إسرائيل تدعي أن جيشها "سيؤمن" نقل المساعدات لغزة ولن يوزعها
دون التدخل بتوزيعها في القطاع، في مؤتمر صحفي مشترك بين وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر ونظيره الألماني يوهان فاديفول بالقدس الغربية

Istanbul
زين خليل/الأناضول
ادعى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن الجيش "سيعمل على تأمين نقل المساعدات" إلى قطاع غزة ولن يقوم بتوزيعها في القطاع الذي يعاني ويلات حرب الإبادة والحصار المستمرين منذ أكثر من 19 شهر.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده، الأحد، مع وزير الخارجية الألماني الجديد يوهان فاديفول في القدس الغربية، وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
ويأتي ادعاء ساعر بعد يومين من إعلان السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، خلال مؤتمر في مقر السفارة الأمريكية بالقدس، انطلاق جهود أمريكية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأكد هاكابي أن الرئيس دونالد ترامب أعطى أوامره لفريقه ببذل كل جهد ممكن لتقديم الإغاثة للمدنيين.
وقال السفير الأمريكي لدى إسرائيل: "هذا جهد كبير، وسيتطلب شراكة من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والخيرية حول العالم، هناك العديد من الشركاء الذين وافقوا بالفعل على المشاركة".
أما ساعر، فقال، الأحد، إن بلاده "تدعم بشكل كامل خطة ترامب لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة"، وهي خطة تحقق نفس الغرض المعلن إسرائيليا من مبادرة تروج لها تل أبيب، في الفترة الأخيرة، وهو "إفراغ شمال غزة من المواطنين الفلسطينيين".
وأضاف: "لن يقوم جنود الجيش الإسرائيلي بتوزيع المساعدات بل سيعملون على تأمين نقلها إلى غزة".
وزعم ساعر أن "حماس وحدها هي المسؤولة عن الحرب واستمرارها".
وقال: "يجب زوال دولة حماس الإرهابية. وإلا، ستبقى كابوسا على أمن إسرائيل واستقرار المنطقة بأسرها"، على حد زعمه.
وأضاف وزير خارجية إسرائيل: "إذا استمرت المساعدات في الوصول إلى حماس وليس إلى سكان غزة، فإن الحرب لن تنتهي أبدا"، وفق تعبيره.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، منعت إسرائيل دخول كافة المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية إلى قطاع غزة، والتي يعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة بشكل كامل عليها بعدما حولتهم الإبادة الجماعية المتواصلة لفقراء وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
والاثنين، سجلت وزارة الصحة بقطاع غزة وفاة 57 طفلًا نتيجة سوء التغذية والمضاعفات الصحية، في ظل النقص الحاد في الحليب العلاجي، وخاصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل نزوح أكثر من 90 بالمئة من فلسطينيي القطاع من منازلهم، بعضهم مر بهذه التجربة لأكثر من مرة، حيث يعيشون في ملاجئ مكتظة أو في العراء دون مأوى، ما زاد من تفشي الأمراض والأوبئة.
وادعى ساعر: "أود أن أقول إن الإسرائيليين سيشاركون في توفير الأمن العسكري اللازم لأنها منطقة حرب، لكنهم لن يشاركوا في توزيع الطعام، أو حتى في جلب الطعام إلى غزة، وسيبقى دورهم على المحيط".
ولفت: "ألمانيا شريكتنا، وهي أكبر شريك تجاري في أوروبا، وتؤكد هذه الزيارة على أهمية تعميق وتعزيز علاقاتنا مع ألمانيا وحكومتها الجديدة"، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.
من جانبه، رد وزير الخارجية الألماني على ساعر خلال المؤتمر الصحفي بقوله: "ستفعل ألمانيا كل ما يلزم لضمان أمن إسرائيل".
واستدرك بقوله: "هذا لا يعني أننا لا نستطيع انتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية".
ومضى فاديفول: "غزة جزء من الأراضي الفلسطينية، ولا يمكن حل الصراع في القطاع بالوسائل العسكرية، بل يجب أن يكون الحل السياسي في صلب الموضوع".
وفي 5 مايو/ أيار الجاري، صوت المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" لصالح السماح بإدخال مساعدات محدودة إلى مواقع في رفح جنوبي القطاع، تحت حماية الجيش الإسرائيلي، في إطار عملية عسكرية تتضمن تهجير المواطنين من شمال ووسط غزة إلى الجنوب.
وقال بيان نشرته هيئة البث العبرية آنذاك إن هذه الخطة تأتي "لمنع حركة حماس من السيطرة عليها".
وحسب ما نقله موقع "واللا" الإخباري العبري، الاثنين، فإن المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) صادق خلال اجتماعه الأخير (مساء الأحد) على خطة إسرائيلية-أمريكية مشتركة لاستئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عبر صندوق دولي وشركات خاصة.
ووفقا لما نقل عن مسؤول إسرائيلي لم يُكشف اسمه، فإن الخطة تنص على تقديم المساعدات وفقا لتقديرات الوضع الميداني، وتوزيعها داخل "المجمّعات الإنسانية" التي تقيمها إسرائيل جنوب قطاع غزة، وهي آلية أثارت رفضا واسعا من الجانب الفلسطيني ومؤسسات دولية باعتبارها مخالفة للمبادئ الإنسانية.
ومطلع مارس الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الأول 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة بغزة في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.
وتواصل إسرائيل حرب إبادة واسعة ضد فلسطيني قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت تلك الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.