
عبد الرحمن فتحي
القاهرة - الأناضول
"اللهم أهلك الطاغية بشار وانصر أهل سوريا وعجل فرجهم".. بهذا الدعاء ارتفعت أكف آلاف المصلين ودموعهم تذرف في تراويح (صلاة القيام) أول يوم من شهر رمضان المبارك في مسجد "عمرو بن العاص" بالقاهرة أقدم مساجد مصر وإفريقيا.
وحظى الدعاء لسوريا - التي سقط بها آلاف القتلى منذ اندلاع الثورة في مارس 2011 - بالنصيب الأكبر من أدعية وابتهالات الإمام إسلام فكري في صلاة القيام أمس الجمعة، وذلك بعد قراءته آيات "إهلاك الظالمين" في ختام سورة إبراهيم خلافًا للمعتاد من قراءة قصار السور في ركعتي الشفع والوتر تمهيدًا لدعاء طويل على بشار الأسد.
ومن بين هذه الأدعية التي تأثر بها المصلون وتفاعلوا معها بالدموع والنحيب: "اللهم عليك ببشار وأعوانه وكل من ناصره في أي مكان".. "اللهم انصر أهل سوريا وعجل فرجهم واحقن دماءهم".. "اللهم أهلك بشارًا وحاشيته كما أهلكت عادًا وثمود".. "اللهم أرنا فيه يومًا قريبًا".. "اللهم لا ينتهي هذا الشهر الكريم إلا وقد حررت سوريا من الطاغية وأعوانه".
سوريا كانت حاضرة في تفاصيل أخرى بمشهد صلاة التراويح في أول أيام رمضان بـ"عمرو بن العاص"، فإلى جوار الدعاء ناشد صاحب خطبة التراويح في كلمته المصلين بنصرة أهل سوريا والدعاء لهم، كما شهدت ساحة المسجد بيع أعلام سوريا التي يرفعها الثوار وكذلك بيع ما يسمى بـ"زبيب سوريا الحرة"، بحسب مراسل وكالة الأناضول للأنباء.
الواقع المصري لم يغب عن تراويح أول يوم رمضان، فبعد الدعاء لسوريا، ردد الإمام الدعاء لمصر بأن يحفظ الله أهلها وأمنها ودعوات أخرى مثل "اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى"، كما تضمنت كلمة الخطيب تأكيدًا على ضرورة أن "يكون القرآن الكريم دستورًا للبلاد في ظل سعيها إلى التغيير للأفضل" بحد قوله.
وحرص الكثير من المصلين على التواجد بالمسجد قبل صلاة العشاء بوقت طويل لضمان أماكن متقدمة في الصفوف، وشهد المسجد إقبالاً نسائيًا كبيرًا قبل الصلاة.
وقام أحد أهل البر بتوزيع 500 مصحف على المتواجدين من المصلين الذين ضموا أيضًا العديد من العرب والمسلمين من دول أخرى.
وقام على خدمة المصلين في المسجد العاملون به، بالإضافة إلى عدد من الشباب المتطوعين من أهل المنطقة الذين حرصوا على توزيع الماء البارد والتمر بين ركعات الصلاة وخلال فترات الاستراحة المختلفة.
وجامع عمرو بن العاص بناه القائد المسلم المسمى باسمه عندما فتح مصر قبل 1400 عام، وهو أحد أكبر المساجد المصرية مساحة، ويشهد إقبالاً منقطع النظير من المصلين خلال شهر رمضان، وأكثر ما يشتهر به في هذا الشهر هو ليلة ختم القرآن في نهاية الشهر؛ حيث يعج بالآلاف في داخله ومحيطه والشوارع القريبة منه.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.