تركيا

واشنطن تعرض على تركيا تأسيس مجموعة عمل حول عقوبات "كاتسا"

تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، خلال اجتماع تقييم أداء وزارته لعام 2020: - أنقرة وافقت على المقترح الأمريكي لأنها تقف إلى جانب الحوار دائمًا

30.12.2020 - محدث : 30.12.2020
واشنطن تعرض على تركيا تأسيس مجموعة عمل حول عقوبات "كاتسا"

Ankara

أنقرة/ الأناضول

تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، خلال اجتماع تقييم أداء وزارته لعام 2020:
- أنقرة وافقت على المقترح الأمريكي لأنها تقف إلى جانب الحوار دائمًا
- العقوبات الأمريكية على تركيا "قرار خاطئ، لأنها بمثابة اعتداء على السيادة التركية"
- تركيا أثبتت للجميع أنه لا يمكن القيام بأي فعالية في شرق المتوسط بمعزل عنها
- مستعدون للسير بعلاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي في بيئة أكثر إيجابية وننتظر منه أن يكون كذلك
- تركيا أصبحت عاملًا مهما في قضايا مثل سوريا وليبيا وشرق المتوسط وقبرص وإقليم "قره باغ"
- مشكلة تنظيم غولن مستمرة، ودعم واشنطن لـ"بي كا كا" و"ي ب ك" شمالي سوريا متواصل
- حفتر يستخدم لغة التهديد، وإذا واصل هذا الخطاب ضدنا، فإنه هدف مشروع لنا
- العلاقات مع إسرائيل أصبحت على ما عليه بسبب سياساتها العدوانية تجاه فلسطين

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن الولايات المتحدة عرضت على أنقرة تأسيس مجموعة عمل مشتركة بشأن العقوبات المرتبطة بقانون "كاتسا". 

وأضاف تشاووش أوغلو في كلمته الأربعاء، أمام اجتماع تقييم أداء وزارته خلال العام 2020 في العاصمة أنقرة، أن بلاده وافقت على المقترح الأمريكي لأنها تقف إلى جانب الحوار دائمًا.

وأوضح الوزير أن العقوبات الأمريكية على تركيا تعتبر وفقا للسياسة "قرارا خاطئا، لأنها بمثابة اعتداء على السيادة التركية".

وفي 14 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا على خلفية شرائها منظومة "S-400" الدفاعية من روسيا، استنادا لقانون معاقبة الدول المتعاونة مع خصوم واشنطن "كاتسا"، الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب، ودخل حيز التنفيذ في 2 أغسطس/آب 2017.

وصرّح تشاووش أوغلو بأن هناك بعض المشاكل مع الولايات المتحدة خلال العام 2020، مشيرا إلى استمرار مشكلة "تنظيم غولن"، ومواصلة واشنطن دعم منظمتي "بي كا كا" و"ي ب ك" شمالي سوريا.

ولفت إلى أن القضية المتعلقة بتزود أنقرة بمنظومة الصواريخ الروسية "S-400" لا زالت على جدول الأعمال، إضافة إلى قرار العقوبات على تركيا المتعلقة بقانون "كاتسا".

وسبق أن عرضت أنقرة على واشنطن تأسيس مجموعة عمل على خلفية شرائها منظومة الدفاع الروسية "S-400"، إلا أن الإدارة الأمريكية لم تقبله.

وأضاف: "سبق أن عرضنا إنشاء مجموعة عمل، تضم خبراء من حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة وتركيا ليقيّموا ما إذا كانت المزاعم المتعلقة بـS-400 صحيحة أم لا. الولايات المتحدة لم تستجب حينها".

وتابع: "قلنا خلال مكالمة هاتفية أجريناها مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن العرض سار، والأمريكان قالوا لنعمل معا بخصوص هذا الموضوع. لم يتم تشكيل مجموعة عمل مشتركة، ولكن هناك محادثات. عندما يتم تشكيل مجموعة العمل سنعلن عن ذلك".

وأكد استعداد تركيا في عام 2021، لتسيير العلاقات مع الإدارة الامريكية الجديدة بشكل أكثر سلامة، مضيفا: "مستعدون لاتخاذ خطوات لحل المشاكل مع واشنطن".

وعلى صعيد آخر، ذكر تشاووش أوغلو، أن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي خلال العام 2020، شهدت صعودا وهبوطا وخاصة مع اليونان وإدارة قبرص الرومية، ثم التوتر مع فرنسا.

وأضاف قائلا: "مستعدون للسير بعلاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي في بيئة أكثر إيجابية العام المقبل، وننتظر من الاتحاد أن يكون كذلك".

وبخصوص إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول إلى الدول الأعضاء في الاتحاد، لفت أن الموضوع عالق بسبب التفاصيل الصغيرة في بعض المواد التي تستوفيها تركيا.

