دولي

أول مئة يوم من حكم باكستان.. "كشف حساب" لعمران خان (تقرير)

محلل باكستاني: عمران خان لم يتمكن حتى الآن من غرس الثقة بين الناس حول اتجاه وسياسات حكومته..

Khalaf Rasha  | 27.11.2018 - محدث : 27.11.2018
أول مئة يوم من حكم باكستان.. "كشف حساب" لعمران خان (تقرير)

Pakistan

كراتشي / عامر لطيف / الأناضول

صوت ملايين الباكستانيين في الانتخابات العامة، يوليو/تموز الماضي، لصالح التغيير، الذي وعد به عمران خان (رئيس الوزراء حاليا)، في أول مئة يوم له في الحكم.

ارتكز جدول أعمال حزب خان (حركة الإنصاف) على 6 أبعاد هي: إعادة هيكلة نظام الحكم وتقوية النظام الاتحادي (الفيدرالي)، تنشيط النمو الاقتصادي، النهوض بالزراعة، الحفاظ على المياه، وإحداث تغيير جذري في القطاع الاجتماعي، وضمان الأمن القومي.

وتحديدا، تعهد نجم الكريكيت الدولي السابق (66 عاما) بتوفير 10 ملايين فرصة عمل، وتيسير الأمور للقطاع الخاص لبناء 5 ملايين مسكن منخفض التكلفة، والحد من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، ومعالجة أزمة الطاقة، مع إيلاء أهمية كبيرة للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.

كما وعد بتسيير شؤون البلد الآسيوي، دون الحصول على قروض أجنبية.

وأكمل خان، الذي تولى مهام منصبه في 18 أغسطس/آب، أول مئة يوم له في الحكم، يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لكن ناخبيه لا يزالون ينتظرون "التغيير" الذي وعدهم به.

وقال حيدر جمالي، محاسب في شركة محلية، للأناضول: "لقد فعل خان كل شيء في أول 100 يوم على نقيض ما وعدنا به".

وأضاف: "لم نكن نتوقع معجزات، لكن على الأقل كان يجب أن يمنح بعض الراحة للناس المتضررين من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك الطاقة والبترول".

وتابع جمالي: "تغيرت الأمور من سيئ إلى أسوأ من حيث التضخم وارتفاع الأسعار في الأشهر الثلاثة الأخيرة".

وأعلنت الحكومة زيادة في أسعار الكهرباء والمواد البترولية والغاز، بعد انخفاض قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي، الشهر الماضي.

غير أن نعيم عباسي، وهو فني كمبيوتر في شركة، أبدى تأييده لحكومة خان لـ"كونها غير فاسدة".

وقال عباسي للأناضول: "صحيح أن بدايات حكومته لم تكن جيدة. لكن أحد الجوانب الجيدة لهذه الحكومة هو أنها كانت صادقة بشأن الظروف الاقتصادية الحالية، وأبدت التزامها بمعالجتها في السنوات القادمة".

كما أشاد برد رئيس الوزراء الباكستاني على تغريدة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ضد باكستان، التي قلل فيها من دور إسلام آباد في الحرب ضد الإرهاب.

واتهم ترامب إسلام آباد بأنها ساعدت زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن على الاختباء بأراضيها، ولم تقدم شيئا لواشنطن في الحرب على الإرهاب.

وموجهًا حديثه إلى ترامب، قال خان، عبر "تويتر" في وقت سابق من الشهر الجاري: "لا تجعلوا باكستان كبش فداء لفشلكم في أفغانستان".

** "رجل التحولات"

خصوم خان يصفونه بأنه "رجل التحولات"، في إشارة ساخرة إلى تحولات سياسته.

ويبدو أن فترة حكمه القصيرة حتى الآن أعادت التأكيد على هذه الرؤية.

خلال حملته الانتخابية، قال خان: "أُفضّل أن أموت، بدلا من أن أتوسل للحصول على قروض".

لكن اقتصاد باكستان المتعثر أجبره على اقتراض مليارات الدولارات من السعودية والصين. وتجري إسلام آباد محادثات حاليا مع صندوق النقد الدولي للحصول على حزمة مساعدات.

تمحورت حملة خان حول شعارات مكافحة الفساد والمحسوبية، لكنه عيّن أصدقاء وأفراد من عائلاتهم في مناصب حكومية رئيسية، ما أثار انتقادات من وسائل الإعلام المحلية.

في لقاء صحفي، حاول خان تبرير قراراته السياسية بقوله: "إذا كنت تمشي ويوجد جدار أمامك، فسيتعين عليك أن تغير طريقك وتجد سبيلا آخر، والزعيم الذي لا يعرف كيف يقوم بالتحولات المناسبة لا يكون ناجحا".

وعلى الصعيد السياسي، لم تنجح حكومة خان في تقديم أو تمرير أي تشريع عبر الجمعية الوطنية (البرلمان).

وقال المحلل السياسي الباكستاني، زاهد حسين، للأناضول: "مئة يوم لا تكفي بالطبع لتقييم أداء الحكومة، لكن صحيح للأسف أن خان لم يتمكن حتى الآن من غرس الثقة بين الناس حول اتجاه وسياسات حكومته".

وأضاف: "الشيء الآخر الذي يفتقر إليه هو أنه لا يبدو أنه يركز على القضايا الرئيسية التي تواجه البلاد، مثل الاقتصاد والحكم والإرهاب".

ورأى أنه "يتصرف كزعيم معارض، بدلا من رئيس وزراء".

على الجانب الآخر، قال افتخار دوراني، المتحدث باسم رئيس الوزراء الباكستاني، إن أكبر إنجاز للحكومة هو إنقاذ باكستان من أزمتها المالية.

وأضاف: "لقد حددنا الاتجاه.. سنلتزم بوعدنا بتوفير 10 ملايين وظيفة و 5 ملايين منزل".

وأردف: "ناخبونا ليسوا غاضبين منا. لا يمانعون إذا ما اضطروا إلى تحمل ارتفاع الأسعار والتضخم خلال الأشهر السبعة أو الثمانية القادمة".

وتواجه باكستان تعثرات اقتصادية في ظل أزمة ديون وصفها خان نفسه، في وقت سابق، بأنها "الأسوأ في تاريخ البلاد".

واتسع عجز ميزان المعاملات الجارية في باكستان إلى 43 بالمائة عند نحو 18 مليار دولار في السنة المالية المنتهية يوم 30 يونيو/حزيران، في وقت قفز فيه عجز الموازنة إلى 6.6 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وسبق لباكستان أن حصلت على دعم مالي من السعودية والصين، بهدف الحفاظ على توازن ديونها.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın