تركيا, رياضة, الدول العربية, التقارير, قطر, مونديال قطر 2022

مونديال قطر 2022.. دعم تركي واسع وتعاون استراتيجي

تشهد محطات التعاون التركي القطري تقدما ملحوظا في شتى المجالات، بعد القفزة التي حققتها علاقات البلدين في السنوات الأخيرة، وكان من أبرزها التعاون الشامل لتنظيم منافسات كأس العالم 2022.

11.10.2022 - محدث : 11.10.2022
مونديال قطر 2022.. دعم تركي واسع وتعاون استراتيجي مونديال قطر 2022.. دعم تركي واسع وتعاون استراتيجي

Doha

الدوحة / أحمد يوسف / الأناضول

- لا تنحصر مساهمة تركيا في مجالات التأمين بمونديال قطر 2022، بل تتخطاها لمجالات أخرى
- تساهم تركيا بتنظيم مناشط وتوفير مواصلات وضيافة ودعم إعلامي وإعلاني وفندقة ودعم لوجستي
- شركات تركية قامت بتشييد "استاد الثمامة" أحد أهم الملاعب التي تستضيف مونديال 2022
- مهام تركية لمكافحة التهديدات النووية والبيولوجية والسيبرانية خلال البطولة العالمية

تشهد محطات التعاون التركي القطري تقدما ملحوظا في شتى المجالات، بعد القفزة التي حققتها علاقات البلدين في السنوات الأخيرة، وكان من أبرزها التعاون الشامل لتنظيم منافسات كأس العالم 2022.

وظل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يؤكد في العديد من المحافل استعداد بلاده تقديم كل ما يخدم نجاح مونديال العالم الذي تستضيفه قطر، وهذا ما ترجمه الواقع من خلال الوجود التركي المساهم في كأس العالم.

وينوّه البلدان بأهمية الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بينهما في شتى مجالات التعاون المشترك، بينما شكلت بطولة كأس العالم رافدًا مهمًا لتعزيز وتنويع هذه العلاقات لاسيما في جانبها الأمني.

وتستضيف قطر نهائيات كأس العالم لكرة القدم (مونديال 2022) بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول المقبلين بمشاركة 32 منتخبا.

وهذه أول مرة تستضيف دولة في الشرق الأوسط والعالم العربي البطولة الأشهر والأضخم على مستوى المنتخبات في عالم كرة القدم.

** مساهمات متنوعة

يتخطى التعاون بين تركيا وقطر في كأس العالم المجال الأمني والتدريب المشترك إلى مجالات وآفاق أوسع عبر مساهمة القطاع التركي الخاص في تجهيزات البطولة.

وقال سفير تركيا لدى الدوحة مصطفى كوكصو في تصريح للأناضول إنهم يتابعون عن كثب سير عملية تنظيم كأس العالم 2022 الذي سيُعقد في قطر.

وأضاف: "نرحب بأول بطولة كأس عالم تقام في دولة إسلامية، وسيكون حدثا ناجحًا، كما أن البطولة ستعزز مكانة قطر على خريطة الرياضة العالمية كوجهة رئيسية للأحداث الرياضية الكبرى".

وتابع: "تتمتع تركيا بتجربة استضافة الأحداث الرياضية الدولية، لهذا نحن مستعدون للمساعدة بأية طريقة ممكنة".

وأشار السفير إلى أن مساهمة تركيا ليست فقط في مجال تأمين البطولة، بل تشمل مجالات أخرى وهي تنظيم المناشط الثقافية والتراثية وتوفير المواصلات وقطاع الضيافة​​​​​​​ ومجالات الإعلام والإعلانات والفندقة والدعم اللوجستي.

وأردف: "كما ساهمت الشركات التركية المتخصصة في تشييد المساكن وأماكن الإقامة التي سيقطن فيها مشجعي كأس العالم".

ويُترقَّب على نطاق واسع أن يكون مونديال 2022 "حديث العالم"، نظرا للمشاريع التي تنفذها الدوحة من أجل البطولة العالمية، حيث كثفت جهودها لتوفير أفضل الفنادق والمطارات والموانئ والملاعب والمستشفيات وشبكات المواصلات.

وساهمت شركات تركية في تشييد أحد أهم الملاعب التي تستضيف مباريات كأس العالم 2022، حيث قامت "شركة تكفن التركية" ببناء "استاد الثمامة" بتصميمه المتميز الذي يرمز إلى القحفية العربية.

وسيحتضن ملعب الثمامة الذي صممه المهندس القطري إبراهيم الجيدة، مباريات مونديال 2022 حتى الدور ربع النهائي، وسيستضيف مباريات خلال بطولة كأس العرب لكرة القدم 2021 حتى الدور نصف النهائي في نهاية العام الجاري.

** اتفاقيات التأمين

يتجسّد التعاون الكبير بين أنقرة والدوحة على تنظيم المونديال في المساهمة التركية الرامية لتأمين مباريات كأس العالم والمنشآت المرتبطة به، وظل يتواصل قدوم عناصر من الأمن التركي إلى الدوحة لمتابعة التعاون مع قطر لتأمين كأس العالم 2022.