وتابع: "رفع التأشيرات وتطبيق الاتحاد الجمركي يمكن تحقيقه. الاتحاد الجمركي يصب لمصلحة الاتحاد الأوروبي حتى أن هناك دول ستستفيد أكثر منا".

وأضاف: "لكن ما نطمح إليه واضح في مسألة مكافحة الإرهاب (دعم تركيا). إذا اتخذ الاتحاد خطوات بشأن هذه القضايا، فإن المناخ الإيجابي الذي ذكرناه سيمهد الطريق أمام علاقاتنا في مجالات أخرى".

وتابع موضحًا: "الدبلوماسية كانت أولويتنا خلال العام 2020، وعندما أُغلقت قنوات الحوار تواجدنا في الميدان لإعادة فتحها مجددا".

وبشأن شرقي المتوسط، قال تشاووش أوغلو: "أظهرنا تصميمنا على حماية حقوقنا وحقوق القبارصة الأتراك من جهة، وأبدينا تأييدنا المشاركة العادلة (للموارد) من ناحية ثانية". 

وتابع: "على الرغم من وجود خلافات في الرأي في إطار مؤتمر شرق المتوسط ​​متعدد الأطراف، إلا أنه يمكننا التباحث بخصوصه وتخفيض ​​التوتر في البحر الأبيض المتوسط".

وأكد أن تركيا أثبتت للجميع أنه لا يمكن القيام بأي فعالية في شرق البحر المتوسط بمعزل عن أنقرة.

ولفت إلى أن تركيا أصبحت عاملًا مهما في قضايا مثل سوريا وليبيا وشرق المتوسط وقبرص وإقليم "قره باغ" الأذربيجاني رغم جائحة كورونا، وأنها حققت نجاحات لصالحها.

وأكد أن الخطوات التي اتخذتها تركيا والنجاحات التي حققتها في حماية مصالحها المشروعة أزعجت البعض، مشيرا أن ملف شرق المتوسط أحد الأولويات في حماية المصالح المشروعة لتركيا وشعبها.

وأضاف أن تركيا ترغب في إحلال السلام والاستقرار في المتوسط، من خلال المشاركة العادلة للجميع، لافتا أن أنقرة تواصل عملها مع الاتحاد الأوروبي من أجل إقامة مؤتمر متعدد الأطراف بهذا الصدد.

وحول دعم بلاده لأذربيجان، قال تشاووش أوغلو، إن قضية إقليم "قره باغ" كانت من أهم الأحداث في عام 2020، وأنه عقب فشل الدبلوماسية لمدة 30 عاما، استعادت أذربيجان حقوقها بمعركة جرت على الأرض.

وأكد أن أنقرة قدمت لباكو الدعم الكامل وستستمر في ذلك ليس لأنها بلد شقيق وحسب، بل لأنها دولة صاحبة حق.

وذكر أنه بحث مع نظيره الروسي الثلاثاء، مركز المراقبة المشتركة الخاص بوقف إطلاق النار في أذربيجان، لافتا أن احترام أرمينيا لاتفاقية وقف النار ولسيادة أذربيجان يمهد الطريق للتطبيع الذي سيكون أكثر فائدة لها ولشعبها.

وبخصوص الأزمة الليبية، أكد موقف تركيا الداعم للعملية السياسية، مشيرا للجهود التركية المهمة في تنفيذها بالتعاون الوثيق مع جهات فاعلة.

وحول الأزمة السورية، أوضح الوزير أن عمليات تركيا العسكرية في شمالي سوريا، جنبت حدوث كارثة إنسانية كبيرة، ومكنت ملايين اللاجئين من البقاء في أرضهم وأعادت 300 ألف سوري إلى منازلهم.

ولفت أنه رغم توقيع اتفاقيات وقف إطلاق النار إلا أنه تحدث بعض الانتهاكات من قبل النظام السوري وداعميه.

ولفت إلى محاولات الإرهابيين للتسلل إلى مناطق بينها "درع الفرات" و"نبع السلام" (شمالي سوريا)، وأن بلاده تقوم بتحييدهم.

وأوضح أن بلاده وجهت رسائل واضحة خلال مباحثاتها مع روسيا حول مسألتي تسلل الإرهابيين وتهديدات الجنرال الانقلابي خليفة حفتر ضد بلاده.

وقال: "حفتر يستخدم لغة التهديد، وإذا واصل هذا الخطاب ضدنا، فإنه هدف مشروع لنا. قلنا نفس الشيء بخصوص بي كا كا / ي ب ك".

وذكر أن عام 2020، شهد جائحة كورونا الحدث الذي هز العالم بأسره وكان أكبر تحد منذ الحرب العالمية الثانية.

وأوضح أن بلاده قدمت نتائج جيدة خلال اختبار مكافحة كورونا، بفضل النظام الرئاسي الذي سرّع من اتخاذ قرارات وتنفيذها، حيث أن العالم شهد مدى قوة النظام الصحي في تركيا.

