دولي

مغربي بـ"أسطول الصمود": ننتظر الوصول إلى غزة بفارغ الصبر (مقابلة)

** الناشط المغربي في "أسطول الصمود" أيوب حبراوي، بحديث للأناضول: - جاهزون نفسيا وبدنيا للتعامل مع مختلف التهديدات الإسرائيلية

Khalid Mejdoub  | 29.09.2025 - محدث : 29.09.2025
مغربي بـ"أسطول الصمود": ننتظر الوصول إلى غزة بفارغ الصبر (مقابلة) أرشيفية

Rabat

الرباط / الأناضول

** الناشط المغربي في "أسطول الصمود" أيوب حبراوي، بحديث للأناضول:
- جاهزون نفسيا وبدنيا للتعامل مع مختلف التهديدات الإسرائيلية
- معنوياتنا عالية ومتحمسون رغم التعب الناجم عن تقلبات البحر وطول المدة
- هناك من ترك عمله وأولاده ليشارك وهذه من أهم اللحظات الإنسانية التي عشناها
- تلقينا تدريبات في تونس قبل الانطلاق بشأن التعامل مع أي تهديد إسرائيلي محتمل

قال أيوب حبراوي، الناشط المغربي المشارك في "أسطول الصمود" العالمي المتجه إلى قطاع غزة لمحاولة كسر الحصار، إن المشاركين أصبحوا عائلة واحدة متلهفة للوصول، مشيرا إلى استعداداتهم للتعامل مع أي هجوم محتمل تشنه إسرائيل.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع حبراوي ممثل المغرب في هيئة "أسطول الصمود" المغاربي، وهو أحد مكونات "أسطول الصمود" العالمي الذي أعلن في وقت سابق الاثنين أنه بات على بُعد ثلاثة أو أربعة أيام من قطاع غزة، ويدخل خلال يومين "المنطقة عالية المخاطر".

والأحد، قالت قناة "كان" العبرية الرسمية إن إسرائيل تستعد "للسيطرة" على سفن "أسطول الصمود" العالمي.

وستكون الخطوة المحتملة بمثابة تكرار لسيناريو السفينتين "مادلين" و"حنظلة"، اللتين ارتكبت إسرائيل بحقهما قرصنة في يونيو/ حزيران، ويوليو/ تموز الماضيين.

** معنويات عالية

وقال حبراوي إن "الأسطول يضم 48 سفينة، وأكثر من 600 مشارك من 44 دولة في العالم"، مضيفا أن "المشاركين ينتظرون الوصول إلى غزة بفارغ الصبر بهدف كسر الحصار الإسرائيلي".

وأشار إلى أن المشاركين "جاهزون نفسيا وبدنيا للتعامل مع مختلف التهديدات الإسرائيلية"، وأنهم أصبحوا "عائلة واحدة تقع على بعد 600 كيلو متر من غزة، وستصل إلى المياه الإقليمية للقطاع ليلة الغد".

وفيما يتعلق بخط سير الأسطول، قال حبراوي إنه مر بـ3 مراحل، الأولى من إسبانيا إلى تونس، ثم من تونس إلى إيطاليا، ثم إلى اليونان.

ولفت إلى مواجهته بعض الصعوبات، خاصة على مستوى جاهزية السفن، حيث تم إصلاح بعض الأعطال وتعذر إصلاح أخرى.

وتابع: "العدد النهائي الآن لسفن الأسطول هو 48 سفينة تضم أكثر من 600 مشارك من مختلف الجنسيات من 44 دولة في العالم".

ومتحدثا عن معنويات المشاركين مع الاقتراب من مرحلة الخطر، قال حبراوي إن المعنويات "عالية، وهم متحمسون رغم وجود التعب الناتج عن تقلبات البحر وطول المدة، خاصة أنهم يبحرون منذ أسبوعين".

** تدريبات مسبقة

وبخصوص التعامل مع التهديدات الإسرائيلية، قال: "قبل الانطلاق كانت هناك اجتماعات في تونس طيلة أسبوع بشكل يومي، حيث تم التدرب على كل السيناريوهات".

