بوينس آيرس/ الأناضول

في قلب الطبيعة الساحرة شمال شرقي الأرجنتين، تحتضن ولاية "ميسيونيس" شلالات إغوازو، حيث يتعانق هدير المياه مع خضرة الغابات المطيرة، في مشهد مهيب.

تقع الشلالات داخل منتزه إغوازو الوطني في مدينة بويرتو جواسيو وتمتد على الحدود بين الأرجنتين والبرازيل.

وتشكل الشلالات حاجزا مائيا هائلا يضم 275 شلالا، أبرزها شلال "حنجرة الشيطان" الشهير (نظرا لصوت هديره العالي) الذي يندفع من ارتفاع 80 مترا، في مشهد فريد من نوعه.

ومنذ إدراجها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1984، وشلالات إغوازو تواصل جذب الزوار من كل أنحاء العالم، حتى نالت عام 2011 لقب "إحدى عجائب الدنيا الطبيعية السبع الجديدة".

جنة برية

تتميز المنطقة بتنوعها البيئي الغني، إذ تؤوي الغابات الاستوائية المحيطة بالشلالات أنواعًا نادرة من الحيوانات مثل النمر الأمريكي (جاكوار) والبوما وخنزير التابير، إلى جانب مئات الطيور والفراشات، ما يجعلها واحدة من أكثر النظم البيئية تنوعا في أمريكا الجنوبية.

وتوفر الممرات المخصصة للمشي ورحلات القوارب فرصة استثنائية للاقتراب من الشلالات والتقاط صور لا تُنسى في أحضان الطبيعة، بينما تستقبل المطاعم ومتاجر الهدايا السياح مقدمة لمحات من الثقافة المحلية ومنتجات السكان الأصليين اليدوية.

ويرجع اسم "إغوازو" إلى لغة شعب الغواراني الأصلي ويعني "الماء العظيم"، وقد ورد أول ذكر للشلالات في رحلات المستكشف الإسباني ألفار نونييث كابيثا دي فاكا عام 1542.

ومنذ القرن التاسع عشر، بدأت المنطقة تكتشف إمكانياتها السياحية، بفضل مبادرات رجال أعمال مثل دومينغو أيارارغاري، والرسامة فيكتوريا أغويري التي دعمت فتح الطرق لتسهيل وصول الزوار إلى الشلالات.

وفي عام 1934، أقرت الحكومة الأرجنتينية إنشاء منتزه "إغوازو الوطني"، لحماية المنطقة الطبيعية من التوسع العمراني، والحفاظ على تنوعها البيئي والثقافي، وهي خطوة عززت من مكانتها على الصعيدين الوطني والعالمي.