أنطاليا/ الأناضول

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، أن تركيا تلعب دورا مهما داخل الحلف، وأن الرئيس رجب طيب أردوغان، زعيم رائع ويحظى باحترام نظرائه في الناتو.

جاء ذلك في تصريح للأناضول على هامش الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الناتو بولاية أنطاليا التركية، الأربعاء.

وحول مفاوضات إسطنبول المرتقبة غداً الخميس، قال روته: "هناك فرصة حقيقية لتحسين الوضع في قضية أوكرانيا، وتركيا تلعب دورا كبيرا في هذا الشأن".

وأشار روته، إلى تحقيق تقدم ملحوظ خلال الأيام الماضية فيما يخص إنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.

وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نجح في إزالة "الجمود" بين الطرفين.

وتابع: "من الصعب بالنسبة لي أن أقرر ما سيحدث في الساعات الـ24 أو الـ48 المقبلة، فأنا على اتصال وثيق مع كافة الأطراف الرئيسية في المفاوضات".

وقال روته، إن الأيام الـ10 إلى الـ15 المقبلة تحمل فرصا مهمة لتحريك القضية الأوكرانية إلى وضع أفضل تحت قيادة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وفي هذا الشأن، لفت إلى أهمية الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة وتركيا في المفاوضات.

وفيما يخص الصناعات الدفاعية التركية، قال روته، إنها "بالغة الأهمية لتحالف الناتو بأكمله والمصانع التي تنتج الذخائر في تكساس (الأمريكية) لا تستطيع تحقيق ذلك دون تعاون وثيق مع الشركات في تركيا".

وتحدث عن التقدم الكبير الذي تشهده الصناعات الدفاعية التركية، قائلاً: "علينا تطوير هذا الأمر في جميع أنحاء الحلف، لأننا نعلم أن الروس يُعيدون هيكلة أنفسهم بسرعة. فهم يُنتجون الآن في ثلاثة أشهر ذخيرة كان الحلف يُنتجها في عام".

وأشار روته، إلى أن "الحلف بأكمله أكبر من روسيا بـ25 ضعفاً من حيث القوة الاقتصادية".

وعلّق على صفقة بيع طائرات يوروفايتر المحتملة لتركيا، قائلا إنه يشجع الحلفاء على عدم فرض قيود على مبيعات الأسلحة إلى حليف آخر.

وتطرق أيضا إلى قرار تنظيم "بي كي كي" الإرهابي حلّ نفسه وإلقاء السلاح، واصفاً ذلك بالتطور بالغ الأهمية.

ولفت إلى أن تركيا تعد من أكثر حلفاء حلف شمال الأطلسي تعرضا للهجمات الإرهابية.

وأكد روته، أن التطورات في البنية التحتية للصناعات الدفاعية التركية مهمة جداً بالنسبة إلى إمكانيات وقدرات الناتو.

وذكر أن روسيا، التي تعادل رُبع قوة الناتو الاقتصادية، قادرة على إنتاج الذخائر التي ينتجها الحلف في عام واحد خلال ثلاثة أشهر فقط.

وأعرب روته، عن حاجة الحلف إلى الصناعات الدفاعية التركية، متمنيا أن يزيد إنتاجها مستقبلاً، وهو ما سيكون "جيداً للاقتصاد التركي ولدفاع الناتو".

وشدد على ضرورة زيادة الإنتاج ليس فقط في تركيا، بل أيضاً لدى كبرى شركات الصناعات الدفاعية مثل "راينميتال" في ألمانيا، و"ليوناردو" في إيطاليا، و"لوكهيد مارتن" في الولايات المتحدة.

وقال إن تركيا تمثل نموذجاً يُحتذى به للدول الأعضاء الأخرى في الناتو.

من ناحية أخرى، نفى روته تقديم وعود لأوكرانيا بشأن ضمها إلى الناتو كجزء من أي اتفاق للسلام.

وأضاف: "كان يمكن القيام بذلك، ولكن لم يتم تقديم أي وعد من هذا القبيل".

ودعا روته، إلى الفصل بين تحقيق سلام دائم لأوكرانيا بأسرع ما يمكن وبين رغبتها في الانضمام للناتو.

وأوضح أن أي طلب انضمام من دول أوروبية أخرى سيكون أيضا خاضعاً لقرار تركيا والأعضاء الـ31 الآخرين.