وأضاف أن ذلك "شمل تدريبات على كيفية التعامل مع ضربات (إسرائيلية) بطائرات بدون طيار، أو اقتحام محتمل، وكيفية التعامل مع الجنود، واحتمال إطلاق النار على المشاركين أو تعرض الأسطول للقذائف".

ومستذكرا لحظات وداع الأسطول، قال حبراوي: "عاش المشاركون بالأسطول مشاهد إنسانية وتاريخية، خاصة لحظة توديع الأسطول، حيث حضرت وفود كبيرة جدا في ميناء سيدي بوسعيد بتونس لتوديع الأسطول، وكان لذلك أثر كبير في نفسية المشاركين".

وأشار إلى "العديد من القصص الإنسانية التي شهدها الأسطول، فهناك من باع سيارته للمشاركة، وبعض المشاركين تركوا عملهم نهائيا للمشاركة، وهناك من لديه أبناء تركهم ليشارك في هذه المهمة الإنسانية".

بالمقابل، تحدث الناشط المغربي عن الصعوبات، وقال إن "أخطر ما عشناه هو لحظة الهجوم علينا بالقنابل الصوتية والدخانية، حيث تم قصف السفن بعشرات القنابل".

وعن التعامل مع الهجوم، قال إن القرار كان حينها "استمرار السفن وانطلاقها خلال الصباح الذي أعقب ليلة الهجوم تجاه قطاع غزة بشكل منظم وموحد، وبمعنويات كبيرة رغم الخوف والتعب الذي عاشه المشاركون تلك الليلة".

والأربعاء، أعلن "أسطول الصمود" تعرض 9 من سفنه لهجمات نفذتها طائرات مسيّرة، ما أدى إلى أضرار مادية في عدد منها.

ولم يتطرق الأسطول إلى توقيتات هذه الهجمات ولا الجهة المسؤولة عنها، فيما تلتزم إسرائيل الصمت، وهي التي هددت مرارا بمنع الأسطول من وصول غزة.

** "عائلة واحدة"

وأشار حبراوي إلى أن "تعطل بعض السفن داخل البحر كان عاديا بسبب العواصف".

واستدرك: "لكن كان هناك أمور غير واضحة، بينها أن سفينة ثقب خزانها، بالإضافة إلى مشاكل غريبة أخرى، لكننا لا نريد فتح هذا الباب حاليا".

وأشار إلى "وجود احتمال باختراق الأسطول خلال الرسو بالموانئ، فضلا عن بعض المشاكل التقنية عندما يتم تعبئة الوقود".

وفيما يتعلق بالبرنامج اليومي، أشار الناشط إلى "توزيع المهام على المشاركين، حيث توجد لجان طبخ وتنظيف وحراسة ليلية ومراقبة وتواصل مع السفن الأخرى".

وعن السفينة التي يشارك فيها، أكد حبراوي أن "الأمور في سفينة دير ياسين تسير بسلاسة، ونحن أصبحنا مثل العائلة الواحدة، فالمكلفون بالفطور الصباحي يقومون بدورهم، والمكلفون بالحراسة الليلية يقومون بمهامهم، والأمور تمشي بشكل طبيعي".

وتابع: "حتى النوم يتم بشكل مبرمج، لأن مساحة السفينة لا تكفي، وكل 6 ساعات تنام مجموعة معينة".

وبشأن المراحل الأخيرة للأسطول، أوضح أنه "يتجه مباشرة إلى غزة، والتوقف سيكون بغزة في حال لم يتم توقيفنا من طرف الكيان الصهيوني".

والجمعة، أعلن أسطول الصمود المغاربي أن طائرات عسكرية مجهولة حلقت فوق سفنه للمرة الثانية خلال أسبوع أثناء وجوده في المياه الإقليمية اليونانية.

ومنذ أيام تبحر عشرات السفن نحو غزة، محملةً بمساعدات إنسانية، ولا سيما مستلزمات طبية، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي.

وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يقطنها نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصرها إسرائيل منذ نحو 18 عاما.

وشددت إسرائيل الحصار منذ 2 مارس/ آذار الماضي، عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.​​​​​​​

وأحيانا تسمح إسرائيل بدخول مساعدات محدودة جدا لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفا و55 قتيلا، و168 ألفا و346 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.