نيويورك/محمد طارق/الأناضول

أخفقت الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، مساء الجمعة، بإصدار وثيقة ختامية للمؤتمر العاشر لمراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وعقد المؤتمر بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، من 1 إلى 26 أغسطس/آب الجاري، وفق مراسل الأناضول.

ولم تتمكن الدول الأعضاء بالمعاهدة، من الاتفاق على صياغة مقبولة للجميع بشأن بعض الفقرات الواردة بمسودّة الوثيقة المكوّنة من 36 صفحة.

وقال دبلوماسيون لمراسل الأناضول، إن الوفد الروسي المشارك في المفاوضات رفض بشدة أي إشارة في المسودّة تتعلق بسيطرة القوات الروسية على محطة "زابوريجيا" للطاقة النووية (جنوب شرق أوكرانيا).

وأدانت مسودة الوثيقة الختامية "التهديد باستخدام الأسلحة النووية"، ودعت إلى "وقف تحديث الترسانات النووية لدى الدول الحائزة لها".

وأعربت المسودة عن "القلق العميق بشأن العمليات العسكرية الجارية في وبالقرب من محطة زابوريجيا للطاقة النووية".

وطالبت "باستعادة سيطرة السلطات الأوكرانية المختصة على المحطة التي باتت تحت سيطرة القوات الروسية، منذ 4 مارس/آذار الماضي".

ويشهد محيط المحطة هجمات جوية تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأنها.

وتعدّ زابوريجيا أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وتضمّ 6 مفاعلات نووية، وتوفر نحو 20 بالمئة من إجمالي الكهرباء في أوكرانيا، وتبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي 5700 ميغاواط/ساعة.

وتلا الممثل الدائم لفرنسا في مؤتمر نزع السلاح، السفير يان هوانغ"، بيانًا على الصحفيين بالنيابة عن 55 دولة من بينها تركيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وأكد البيان، "الالتزام بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية باعتبارها حجر الزاوية في نزع السلاح النووي ونظام عدم الانتشار".

في المقابل، أعرب نائب مدير "إدارة منع الانتشار والحد من التسلح" بوزارة الخارجية الروسية إيغور فيشنفيتسكي، عن "الأسف بشأن عدم وجود إجماع على الوثيقة الختامية للمؤتمر".

وقال في كلمة له خلال الجلسة الختامية للمؤتمر، إن "هناك عدة دول لم توافق على نطاق كبير من المسائل الواردة بمسودة الوثيقة".

ويتطلب صدور الوثيقة النهائية موافقة جميع الدول الأطراف في المعاهدة البالغ عددها 191 دولة.

يشار أن هذا هو المؤتمر الثاني على التوالي الذي يعقد لمراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي، وتفشل الدول الأعضاء في التوصل إلى وثيقة ختامية بشأنه.

وعقد المؤتمر السابق عام 2015، وحالت الخلافات آنذاك حول ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، دون التوصل إلى وثيقة ختامية للمؤتمر.

ومنذ دخول المعاهدة حيّز التنفيذ عام 1970، تعقد الدول الموقّعة على المعاهدة مؤتمرًا كلّ 5 سنوات لمراجعة تطبيقها.

وتهدف المعاهدة إلى تعزيز التعاون بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية بهدف نزع السلاح النووي من كلّ أرجاء العالم.