كراتوفا.. بلدة مقدونية تأسر الزوّار بجسورها الحجرية وأبراجها العثمانية
- البلدة تضم 6 جسور حجرية و6 أبراج تستقطب عشّاق التاريخ والعمارة القديمة من مختلف أنحاء العالم - تقع على بعد ساعة ونصف الساعة من العاصمة سكوبيه

Kratovo
كراتوفا/ جهاد عليو/ الأناضول
في شمال شرقي "شمال مقدونيا"، تقف بلدة كراتوفا، كأنها صفحة من كتاب التاريخ، تحتفظ بعبق العصور الوسطى، وتستقبل زوّارها بجسورها الحجرية الساحرة، وأبراجها الشاهقة التي تعود إلى الحقبة العثمانية، لتمنحهم تجربة فريدة وكأنهم يسافرون عبر الزمن.
كانت البلدة تضم في السابق 17 جسرا و12 برجا، ولا يزال منها 6 جسور حجرية و6 أبراج قائمة حتى اليوم، تستقطب عشّاق التاريخ والعمارة القديمة من مختلف أنحاء العالم.
وتُعرف كراتوفا، التي تحتفظ بمظهرها الحضري الذي يعود إلى العصور الوسطى، بأنها واحدة من المناطق البارزة في مجال التعدين خلال الفترة العثمانية.
كما تذكر مصادر مختلفة أن دار سك النقود افتتحت في كراتوفا في عهد السلطان العثماني بايزيد الثاني (1481-1512)، وأنها ظلت نشطة لمدة 150 عاما تقريبا.
ـ جسور كراتوفا... حجارة تنبض بالأساطير
تعبر جسور "رادا" و"يوكاري حمام" و"غروفشانسكي" و"تشارشي" و"يوركيشريسكي" و"أرغوليتشكي"، نهر كراتوفا كقلائد حجرية تربط ضفتي التاريخ، وتعود إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
أما جسر "رادا"، فله مكانة خاصة في وجدان الأهالي، حيث تحكي الأسطورة أن تسعة إخوة بنوا الجسر، لكنه كان ينهار كل ليلة، فاتفقوا على تقديم أول امرأة تحضر إليهم بالطعام قرباناً لتثبيت الأساس. جاءت "رادا"، زوجة الأخ الأصغر، دون أن تعرف ما ينتظرها. دفنوها داخل الجدار، ومنذ ذلك الحين لم ينهار الجسر، وحمل اسمها إلى الأبد.
ـ أبراج وسوق وهدوء الزمن القديم
تشتهر كراتوفا أيضاً بأبراجها التاريخية، مثل أبراج "أمين باي" و"سيميتشيفا" و"زلاتكوفا" و"كريستيفا"، إلى جانب برج الساعة العثماني، الذي لا يزال صامداً شاهداً على قرون من التحولات.
وتزدان البلدة بسوقها الصغير المرصوف بالحجارة، حيث تُعرض الحرف اليدوية والمنتجات المحلية وسط أجواء من الهدوء والسكينة، وكأن الزمن توقّف احتراماً لجمال هذا المكان.
وعلى مقربة من كراتوفا، يمكن للزائرين اكتشاف تشكيلات صخرية نادرة تُعرف بـ"حفل زفاف متحجر" في منطقة كوكليتسا، إضافة إلى صخرة "تشوتشيف" البركانية، التي يُعتقد أنها استخدمت كمرصد فلكي في العصور ما قبل التاريخ.
وتبعد كراتوفا، نحو ساعة ونصف الساعة بالحافلة من العاصمة سكوبيه.