أنقرة/ غوكسال يلدريم/ الأناضول

يشهد مشروع طائرة "حُرجيت" التركية، تقدما متزامنا في 3 محاور بآن واحد، بدءا من الاختبارات، مرورا بالإنتاج المتسلسل وصولا إلى التصدير.

المشروع الذي نقل قطاع الصناعات الدفاعية التركية إلى مستوى متقدم في مجال الطائرات النفاثة، تنفذه شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية "توساش"، وتشرف عليه هيئة الصناعات الدفاعية التركية التابعة لرئاسة الجمهورية.

وفي إطار المشروع، تم تنفيذ 340 طلعة جوية حتى اليوم، وبلغ إجمالي ساعات طيران "حرجيت" حوالي 260 ساعة ضمن أنشطة التطوير والاختبار باستخدام نموذجين أوليين للطائرة.

وتتواصل أعمال الاختبار والإنتاج التسلسلي والتصدير بشكل متزامن لمشروع "حرجيت"، فيما يسير العمل وفق الجدول المخطط لتسليم عدد من هذه الطائرات لفريق "النجوم التركية" التابع لسلاح الجو، خلال عام 2026.

وفي حين تستمر عمليات تجميع قطع الطائرات المقرر تسليمها للعملاء، العام المقبل، يهدف القائمون على المشروع لتنفيذ أولى رحلات الطيران لهذه الطائرات المنتجة، خلال الربع الأول من 2026.

- البدايات في 2017

وكانت تركيا قد أطلقت في أغسطس/ آب 2017، مشروع تصنيع طائرة "حرجيت" لأغراض التدريب والهجوم الخفيف، بقدرات محلية ووطنية.

وبحلول يونيو/ حزيران 2022، تم استكمال تصنيع أول دفعة من أجزاء الطائرة، لتنقل بعدها إلى خط التجميع والتركيب عبر مراسم خاصة.

وبعد الانتهاء من أعمال التركيب والتجميع، بدأت "حرجيت" تختضع للاختبارات الأرضية التي تشمل منظومة الهبوط، والتمديدات الكهربائية، وآلية قمرة القيادة والاختبارات الكهربائية الأخرى.

كما خضعت الطائرة المحلية التركية، في الفترة الزمنية نفسها، لاختبارات الأنظمة المطلوبة لتشغيل المحرك لأول مرة، بما في ذلك اختبارات نظام الطيران الإلكتروني والنظام الكهربائي ونظام الوقود.

وفي 30 يناير/ كانون الثاني 2023، كانت أول طائرة تدريب تركية أسرع من الصوت تعمل بمحرك نفاث، على موعد مع تشغيل محركها لأول مرة، بينما دشنت أول تحليق في الأجواء يوم 25 أبريل/ نيسان 2023.

واصلت "حرجيت" بعد أول رحلة طيران تجريبية لها، اختبارات الطيران، فيما تحضّر الشركة المصنعة "توساش" لإنشاء بنية تحتية للإنتاج التسلسلي تتيح القدرة على تسليم طائرتين من هذا الطراز شهريا.

"حرجيت" المزودة بقمرة قيادة مزدوجة، صممت لتؤدي دورًا فعالاً في تدريب الطيارين على الطائرات الحربية الحديثة، وذلك بفضل ميزات أدائها العالية.

ومن المقرر أن تكون "حرجيت" قادرة على تنفيذ مهام متعددة في آن واحد مثل الطلعات التدريبية، والانتقال للجاهزية القتالية، والدوريات الجوية بشقيها المسلّحة والاستطلاعية، فضلاً عن إمكانية استخدامها كطائرة استعراض أكروباتية.

ويبلغ طول "حرجيت" 13.6 مترا، وارتفاعها 4.1 أمتار، فيما يصل القطر الواصل بين جناحيها إلى 9.5 أمتار، وستكون قادرة على الطيران بسرعة 1.4 ماخ، وعلى ارتفاع يصل إلى 45 ألف قدم كحد أقصى.

وتضم الطائرة التركية 7 منصات تعليق للأسلحة والحمولات على جسمها، حيث يمكن تزويدها بحمولات مختلفة.

وفيما يخص وزن الحمولات، تستطيع "حرجيت" حمل أكثر من 3 أطنان من الذخائر أو الأنظمة الأخرى ذات الصلة.

- عد تنازلي

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، وافقت الحكومة الإسبانية على شراء 45 طائرة "حُرجيت"، حيث من المقرر أن تبرم الصفقة بين أنقرة ومدريد في المستقبل القريب.

ومؤخرا، نقلت موقع "الإسبانول" الإسباني، عن محمد دمير أوغلو، المدير العام لشركة "توساش"، قوله إن الأخيرة جاهزة وأكملت استعداداتها لإبرام صفقة تصدير "حرجيت" لمدريد.

وأضاف أن أسابيع قليلة فقط تفصل تركيا وإسبانيا عن إبرام صفقة التصدير النهائية لـ "حرجيت"، مبينا أنه لم تعد هناك مسائل موضع خلاف بين البلدين في هذا الخصوص.

وأشار دمير أوغلو إلى أن "حرجيت" صُممت أساسًا كطائرة تدريب نفاثة مخصّصة للتدريب، إلا أنه في حال ظهور احتياجات مهام جديدة أو طلبات لإصدار نسخ مختلفة، فإن شركة "توساش" تمتلك القدرة على التكيّف بسرعة مع هذه المتطلبات.

وأوضح أنه سيتم الإعلان عن نسخ "حرجيت" الأخرى وميزاتها وجدول التسليم المتعلق بالصفقة، بالتزامن مع توقيعها.

ومن المقرر أن تقدم إسبانيا على برنامج لاستبدال طائرات "إف 5" في إطار برنامج تدريب متكامل جديد، وتُقدَّر تكلفته بحوالي 3 مليارات و120 مليون يورو.

وفي هذا الإطار، من المخطط أن تبدأ عمليات تسليم طائرات "حرجيت" إلى إسبانيا، خلال عام 2028.