وحول القضية القبرصية، أوضح تشاووش أوغلو، أن تركيا ستواصل حماية حقوق القبارصة الأتراك في شرق المتوسط.

كما شدد على رغبة بلاده في التوصل إلى حل دائم في الجزيرة، قائلا "إن مساعي إنشاء دولة اتحادية في قبرص باءت بالفشل، ما دفع أنقرة لطرح حل الدولتين".

وأضاف: "إذا تحققت التسوية على حل الدولتين، فإن عدد القضايا التي سيتم التفاوض عليها سيكون قليلًا جدًا، ومن ثم يمكن الانتهاء منها بشكل أسرع".

وأشار إلى قبول شطري الجزيرة بحل الدولتين، موضحا أن "رئيس قبرص الرومية نيكوس أناستاسياديس، كان قد صرح في قمة كرانس مونتانا، أن حل الدولتين هو أفضل حل للقضية القبرصية".

وأضاف أن أناستاسياديس عاد ونفى تلك التصريحات، مؤكدا أن أحد أسباب الأزمة يكمن في عدم صدق الطرف اليوناني والرومي، وعدم تبنيهما مبادئ ثابتة.

ولفت إلى أنه سيتم عقد اجتماعات غير رسمية تشمل الأطراف الخمسة+ الأمم المتحدة، التي اقترحتها تركيا، خلال الأشهر القليلة القادمة.

وحول رغبة اليونان في توسيع مياهها الإقليمية في البحر الأيوني من 6 أميال إلى 12 ميلاً، استذكر تشاووش أوغلو موقف بلاده بالقول: "قلنا لهم (اليونان) إذا اتخذتم خطوة (مماثلة) بخصوص بحر إيجه ستعرفون رد تركيا، وأبلغناهم بعدم اتخاذ هذه الخطوة".

وقال في سياق آخر، إن تركيا ليست عضو في الاتحاد الأوروبي حتى الآن، بالرغم من كونها من الدول المؤسسة لعدد من مؤسساته، لافتا إلى الإصلاحات التي أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان في الآونة الأخيرة.

وأكد على عزيمة تركيا في مواصلة الكفاح ضد الإرهاب من جهة، وتسريع عملية الإصلاحات من جهة أخرى.

كما أشار إلى إطلاق عملية لإعادة العلاقات مع فرنسا إلى طبيعتها، عقب التوترات الأخيرة، لافتا أن نجاحها متعلق بمدى مصداقية الجانب الفرنسي.

وتطرق إلى عملية بريكست، قائلا إن بريطانيا وتركيا وقعتا على اتفاقية للتجارة الحرة، معربا عن أمله في تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.

وأوضح أنه تناول خلال زيارته الأخيرة إلى روسيا، عددا من القضايا إلى جانب العلاقات الثنائية، أبرزها الملف السوري، والليبي، وقضية إقليم قره باغ.

وأشار إلى وجود بعض الأطراف التي تفسر علاقات تركيا الدبلوماسية بشكل خاطئ، مؤكدا أن أنقرة تتمتع بعلاقات متوازنة مع كل من الدول الأوروبية، وروسيا، وباقي الدول على حدا سواء.

وفي معرض رده على سؤال حول العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، وأوضح جاويش أوغلو أن العلاقات أصبحت على ما عليه بسبب السياسات العدوانية لإسرائيل تجاه فلسطين.

وأضاف: "إذا استمرت إسرائيل في هذه الخطوات، فإن مواصلة علاقة سليمة غير ممكنة، ولهذا السبب فإن وضع العلاقات مرتبط بإسرائيل، وإذا حدث تطبيع، فإننا سنقرر أيضًا تعيين سفراء بشكل متبادل".

وحول موقف الإمارات تجاه تركيا، وصف تشاووش أوغلو سياساتها حيال بلاده بأنها "غير ودية".

وفي مطلع مايو/أيار 2020، دعت وزارة الخارجية التركية، حكومة الإمارات إلى التخلي عن اتخاذ موقف عدائي ضد تركيا، وأن تلزم حدودها.

وقال المتحدث باسم الوزارة حامي أقصوي، إن المجتمع الدولي على دراية بحركات زعزعة الاستقرار والأمن والسلم الدوليين التي تنفذها الإمارات في المنطقة بأسرها، ومنها اليمن وسوريا والقرن الإفريقي وليس ليبيا فقط.

وأردف: "وفي هذا الإطار، فإن دعم الإمارات للتنظيمات الإرهابية على رأسها (حركة) الشباب، والأنشطة الانفصالية في اليمن ليست سرًا، وندعو إدارة الإمارات إلى التخلي عن اتخاذ موقع عدائي ضد بلدنا، والتزام حدودها".


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.