تركيا, دولي

مسؤول عسكري كوري: لولا تركيا لما كانت كوريا الجنوبية موجودة الآن (مقابلة)

ملحق الدفاع البحري التابع لسفارة كوريا الجنوبية في أنقرة "جاسيك بارك"، ذكر أن بلاده "لم تكن لتستعيد مدينة سيول (العاصمة الكورية الجنوبية)، لولا النصر الذي حققته تركيا أمام الجيش الصيني في كوميانغ جانغ ني".

27.07.2018 - محدث : 27.07.2018
مسؤول عسكري كوري: لولا تركيا لما كانت كوريا الجنوبية موجودة الآن (مقابلة)

Ankara

أنقرة / نازلي يوزباشي أوغلو / الأناضول

قال الضابط في ملحق الدفاع البحري التابع لسفارة كوريا الجنوبية في أنقرة "جاسيك بارك"، إنه لولا وقوف الجيش والشعب التركي إلى جانب بلاده، لما كان هناك كوريا الجنوبية الآن.

جاء ذلك في حوار أجرته الأناضول مع "بارك"، تحدث خلاله عن الإسهامات التي قدمتها تركيا لكوريا الجنوبية في حربها مع جارتها الشمالية (1950 ـ 1953).

وأكد أن بلاده لا يمكنها أن تنسى الدعم الذي قدمته تركيا لها، مذكرا بأن الأخيرة شاركت بـ 4 ألوية مؤلفة من 21 ألفا و212 جنديا.

وأعرب "بارك" عن امتنان وشكر الشعب الكوري لنظيره التركي، لما قدمه من تضحيات خلال الحرب الكورية.

ولفت إلى أن تركيا احتلت المركز الرابع من حيث عدد الجنود الذين شاركوا إلى جانب بلاده (21 ألفا و212 جنديا).

كما أنها جاءت في المقام الثالث (بين 16 دولة) من حيث عدد القتلى والجرحى والأسرى، بحسب "بارك".

المسؤول العسكري أوضح أن عدد القتلى الكوريين الجنوبيين بلغ 178 ألفا و569 جنديا، منهم 40 ألفا و670 جنديا من الجنود الذين أرسلتهم الأمم المتحدة، فيما بلغ عدد الذين قتلوا في كوريا الشمالية 508 آلاف و797 جنديا.

وأشار "بارك" إلى أن خسائر بلاده فاقت خسائر كوريا الشمالية، موضحا أن إجمالي خسائر الجنوبية بلغ 700 ألف (مع جنود الأمم المتحدة). فيما وصلت خسائر كوريا الشمالية مع الجنود الصينيين (الذين دعموها) ما يقارب مليونا ونصف مليون جندي، كما قال "بارك".

ونوه المسؤول أن بعض المصادر تذكر خطأ أن عدد الجنود الأتراك الذين شاركوا في الحرب بلغ 15 ألفا فقط، وليس 21 ألفا و212.

ولفت أن السبب يعود إلى كون اللواء الرابع الذي خرج من تركيا ووصل ميناء بوسان (على الساحل الجنوبي) في رحلة بحرية استغرقت 30 يوما، تزامن مع إعلان وقف إطلاق النار.

وأوضح: اتخذت الألوية التركية الثلاثة التي وصلت قبل الرابع أماكنها في الصف الأول من المعركة، وتضمن عدد الجنود الذين اشتملت عليهم الألوية الثلاثة 15 ألفا".

واستدرك "بارك": "لكن هذا لا يعني أن اللواء الرابع لم يشارك في الحرب، وذلك لكون الجنود تلقوا الأوامر بالصعود على السفينة والتوجه إلى ميناء بوسان في وقت كانت فيه الحرب مستمرة".

وقال مستندا إلى مصادر تركية، إن عدد قتلى الجيش التركي بلغ 900 جندي، في المركز الثالث بعد الولايات المتحدة وبريطانيا.

** مجريات الحرب

وعن مجريات الحرب الكورية آنذاك قال بارك: "الألوية التركية عبرت فور وصولها إلى ميناء بوسان باتجاه مدينة كونري الواقعة في كوريا الجنوبية، وفي تلك الفترة كانت قوات كوريا الشمالية قد كثفت من هجماتها، واحتلت تقريبا المناطق جميعها".

وأضاف: "لم يتبقَ لدينا سوى منطقة صغيرة قريبة من ميناء بوسان، وبدأ جيش كوريا الشمالية بالتوجه نحو الأعلى، ونحن (الجيش الكوري الجنوبي) أيضا تقدمنا، لكن لم نكن نعلم أن الصين حشدت قواتها".

"عندما علمت أمريكا بالقوات الصينية اتخذت قرارا بالانسحاب، لكن ذلك لم يكن سهلا، فعدد الجنود الصينيين كان كبيرا للغاية"، يضيف "بارك".

وأكد أن "اللواء التركي الأول حاول التصدي بوجه الجيش الصيني، لكن ولكثرة أعداد الجيش الصيني كان ذلك شبه مستحيل، ولذلك فإن حجم الخسائر في كونري كان كبيرا للغاية، و60 بالمئة من شهداء تركيا سقطوا (ارتقوا) في مدينة كونري".

وذكر "بارك" أن بلاده "لم تكن لتستعيد مدينة سيول (العاصمة الكورية الجنوبية)، لولا النصر الذي حققته تركيا أمام الجيش الصيني في كوميانغ جانغ ني".

وأشار إلى أن الجيش التركي سخّر تجربته التي خلص إليها في حرب "جناق قلعة" (1915 ـ 1916) خلال مواجهته مع الصين، مضيفا: "عدد شهداء الجيش التركي في المواجهة بلغ 12 فقط، في حين بلغ عدد قتلى الجيش الصيني ألفا و995".

وفي ختام حواره، لفت المسؤول العسكري إلى وجود 462 ضريحا لشهداء تركيا الذين ارتقوا بالحرب في كوريا، واصفا الشعب التركي بـ "الأخ والشقيق"، مؤكدا أن بلاده ما زالت تتواصل مع الجنود الجرحى وذويهم وذوي الشهداء الأتراك.

وفي 25 يونيو / حزيران 1950، اشتعل فتيل الحرب عندما هاجمت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية، وتوسع نطاق الحرب بعدما تدخلت الأمم المتحدة، وأرسلت 16 دولة على رأسها تركيا والولايات المتحدة مساعدات عسكرية إلى كوريا الجنوبية، لتصمد في وجه الصين التي كانت تدعم كوريا الشمالية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.