وفي 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن تركيا سترسل 3 آلاف شرطي للمشاركة في تأمين بطولة كأس العالم في قطر.

وكانت وزارتا الداخلية التركية والقطرية قد وقّعتا اتفاقيةً لتنظيم الفعاليات الكبرى، تتضمن مشاركة تركيا بالتنظيم الأمني لكأس العالم.

وفي 5 أكتوبر الحالي، وافق البرلمان التركي على مذكرة رئاسة الجمهورية بشأن تكليف القوات المسلحة بمهام في إطار "عملية درع كأس العالم" الرامية إلى تأمين الفعالية بدولة قطر لمدة 6 أشهر.

وأوضحت المذكرة وتحمل توقيع الرئيس أردوغان، أن التوقعات تشير إلى مشاركة أكثر من مليون شخص في الفعالية من مختلف أنحاء العالم، مضيفة: "لتنظيم فعاليات رياضية بهذا الحجم بأمان سيتم تنفيذ عملية درع كأس العالم بين القوات المسلحة القطرية وعناصر من الدول المدعوة من قبل الحكومة القطرية".

وأكدت المذكرة أن "عملية درع كأس العالم تهدف إلى إجراء كأس العالم لكرة القدم 2022 بشكل ناجح وآمن من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد التهديدات المختلفة التي قد تؤثر على أمن الفعالية وفي مقدمتها الإرهاب".

وتابعت أن العملية "سيتم تنفيذها من خلال قوة المهام المشتركة التي ستتشكل بين قطر والدول المشاركة، ضمن الحدود البرية والجوية والبحرية ومناطق الصلاحية البحرية لدولة قطر".

** درع كأس العالم

ولفتت المذكرة التركية إلى طلب حكومة قطر من الدول الحليفة والصديقة لها، من ضمنها تركيا إرسال عناصر للمساهمة في دعم العملية المذكورة.

وأضافت أن قطر طلبت عناصر عسكرية من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وباكستان إلى جانب تركيا.

وأشارت إلى أنه "سيكون من المفيد الاستجابة لطلب الحكومة القطرية، باعتبار أن بطولة كأس العالم حدث رياضي سيحظى بمتابعة كبيرة حول العالم، فضلا عن الروابط التاريخية والثقافية والإنسانية التي تربط تركيا بقطر، إضافة إلى التعاون الاستثنائي بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها، ونظرا لأهمية استقرار وأمن منطقة الخليج على المنطقة برمتها".

وأضافت المذكرة أن المشاركة في "عملية درع كأس العالم" وتكليف الإدارة العامة للأمن لضمان أمن الفعالية في قطر، "يتماشى ويتسق مع متطلبات البروتوكول الموقع بين البلدين في 7 ديسمبر/ كانون الأول 2021، بخصوص تنفيذ خطاب النوايا المتعلق بالتعاون في إجراء الفعاليات الكبرى".

وذكرت: "سيتم نشر أفراد من القوات المسلحة التركية داخل حدود قطر وفي مياهها الإقليمية والمناطق المجاورة لها، لتقديم الدعم الذي تطلبه الحكومة القطرية خلال المشاركة في عملية درع كأس العالم".

وتمنح المذكرة الرئاسية التركية بتحديد نطاق ومقدار الأفراد والجنود وتوقيت إرسالهم، واتخاذ جميع أنواع التدابير للقضاء على المخاطر والتهديدات التي قد تهدد أمن وسلامة الأفراد.

** دفاع سيبراني وبيولوجي

وقامت الشرطة وقوات الدرك التركية بإجراء عدد من التدريبات المشتركة التي شارك فيها عدد من منسوبي قوات الأمن القطري في مجال السيطرة على أحداث الشغب وتأمين الفعاليات الرياضية وتوفير السلامة والأمن وكيفية مواجهة حالات العنف.

ويبرز في التعاون القطري التركي لتأمين المونديال أيضًا نجاح علماء في معهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة بالشركاء من تركيا، في بناء منصة دفاع للأمن السيبراني باسم "تحذير" مهمتها التنبؤ بالتهديدات الأمنية ضد الشركات والبنى التحتية الحيوية واكتشافها.

والمنصة الجديدة ثمرة مشروع بعمر ثلاث سنوات بين معهد قطر لبحوث الحوسبة ووزارة الداخلية القطرية واللجنة العليا للمشاريع والإرث وجامعة توب التركية للاقتصاد والتكنولوجيا وجامعة قادر هاس وشركة إنتربروب المتخصصة في تقديم خدمات الاستخبارات الإلكترونية والدفاع السيبراني.

كما تستعد تركيا لتقديم مساهمة بارزة في مكافحة التهديدات النووية والبيولوجية خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها قطر.

وفي حديث سابق للأناضول، قالت برتشاق تشابوق رئيسة دائرة الدفاع الكيميائي والإشعاعي والنووي والبيولوجي لدى وزارة الدفاع التركية، إنهم يقومون بإجراء تدريبات داخل تركيا وخارجها لتعزيز خبراتهم.

وأوضحت أنهم سيتولون مهاما في مكافحة التهديدات النووية والبيولوجية خلال بطولة كأس العالم في قطر.​​​​​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın