هجوم عنيف شنه مستوطنون إسرائيليون مساء الخميس، أسفر عن إصابة نحو 20 شخصا بينهم رضيعة، لكنهم يؤكدون أنهم باقون في أرضهم.

ورغم الهجوم العنيف الذي كاد أن يودي بحياة عدد من المواطنين، إلا أن الجيش والشرطة الإسرائيليين لم يحركا ساكنا بحسب شهادات لفلسطينيين من البلدة قالوا إنهم عاشوا ليلة من الإجرام.

وهذا ليس الهجوم الأول على البلدة، بل تتعرض خلة الضبع بمنطقة مسافر يطا جنوب مدينة الخليل لهجمات متكررة من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي.

وفي 5 مايو/ أيار الماضي نفذ الجيش الإسرائيلي عملية هدم واسعة في البلدة، طالت 25 منزلا ومنشأة زراعية وآبار مياه، بذريعة "البناء غير المرخص".

وتعد خلة الضبع من القرى المهددة بالتهجير، حيث أصدر القضاء الإسرائيلي عام 2022 قرارا بهدمها وتهجير أهلها، بزعم وقوعها في منطقة إطلاق نار، في خطوة تهدف إلى الاستيلاء على أراضيها البالغة نحو 3000 دونم (الدونم ألف متر مربع).

** ليلة من الإجرام

المواطن جابر دبابسة، الذي أصيب برضوض متفرقة جراء تعرضه لضرب مبرح من المستوطنين، يحاول تقديم شهادات لوسائل الإعلام، غير أن قوات إسرائيلية فرضت حظر تصوير، وطالبت الصحفيين بالمغادرة.

ويقول دبابسة للأناضول، إن "الصورة لا يمكن أن تغطى، إذ عشنا ليلة من الإجرام والترهيب الإسرائيلي، حيث هاجم عشرات المستوطنين الأهالي وهم نيام، وضربوا عجوزا يبلغ من العمر 86 عاما لا يقوى على الحركة".

كما اعتدى المستوطنون الإسرائيليون بالضرب على رضيعة في سريرها، وفق دبابسة، وأصابوا نحو 20 فلسطينيا، منهم 5، إصاباتهم بين متوسطة وخطيرة.

دبابسة قال إن "طفلا فلسطينيا بعمر 7 سنوات، أصيب بنزيف في الدماغ، جراء تعرضه للضرب بأدوات حديدية من قبل المستوطنين".

وعن الهجوم، قال: "ليل الخميس- الجمعة، بدأ عشرات المستوطنين هجوما على القرية، وهم يحملون العصي والأنابيب الحديدية والحجارة، ومنهم من يحمل بنادق".

وأكد أنهم "اعتدوا على كل شيء، وضربوا عددا من الأهالي، ورشوا الغاز المسيل للدموع، كما دمروا محتويات بعض المنازل قبل أن ينسحبوا تحت جنح الظلام".

وأشار إلى أنه اتصل بالشرطة الإسرائيلية لكنها لم تستجب، وقال: "كان ردهم إنهم لا يعرفون المنطقة، ولا يستطيعون الحضور".

وفي استهتار بأرواح الفلسطينيين، قال دبابسة إن الشرطة أطلقت خلال اتصاله بهم "موسيقى، وبعد انتهاء الحدث بأكثر من ساعة حضرت القوات الإسرائيلية، وسألت عمن شن الهجوم، ثم غادرت".

ورغم الهجوم يؤكد الفلسطيني المكلوم، أن "أهالي خلة الضبع باقون في أرضهم، حيث تعرضنا لكثير من الاعتداءات الإسرائيلية، وهذا كان أصعبها، ومع ذلك نحن باقون".

** هجوم ممنهج

بدوره يقول محمد ربعي رئيس تجمع قرى مسافر يطا، للأناضول، إن "الهجوم ممنهج من قبل المستوطنين الذين يسعون إلى كسر إرادة الأهالي".

وأكد ربعي أن المواطنين الفلسطينيين "يصرون على البقاء في أراضيهم رغم هدم منازلهم والتضييق عليهم".

وأَضاف: "نعيش في مسافر يطا إبادة مستمرة من قبل الاحتلال ومستوطنيه، فالجيش يبيد غزة، والاستيطان يقوم بذات المهمة في مسافر يطا".

وحذر من أن "المستوطن لا يحتاج مبررا لقتل وضرب الفلسطيني، فهو محمي من قبل حكومته التي توفر له كل الدعم المادي والقانوني والاقتصادي".

** تنديد فلسطيني

رسميا، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية "المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في وقف إرهاب المستعمرين (المستوطنين) المنظم بحق الشعب الفلسطيني، واتخاذ إجراءات دولية رادعة تجبر حكومة الاحتلال الإسرائيلي على وضع حد لتلك الاعتداءات والجرائم واعتقال ومحاسبة مرتكبيها".

وأشارت الخارجية في بيان وصل الأناضول، إلى أن "هذه الاعتداءات تتم بحماية جيش الاحتلال الذي يشجع على التمادي في الاعتداءات العنيفة على البلدات والقرى الفلسطينية دون حسيب أو رقيب، بهدف ترهيب المواطنين الفلسطينيين".

واعتبرت الهجوم على خلة الضبع "تصاعدا في الهجمات المنظمة والمسلحة ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، واستخفافا بردود الفعل الدولية".

وأكدت أنه "يندرج أيضا في إطار سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية المحتلة، وتخصيصها لتفشي واتساع وتعميق الاستيطان، لفرض واقع جديد في الضفة الغربية".

ورصدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية)، خلال أغسطس/ آب الماضي، نحو 1613 اعتداء ارتكبها الجيش الإسرائيلي ومستوطنون على فلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة الغربية، بينها 431 اعتداء ارتكبها مستوطنون.

وتمهيدا لضم الضفة الغربية إليها، تكثف إسرائيل منذ بدء حربها على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ارتكاب جرائم، بينها هدم منازل وتهجير مواطنين فلسطينيين وتوسيع وتسريع البناء الاستيطاني.

ومن شأن ضم إسرائيل الضفة القضاء على إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، تنفيذا لمبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، الذي تنص عليه قرارات أممية.

وبموازاة حرب الإبادة على غزة قتل الجيش والمستوطنون الإسرائيليون بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1017 فلسطينيا، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 64 ألفا و231 قتيلا، و161 ألفا و583 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 376 فلسطينيا، بينهم 134 طفلا.


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın