
كابل/سنان بولات-محمد فهيم/الأناضول
أدانت حركة طالبان الأفغانية؛ العمل الذي قامت به حركة طالبان باكستان؛ باحتجازها التلاميذ الأطفال كرهائن، والتي أسفرت عن مقتل 145 شخصاً. جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الحركة "ذبيح الله مجاهد".
وأعرب ذبيح الله في بيانه؛ عن حزن الحركة لمقتل هذا العدد الكبير من الأشخاص، مشيراً إلى أنَّ هذا النوع من العمليات التي تستهدف الأطفال والنساء؛ تخالف تعاليم الإسلام، ووجه ذبيح الله تعازيه لأسر الضحايا.
ويرى خبراء أن بيان الإدانة الصادر عن طالبان أفغانستان؛ مؤشر هام على الاختلاف الكبير في وجهات النظر؛ مع حركة طالبان باكستان.
واقتحم عدد من مسلحي طالبان؛ صباح أمس الثلاثاء؛ مدرسة في مدينة بيشاور غربي باكستان، واحتجزوا طلابها كرهائن، وبدأت إثر ذلك قوات الأمن بعملية لتحريرهم، أدت إلى وقوع اشتباكات بين الجانبين داخل المدرسة، التي تقع تحت إدارة الجيش الباكستاني، ويدرس بها أبناء الموظفين من عسكرين ومدنيين، ما أسفر عن وقوع 141 قتيلاً وجرح 128 آخرين.
ويعود تاريخ حركة طالبان باكستان إلى عام 2007، بعد انضواء عدد من القوى العشائرية والحركات في جسم واحد، بمنطقة العشائر، ونصبت "بيت الله محسود" أميراً لها، ورفضت الاندماج مع حركة طالبان أفغانستان تحت إمرة "الملا عمر".
وتهدف الحركة لإقامة دولة تحكمها الشريعة الإسلامية في منطقة القبائل، وبدأت باستهداف المقرات الحكومية، ومصالح الولايات المتحدة الأميركية، وحلف الناتو، ولقي محسود حتفه في غارة لطائرات أميركية بدون طيار عام 2009، لتشهد الحركة نزاعاً بين الخليفتبن "حكيم الله محسود" و"ولي الرحمن"؛ اللذين لقيا مصرعهما أيضاً؛ في الغارات الأميركية عام 2013.
وعاشت الحركة حالة تخبط في الآونة الأخيرة لسببين؛ أولهما عدم الاتفاق على زعيم واحد؛ وثانيهما اعتراضأعضاء من الحركة على محادثات السلام؛ التي جرت مع الحكومة الباكستانية.
وفي شهر شباط/فبراير 2014 انفصل "مولانا عمر قاسم" عن الحركة؛ ليشكل تنظيما جديدا باسم "أحرار الهند"، أما في شهر آب/أغسطس من العام نفسه؛ فقد أعلن قياديون في حركة "طالبان باكستان"؛ انشقاقهم عن الحركة، وتشكيل جماعة جديدة تحت اسم "جماعة الأحرار"، بقيادة المولوي "قاسم خراساني"؛ أحد قيادي جماعة أحرار الهند.
وبدأت جولة من محادثات السلام؛ بين حركة طالبان باكستان والحكومة في شهر شباط/فبراير، وانتهت بإعدام الحركة لـ 23 عنصراً من حرس الحدود الباكستانية، بعد أسرهم.