
كوثر الخولي
القاهرة- الأناضول
حسم الشاعر والإعلامي المصري عبدالرحمن يوسف الجدل حول ما يقال عن وجود "قطيعة" مع والده الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قائلا "تراب نعله فوق رأسي".
وفي مقابلة مع وكالة "الأناضول" للأنباء، تساءل الابن الأصغر للقرضاوي مستنكرا "أنا أقاطع الشيخ القرضاوي.. هذا مستحيل بالطبع.. والدي رجل عظيم وملايين من الناس تتمنى مصافحته في الطرقات فكيف بأولاده!!"
وأضاف الإعلامي الشاب، الذي عرف بنقده اللاذع للنظام السابق واشتهر بمواقفه خلال ثورة 25 يناير: "أنا وإخوتي نحب هذا الرجل أكثر من أنفسنا وتراب نعليه فوق رؤوسنا، وهذا شرف خصنا الله تبارك وتعالى به وأنعم به علينا أن يكون القرضاوي أبانا.. أنا فقط أرفض استغلال اسم أبي الكريم حفظه الله في تقديم نفسي للناس، وهذا مما تعلمناه منه.. أن نصنع أنفسنا بأنفسنا."
ويوسف القرضاوي، أحد أبرز علماء السنة في العصر الحديث، تعرض للسجن أكثر من مرة في مصر بسبب انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين قبل أن يقرر الإقامة بشكل دائم في قطر.
قبل أيام ترك يوسف العمل كمقدم برنامج "صفحة الرأي" على فضائية سي بي سي المصرية بعد أن أمضى عامًا في العمل فيها حيث واجه انتقادات كثيرة من بعض رفاقه بميدان التحرير بدعوى أن مالك القناة "محسوب على النظام السابق".
وقال يوسف، المولود عام 1970، مدافعًا عن موقفه "منذ اليوم الأول والقناة لا تتدخل على الإطلاق في السياسة التحريرية للبرنامج، لذلك جاء العمل في أجواء واضحة ومحترمة وليس فيها ما يشي بتبعيتها لفلول النظام السابق أو ما شابه".
وعن قرار الرحيل، أوضح الإعلامي المصري "إدارة القناة تريد تخفيض عدد مرات عرض البرنامج إلى مرة واحدة أسبوعيًا بالمخالفة لبنود التعاقد وهو ما دفعني لمغادرة القناة".
وسائل إعلام مصرية رددت اسم عبدالرحمن يوسف لتولي منصب وزير الثقافة في الحكومة الجاري تشكيلها، وهو ما رفض يوسف تأكيده أو نفيه، مكتفيا بالقول: "بطبعي لديّ حساسية من تولي المناصب، ولا أحب إلا أن أكون شاعرًا وكاتبًا لكنني على استعداد لتحمل مسؤولية خدمة بلادي في أي موقع".
وأضاف يوسف "حتى أتأكد من قدرتي على تحقيق ذلك ستظل مسألة تولي أي منصب رهن الدراسة".
وحول اتهامه بـ"الفاشية" جراء ما قيل عن دعوته إلى أن تكون الدولة حارسًا على العقيدة ضد أي فكر مخالف عبر منع الدعوة له، وهو ما جاء في مقال له بصحيفة مصرية بعنوان "أفكار خاطئة عن حرية الاعتقاد"، قال "يبدو أن المقال قد فهم على نحو خاطئ".
وأضاف "ما قصدته أن المجتمع بحاجة - في هذه اللحظة - إلى أن يتحاور حول موضوعين، الأول: ضوابط التبشير لمعتقدات جديدة في المجتمع المصري، والثاني ضوابط اعتراف الدولة بطوائف جديدة" .
ورفض الإعلامي المصري نظرة التشاؤم التي تسود بين مواطني بلاده حاليا، وقال: "أرى أن هذه المرحلة طبيعية.. فالمصريون بصدد إسقاط شرعية دولة العسكر التي بدأت ربما منذ عهد محمد علي وحتى الآن".
وتابع "هذه هي التركيبة السياسية والنفسية لفكرة الدولة في مصر لكي تتغير لا بد أن نتحلى بالكثير من المثابرة والإلحاح على مطالبنا حتى يتحقق لنا ما نريد"، مضيفًا "المسألة ليست سهلة أو مستحيلة، والعجلة بدأت بالدوران، ولن تتوقف ولن تعود إلى الخلف أبدًا".
ورغم موقفه الداعم لمرشح الانتخابات الرئاسية السابق عبدالمنعم أبوالفتوح، واستمراره في العمل بحركة "مصر القوية" التي أطلقتها حملته مؤخرًا، قال يوسف "لن أنضم إلى أي حزب بالمعنى التقليدي لأن هذا يتنافى مع طبيعة عملي كإعلامي".
وتطرق للحديث عن علاقته بمحمد البرادعي، وكيل مؤسسي حزب "الدستور"، قائلا "موقفي منه إيجابي إلى أبعد الحدود.. فهو رجل وطني شريف مخلص ذهبنا إليه في أحلك الظروف ندعوه لتقدم الصف الوطني المناهض لمبارك وعصابته فأجابنا على الفور".
وأوضح: حينها لم نكن سوى مجموعة من الشباب نحلم بغد أفضل لبلادنا بينما كان هو شخصية سياسية مرموقة تتمتع بمكانة عالمية وحياة هادئة لا يكدرها منغص، وقد خاطر بهذا كله وبأمنه الشخصي من أجل بلاده ومستقبلها.. البرادعي مصري حقيقي وقيمة وطنية شريفة يفخر بها كل منصف.
كخ /أخ
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.