
جاء ذلك في أول تصريح لبرساني (62عاما)، اليوم، بعد الانتخابات البرلمانية التشريعية الإيطالية التي استمرت على مداري يومي أمس وأول أمس، والذي أوضح فيه أن تحالفه لم يخرج منتصرا من تلك الانتخابات، لكنه هو الحزب الأول بين الأحزاب الأخرى التي شاركت في العملية الانتخابية.
وأوضح برساني أنهم سيكونون طرفا مؤثرا في العملية السياسية في إيطاليا، مشيرا إلى أنهم ينوون تقديم برنامج تغيير ليناقشه البرلمان يشمل إجراء تغييرات جذرية في البلاد، وذلك مثل الإصلاح السياسي، وإصدار قوانين جديدة بشأن الأحزاب، وغيرها من القضايا الأخرى، مشددا على ضرورة وجود حكومة "مناضلة منحازة للتغيير"
وأكد على أهمية الإستشارات التي يجريها مع الرئيس الإيطالي "جورجيو نابوليتانو"، مبينا أن تلك الإستشارات هى التي سترشده في المناخ السياسي المقدم عليه.
وفي رد منه على سؤال متعلق بإمكانية تشكيل حكومة إئتلافية مع حزب شعب الحرية (PDL) الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق "سيلفيو برلسكوني"، قال "برساني" إنه "لن يشكل أي حكومة إئتلافية مع برلسكوني"، ليغلق بذلك الباب أمام أي نوايا من حزب الأخير لتشكيل إئتلاف معه.
وناشد "برساني" حركة "خمسة نجوم" الاحتجاجية، بزعامة الكوميدي السابق "بيبه غريو"، التي خاضت الانتخابات منفردة، وحصلت على 25.55 من الأصوات في مجلس النواب، و 108 مقاعد، لتكون بذلك الحزب الأول من حيث عدد المقاعد، أن تتصرف "كحركة صاحبة مسؤولية".
وتابع قائلا "يجب على تلك الحركة أن تقوم بأداء كافة المسؤوليات التي تقع على عاتقها، وإلا فعليهم أن يلزمو منازلهم إن لم يفعلوا ذلك"، وطالبهم بالإفصاح عما يمكنهم أن يقدموه لإيطاليا وشعبها وأطفالها.
ومن جانبه أكد "بيبه غريو" زعيم حركة "خمسة نجوم" أنه لا توجد لديهم اي نوايا للإئتلاف مع أي حزب، مشيرا إلى أنهم سيدعمون في المستقبل تأسيس حكومة كفاءات غير حزبية "تكنوقراط" كتلك الحكومة التي أسسها رئيس الوزراء السابق "ماريو مونتي".
وأكد أنه سيلغي الضرائب على العقارات التي أقرها رئيس الوزراء الأسبق "برلسكوني"، موضحا أنه يرى "داريو فو" المخرج المسرحي والكاتب الإيطالي الحاصل على جائزة "نوبل " في الأداب في العام 1997، الأنسب للترشح للإنتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في شهر نيسان / أبريل القادم.
وعلى جانب آخر ذكر "سيلفيو برلسكوني" زعيم تحالف اليمين ، في أحد البرامج الحوارية التي شارك فيها اليوم، أنه لا حاجة إلى إعادة إجراء الإنتخابات البرلمانية مرة ثانية، وموضحا أنه لا داعي لحالة القلق الكبيرة التي انتابت الأسواق الإيطالية بسبب حالة الضبابية التي طرأت على الوضع السياسي في البلاد بعد الانتخابات.
يشار أن النتائج الرسمية للإنتخابات البرلمانية في إيطاليا أسفرت عن فوز صعب حققه بيير لويجي برساني زعيم اليسار. ففي الوقت الذي تقدم فيه اليسار بشكل واضح في مجلس النواب فان تحالف اليمين بزعامة سيلفيو برلسكوني احرز تقدما في مجلس الشيوخ. إلا أن الاختراق اللافت في هذه الانتخابات سجله الكوميدي بيبي غريللو زعيم حركة خمس نجوم الاحتجاجية والذي حل ثالثا بعد برلسكوني بحصوله على حوالى عشرين في المئة من الاصوات في مجلس النواب الامر الذي سيزيد من صعوبة تشكيل حكومة ايطالية قوية ومستقرة تطمئن الاوروبيين والاسواق.
اما ماريو مونتي رئيس الحكومة المنتهية ولايته والذي حظي بشعبية جيدة جدا بسبب تمكنه من استعادة مصداقية ايطاليا, فانه قد تضرر من عواقب سياسة التقشف فحل رابعا بحوالى عشرة في المئة فقط من الاصوات.