صور التقطها الجنود الهولنديون في سربرنيتسا تجدد آلام البوسنيين
مذبحة "سربرنيتسا"، راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني على يد الصرب، خلال حرب البوسنة، عام 1995

Saraybosna
سربرنيتسا/ وسنل بيسيتش، ليلى بيوغرادليا/ الأناضول -
مع حلول الذكرى السنوية الحادية والعشرين لمذبحة "سربرنيتسا"، التي راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني على يد الصرب، خلال حرب البوسنة، عام 1995، أنشأ أحد الناشطين البوسنيين صفحة على فيسبوك باسم "مفقودو سربرنيتسا"، ينشر من خلالها صورًا التقطها الجنود الهولنديون التابعون للأمم المتحدة، خلال وجودهم في مدينة سربرنيتسا أثناء الحرب.
وقال مؤسس الصفحة عثمان أفديتش، إنه كان يقضي وقتًا طويلًا أثناء الحرب مع الجنود الهولنديين، وتعلم منهم اللغة الإنجليزية، مضيفًا أن أحدًا لم يكن يتوقع حدوث مجزرة في المدينة.
وأوضح أفديتش في حديثه للأناضول، أن الجنود الهولنديين تركوا عناوينهم قبل مغادرتهم البوسنة، وبدأ هو في التواصل معهم عبر الإنترنت قبل نحو 6 سنوات، طالبًا منهم إرسال الصور التي التقطوها في المدينة خلال الحرب.
وعقب تواصله مع الجنود أنشأ أفديتش صفحة "مفقودو سربرنيتسا" على موقع فيسبوك، وبدأ ينشر عليها الصور، التي تصور انعدام حيلة البشر خلال الحرب، وصرخاتهم الصامتة، بحسب أفدتيش.
ولفت مؤسس الصفحة، أن الجنود الهولنديين الذين احتفظوا لسنوات بصورهم التي التقطوها، ويظهر في بعضها أناس لم يعودوا على قيد الحياة، لم يكونوا يقدرون القيمة الكبيرة التي تحملها تلك الصور لأقارب ضحايا سربرنيتسا.
كما التقت الأناضول "مونيك بيرغمان"، التي خدمت بين يناير/ كانون ثاني، وتموز/ يوليو 1995، مع القوات الهولندية التابعة للأمم المتحدة في البوسنة والهرسك، وكانت في قاعدة بوتوكاري الهولندية، في الوقت الذي لجأ فيه إلى القاعدة أهالي سربرنيتسا، بعد أن بدأت القوات الصربية قصفها للمدينة.
وقالت بيرغمان إنها لم تتمكن أبدًا من نسيان تلك الأيام، رغم مرور 21 عامًا، حيث شعرت كما لو كانت قد تركت وحدها، معبرة عن عدم فهمها لـ"عدم قيام الأمم المتحدة بإيقاف قصف الصرب للمدينة".
وأشارت بيرغمان إلى صعوبة مشاهدة الناس وهم يعانون دون أن يكون بإمكان المرء فعل شيء لمساعدتهم.
وأضافت بيرغمان التي نشرت مؤخرًا عبر صفحتها على الفيسبوك، صورة خلال وجودها في سربرنيتسا عام 1995، وهي تحمل طفلًا صغيرًا، أن "الطفل بوسني من سربرنيتسا، وكان أصمًا وأبكمًا، ويقضي كثيرًا من الوقت مع أفراد القوة الهولندية"، وترغب في معرفة ما إذا بقي على قيد الحياة.
وتنظم اليوم الإثنين في البوسنة مراسم إحياء الذكرى الـ 21 للمذبحة، ويدفن خلالها رفات 127 من الضحايا تم استخراجها من مقبرة جماعية قرب مدينة "فيسوكو" وسط البلاد، الإثنين الماضي، ويشارك في المراسم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
جدير بالذكر، أن القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش، دخلت سربرنيتسا في 11 تموز/يوليو 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة، وارتكبت مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 إلى 70 عامًا، وذلك بعدما قامت القوات الهولندية العاملة هناك بتسليم عشرات الآلاف من البوسنيين إلى القوات الصربية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.